قراءة تشاؤمية ... أم مواجهة للحقائق ؟

[عبدالله السنمي]

[align=right]قراءة تشاؤمية ... أم مواجهة للحقائق ؟
أحمد عمر بن فريد يعلن استشهده سياسيا ..
شبوة تعيد تشكيل هيئتها الوطنية برئاسة النوبة بدلا من الهيئة السابقة ...
إعلان تشكيل هيئة عدن ، وانسحاب عدد من قيادتها ..
في الضالع لم تنجح المحاولات للتوفيق بين القيادات لتشكيل الهيئة العليا في المحافظة .
الدعوة للقاء العسكرية لتشكيل القيادة الموحدة للحراك الجنوبي ..
الصاحبان يختلفان من يتولى قيادة المجلس الأعلى ؟؟
غياب جماعي أولهم النوبة ،، وأعذار متباينة ،،
باعوم ومعه من معه ( .. ) ينصب نفسه رئيسا للمجلس بدون أعضاء ..
ردود فعل المتابعين والمهتمين بالشأن الجنوبي تأتي منقسمة على نفسها !!
الشعب الجنوبي هو أيضا يصاب بالصدمة ،، ويتقهقر الى الوراء
يسأل نفسه ،، مالذي يجري ؟ وماذا يفعل هؤلاء ،،
اليست قضيتهم كما عرفناها منهم وصفقنا لها ولهم هي قضية استقلال الجنوب ؟؟
تعالوا ننظر الى الموضوع من زاويته الأخرى التي حاولنا مرارا ان نتجاوزها ونغض البصر عنها ،، هذه الزاوية الضيقة تمثل حقيقة المشكلة التي تضرب الجنوب في الصميم ، إنها الأنانية وحب الذات وزيف الادعاء بالوطنية والتضحية .
هذه الأنانية واضحة في مجتمعنا وتكشفت بجلاء هذه الايام وهي مرض ذاتي وتوأم للنرجسية، وقد برزت بشكل كبير من خلال تقدم الاحداث وتحركها الى الامام نحو استحقاقات ومتطلبات شعبية ومرحلية ، ولكن كيف تمكنت الانانية من بسط سيطرتها على النفوس في هذه المرحلة الحساسة من حياة ونضال شعبنا الجنوبي .
والأنانية عندما تتحكّم في الإنسان ستقود صاحبها إلى إتباع مبدأ اسقاط الآخرين الى مراتب أدنى ويعزو النجاحات والانتصارات في المجتمع الى ذاته زورا وبهتانا، وهذا النوع من الناس دائما ما يعاني من عدم الثقة بنفسه والشعور بالخوف من الآخرين وبالتهديد من الناجحين والمتفاعلين في المجتمع والحياة، وأن هذا الشعور مبعثه حالة مرضية داخل نفسه وقلبه، ومن قلّة الإيمان بالله ، والإيمان بقضيته ورسالته . والأنانيّة السياسية، هي الأخرى داء يصيب (بعض)الأشخاص الذي يمارسون السياسة، والذين يسقطّون الشخصيات والأحزاب والحركات المنافسة لهم، أو التي تتواجد في الساحة التي يعملون به هؤلاء الأنانيون.
وبالتالي هم نمط من أنماط الديكتاتوريين النرجسيين والأنانيين، والذين يقدمون أنفسهم وأحزابهم على أساس أنها هي الوحيدة القادرة على أنقاذ الامة وهي الوحيدة العادلة والمستقيمة، والتي تمتلك عصا موسى وتحل جميع المشاكل المتعلقة بالوطن ، والحقيقة هي تعسكر الوطن والمجتمع ، ولو فتشتم ستجدون بأن هذا النمط من السياسيين هم الوحيدون الذين ليست لديهم إنجازات دائمة وإستراتيجية، بل أن إنجازاتهم وقتية وزائلة، وأن حققوا إنجازات كبيرة فيعودوا فيخربونها بأنفسهم بدافع الأنانية والتعجل والعصبيّة، أو يعطونها ونتيجة أخطائهم وقلّة حساباتهم إلى أعدائهم وأعداء الوطن والشعب .
وهؤلاء وللأسف الشديد أصبحوا كثر في جنوبنا المكلوم المنهوب ، وهم السبب في هذا الهوان والتقهقر الذي يهددنا ، وهم في الوقت نفسه (يتظاهرون) بالوطنية والرفعة والنبل، و والنقاء ، ولكن لديهم دهاليز مشينة تفوح منها روائح حب الذات والمصالح الشخصية وهؤلاء يعتقدون بأنهم يمارسون لعبة الذكاء والدهاء ، وهم في حقيقية الأمر يسقطون سقوط الإبل .
لهذا فالحذر الحذر من الطروحات الزائفة والمضللة، كفانا كذب وضحك على الذقون ،،
كفانا ترديد الشعارات ، نهرول لنرفع ( القائد البطل والمناضل الفذ ) على رؤسنا ، وفجأة نكتشف كم كنا ساذجين ،،
علينا أن نمتلك عقولنا ، وقناعاتنا ، ولا يجوز التفريط فيها ، وتأجيرها للآخرين ،،
ليتزحلقوا على براءتنا ، وعواطفنا ، وعقولنا .
وعلينا ان نحسن التمييز بين الوطني الحر الشريف ، والأناني النرجسي الانتهازي .
متى فعلا نبلغ سن التمييز ؟؟ [/align]