ايها الجنوبيون احذروا يوم القدس الايراني

[العرب العاربه]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يسري راغب

عليك ان تعلم ان القدره الربانيه هي من اوقعت بكل من سفك قطره دم واستباح وقتل وقد جاء في القران قوله { إنا من المجرمين منتقمون}
وقوله { إن الله عزيز ذو انتقام } صدق الله العظيم
اسعدني ماكتبت وان قابلت احد ابناء فلسطين في اي مكان بلغه مني السلام والتحيه .
وان شاء الله يكون المستقبل خيرا لنا وان يبدل الله الحال بقوه عز مقتدر .
دمت في حفظ الله ورعايته ايها الاخ العزيز وادعوا الله ان يفرج كربتكم لانها كربتنا جميعا لك التحيه وللجميع مثلها .

اخي الفاضل يسري راغب
مما لاشك فيه بان قضية فلسطين حاضرة في قلب كل انسان مؤمن مسلم كل يوم
بل اننا نتنفس مع كل نَفَس حبنا للأقصى وماحوله أولى القبلتين وثالث الحرمين
وان من لايفعل ذلك لايمكن ان يكون مسلما حقيقيا باي حال من الأحوال
ولكن دعني ان اكون صريحا معك وصادقا حتى لو كانت تلك الصراحة وذلك الصدق سيؤلمنا جميعا
إن حبنا لفلسطين ومسرى الرسول قد شوهه (بعض المتطفلين الفلسطينيين) الذي اساءوا الى جميع الفلسطينيين باعمالهم القذرة
وللأسف الشديد ان من يدفع فاتورة هؤلاء ، هم الأبرياء من الفلسطينيين الذين يدفعون فواتير أخرى باهظة الثمن على كل الأصعدة
دوليا واقليميا عبر احتلال بلادهم من العدوان الصهيوني والتي هي بلاد مقدسة لجميع المسلمين
ومع كل تعاطفنا معكم وشعورنا بالواجب تجاهكم إلاّ ان هذا التعاطف يخشى من ان (يسرق) كما سرقت ثوراتنا العربية سابقا
وبدلا من ان تكون اية فعالية للقدس فعالية من اجل نصرتها فقد تتحول الى فعالية من أجل اختراقنا سواءا سياسيا ام مذهبيا....
لم يعد الأمر يقتصر على العواطف وإبداء حسن النوايا التي قد تكون طرقها مفروشة بالورود ولكنها في الأخير تؤدي كلها إلى جهنم
وإنما علينا العمل جديا من اجل إزالة كل اسباب الإخفاقات التي كانت سببا في فشل الثورات العربية السابقة حتى لايتكرر الفشل نفسه مرة أخرى
ولتعلم جيدا انت وجميع احبابنا في فلسطين بان اية فعالية مهما كبرت او صغرت اذا لم تكن فيها النوايا سليمة فلن تجدي باي شيء
وإنما ستكون مثلها مثل فعاليات رقصات الدبكة التي كانت تقيمها الجالية الفلسطينية في العاصمة عدن ليتفرق بعدها الناس كل إلى مخدعه بانتظار الحفلة القادمة!
إن الأحداث الجارية في الوطن العربي تشبه إلى حد كبير ماحدث اثناء الثورات العربية في اربعينيات وخمسينيات وستينيات القرن الماضي
حيث كانت الشعوب العربية متفائلة جدا بهذه الثورات إلا انها للأسف الشديد تم الإلتفاف عليها من قبل عصابات المخابرات الدولية
فتحولت من نعمة منتظرة الى نقمة حاضرة تعتصر الإنسان العربي منذ بزوغها حتى الآن....
الخلاصة ياسيدي أن مايواجهه الإنسان العربي لن ينتهي إلا بتظافر الجهود في تحليل الواقع تحليلا عمليا
غير خاضع لقوانين العواطف وبعيدا عن الشطحات العنترية السابقة التي أوردتنا إلى مهالك جمة
بل وكانت احدى اسباب استمرار الإحتلال الصهيوني على القدس خاصة وفلسطين وغيرها عامة...
وحتى لاتكون عواطفنا الجياشة التي لاتخضع للتروي وإعمال الفكر فيما سيحدث مستقبلا واستشرافه وقراءة الواقع كما هو بسلبياته وايجابياته
فلن تكون لنا القدرة على رص صفوفنا في مجابهة قوى العدوان الخارجي قبل ان نجابه قوى العدوان الداخلي التي تنخر داخل صفوفنا
وعلينا أن لا ننظر إلى خارج الصورة وإطارها بل يجب ان نوغل في تفاصيل الصورة من الداخل
وان نخضعها للفحص المجهري الإلكتروني وان نقوم بتطهيرها من الغبار والجراثيم العالقة بها.
ولن يتسنّى لنا ذلك إلاّ باستخلاص العبر من كل مافات وعدم الإنقياد خلف العواطف مهما كانت الشعارات البراقة التي تقف خلفها....
فإذا كانت فعالية القدس ستكون سببا من اسباب انتصار ثورتنا (كما نريد) او عاملا سيفيد الفلسطينيين حقا فاننا لسنا ضدها
ولكننا ضد تحويل هذه الفعالية إلى نفق يؤدي بنا إلى أنفاق مظلمة ليست لها نهاية......
أرجو أنك فهمت الآن سبب بعض التحفظات على الفعالية من قبل البعض أو توجس البعض الآخر من إقامتها
وربما إذا أمعنت النظر مليا ستفهم أكثر أسباب هذه التحفظات التي هي في الأساس تحفظات على من دعى إليها من خارج الجنوب
(وليس على الفعالية بحد ذاتها)...
تقبل منتهى الإحترام والتقدير وخواتم مباركة عليك وعلى جميع الأحبة في فلسطين وعلى الأمتين العربية والإسلامية بإذن الله.