![]() |
![]() |
![]() |
#1 |
قلـــــم ماســــي
تاريخ التسجيل: 2008-02-14
الدولة: الجنوب العربي
المشاركات: 18,528
|
![]() الثورة الجنوبية والتحدي المناطقي في هذه الحياة كل شيء نسبي فالسلب موجود والإيجاب موجود للفرد أو المجتمع سوا كان في عالم السياسة أو الثقافة أو الاقتصاد أو الاجتماع . وتلك فطرة فطر الله عليها بني ادم " ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها" من الدلائل التي تشير إلى عظمة أي فرد أو جماعة أو شعب هو في قدرته على تحويل السلبيات إلى ايجابيات وهو النجاح الحقيقي الذي يعبر عن حيوية الفرد أو الشعب ويتجلى ذلك في مقدرته على خلق الحلول المتميزة وقدرته على صياغة الأفكار النيرة والجديدة واستلهام الإبداعات الرائعة والتي تتلوها إبداعات أكثر روعة ورسوخا وجمالا . ما لذي يميز امة من الأمم عن غيرها من الأمم الأخرى؟ إنها القدرة وقبل ذلك الرغبة الأكيدة والصادقة والنابعة من أعماق القلب في تخطي عقبات الطريق ومصاعب الظروف وتحدي الأخطار والتي تنسجم بنفس الوقت مع الخصوصيات الثقافية والأخلاقية لذلك الشعب أو الأمة. ونحن الجنوبيون كشعب نطمح إلى أن نبني وطن متميز وجميل ومشرق ونطمح إلى أن نجد لأبنائنا وأحفادنا تراث عظيم مدعاة للفخر والاعتزاز وتلك مسئولية تقع على الأجيال الحاضرة وهي مسئولية تاريخية سيحكم بها علينا الله والتاريخ والأجيال القادمة ولا مناص من ذلك ولا مهرب ولا يقبل من احد أي حجج مهما كانت درجة قوتها لأننا جميعا نتحمل أخطائنا بالمشاركة أو السكوت عنها أو محاولة الهروب منها أو التبرير بأننا كنا ضحية لهذا أو ذاك . ايجابياتنا كثيرة نفتخر بها ومنها ماهو مدعاة لمقاربة الكمال ومنها مايعتريه النقص وبحاجة إلى إكماله على نحو أفضل وأكثر جودة . سلبياتنا عديدة ولن نخشى من الاعتراف بها بل الاعتراف بها هو أول الخطوات في الطريق الصحيح ومن خلال ذلك نستطيع أن نبحث عن معالجات جادة وإبداعية لا تخرج عن الواقع المفيد وبنفس الوقت لا تكون تحت تأثير الواقع الخطاء. في حاضرنا اليوم هنالك الكثير من الأمور التي تستدعي بل تستوجب اتخاذ حلول ومعالجات خيرة فالشر موجود والخير موجود ومن أراد الخير وجده ومن أراد الشر وجده والفوائد يمكن أن تزيد والفواسد أيضا يمكن أن تنتشر بكثرة . الأمر عائد إلى من يتصدى لهذا أو ذاك. سنتحدث هنا عن سلبية كامنة فينا وهي من اخطر الأمور التي ستواجهنا أن لم يكن اليوم فغدا وبعد غد. السلبية التي نعنيها هي المناطقية والقبلية في الجنوب وهي حقيقة ماثلة أمام أعيننا ولا نستطيع أن ننكرها أو نتملص منها وبدلا من أن تغض الطرف عنها لمحاولة البعض التقليل بأهميتها أو نخشى نبشها بدافع خطرها وردة الفعل التي ربما يظن البعض أنها ستكون كارثية أو مدمرة أو نحو ذلك . وكل تلك الأمور لا تعفينا من أن نتصدى لها التصدي الواعي الحضاري العقلاني الذي يجعل من سماتها السلبية أدوات محفزة للعمل الايجابي والمفيد للوطن وللشعب وللثورة الجنوبية . بلا شك أن أولى الخطوات لهذا الهدف النبيل وهو تحويل سلبيات القبلية والمناطقية هو الاعتراف بما هو سلبي فيها وإبراز الجوانب الايجابية لأنه لا يوجد شيء مكتمل سوأ أكان سلبا أو إيجابا . ولو نظرنا إلى خريطة الجنوب المناطقية أو القبلية لوجدنا لوحة جميلة بشكلها المتكامل والخلل يأتي عندما يتم بتر تلك الخريطة وتحويلها إلى كاونتونات مبعثرة ومشوهة وتعاني من نقوصات وعورات جمة لا حصر لها . ونأتي الآن لإسقاط تلك الأفكار على الواقع الجنوبي في محاولة لخلق وعي وطني جنوبي بحجم الجنوب وبامتداده التاريخي والجغرافي والإنساني والأخلاقي. فما لذي يميز عدن عن حضرموت ؟ وما الذي يميز الضالع عن شبوة؟ وما الذي يميز يافع عن مودية ولودر ؟ ومالذي يميز لحج عن المهرة ؟ وما الذي يميز زنجبار عن ردفان ؟ ومالذي يميز العوالق عن العدنيين أو المهريين ؟ ومالفرق بين الصبيحة ودوعن وميفعة ووو الخ . ما الامكانيات التي تكمن في يافع ولا توجد في مناطق اخرى؟ وما امكانيات حضرموت عن ابين ؟ ومايمكن أن تقوم به ردفان أو جعار أو الضالع أو الواحدي ولا يمكن أن تقوم به قبيلة أو منطقة اخرى ؟ لا تستطيع أي منطقة أن تكون هي الكل أو أنها تعبر عن الكل لان النقص حاصل ومن المستحيل اكتماله في أي منطقة بل وفي أي بلد من بلدان العالم . إذاً لابد من أن نتعرف على امكانيات كل منطقة من مناطق الجنوب ومدى إسهامها في العملية التحررية التي نحن بها الآن مع وضع اعتبار حيوي وهام أن القناعات دائما تأتي فردية وليست قبلية أو مناطقية ولكن بدلا من أن تستخدم تلك المكونات الاجتماعية استخداما خاطئا وتؤثر سلبيا على العمل السياسي فمن الأفضل والمفترض استخدامها استخداما ايجابيا واستثمار الإبداعات والايجابيات الكامنة فيها كمنطلق في عملية بناء نشيج الوطن وترسيخ وتوطيد وحدته المشهودة اليوم بأجمل من أي يوم آخر. أن قدرتنا على تحويل السلبيات إلى ايجابيات هو التحدي الكبير الذي علينا التصدي له والعمل بشأنه على أكفى طريقة وأنجع وسيلة فالوطن هو وطننا وهو ملاذنا وملجأنا بعد الله سبحانه وتعالى ولن نجد وطنا آخر ولا ارض اخرى بديلا عن وطننا هذا . وان كان الأمر كذلك فكيف نتقاعس وكيف تقبل نفوسنا أن تنخرنا الأمور هذه وهي ملك يميننا وبحكم قدراتنا أن صدقت النوايا فينا وان صدق حبنا للوطن كما نهتف له ونبكي لأجله ولأجلنا ونعطي أغلى مالدينا وهو الروح في سبيله وسبيل سيادتنا وعزتنا وكرامتنا.
__________________
تَهونُ عَلَينا في المَعالي نُفوسُنا * * وَمَن يَخْطَبُ الحَسناءَ لَم يُغلِها المَهرُ
|
![]() |
![]() |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
النقد المناطقي | ضالعي من موديه | المنتدى السياسي | 0 | 2011-05-11 02:50 PM |
حكمة الثورة المصرية التي اوصلتها للنجاح هل نطبيقها في الثورة الجنوبية لكي تنجح | @نسل الهلالي@ | المنتدى السياسي | 3 | 2011-03-27 02:52 AM |
(الانترنت) ساعد الثورة التونسية بخلع بن علي، وسيساعد الثورة الجنوبية على طرد علي! | ابوابداع الـــبــكـــري | المنتدى السياسي | 0 | 2011-01-16 03:51 PM |
عاجل : اللقاء المشترك محاولة حثيثة لاحتوى الثورة الجنوبية وزرع الفتنة لتمزيق الثورة ا | سيف العدل | المنتدى السياسي | 2 | 2009-10-20 07:01 AM |
اللسان المناطقي خطر يداهم القضيةالجنوبية | مدفع الجنوب | المنتدى السياسي | 12 | 2009-01-03 08:14 PM |
|