قوات امريكية في جنوب اليمن-امريكا تمهد لانفصال فيدرالي-كابتن هنس يعود من جديد

[نبيل العوذلي]

بسم الله الرحمن الرحيم
قوات امريكية في جنوب اليمن-امريكا تمهد لانفصال فيدرالي-كابتن هنس يعود من جديد

تتواجد منذ فترة سنوات نخبة من القوات والخبراء الامريكيين منذ سنوات في صنعاء كما يخبرني سابقا طيارين اصدقاء ويعلم عن ذلك كثيرا من المشايخ الدينيين والقواد العسكريين على اثر ملف مكافحة الارهاب ولانجد تحركا قويا من قبائل اليمن الشمالي الغيور على ارض اليمن بينما حينما وصلت وحدة كوماندوز ونخبة من الخبراء الامريكيين الى قاعدة العند حتى سمعنا عن تحركات لقبائل تريد ان تتجه الى جنوب اليمن لتحريرها مما يشاع انه احتلال امريكي للجنوب الغني بالنفط الطامعة به امريكا ....ويوجد تنسيقا امنيا قويا بين الامريكيين وقوات يمنية ظهر بجلاء في عملية اغتيال مواطنين يمنيين كالشهيد على الحارثي والاهدل بغض النظر عن خلافنا الايدلوجي معهم سوى ان هناك تواطؤ من متنفذين يمنيين في الشمال اليمني على قتل مواطنين يمنيين كان قد تم استنكاره مؤقتا من قبل اعضاء البرلمان اليمني ولكن كثيرا ما يتم غض الطرف عنه بينما حينما يظهر في جنوب اليمن يتم تضخيمه ونشر ثقافة الجهاد لتحرير الجنوب اليمني من مطامع الصليبيين في الجنوب اليمني وتصوير الجنوبيين بالعملاء تاريخيا للكفار دائما بءا من الانجليز الى الروس الى الامريكيين ....ونحن ازاء ذلك لاننكر المطامع الامريكية في جنوب اليمن تلك التي كشفتها تصريحات بعض المسؤولين اليمنيين وربما احيانا الامريكيين والمتمثلة في اشياء مشروعة نعذر بها الامريكيين متمثلة في شخصية الامريكيين التي يشعرون من خلالها بالمسؤولية الانسانية والاممية على العالم كجزء من ثقافة الامة الامريكية التي نحترمها حقيقة في سمة وسمت الامة الامريكية وايضا فيما يتعلق بملف الارهاب وتأمين الجزء من البحر العربي والاحمر المطل على الملاحة العالمية للسفن التي اصبحت منطقتنا جزء من المعادلة العالمية التي يتحكم بها الكبار وعلينا ان نحترم حركة التجارة والملاحة تلك التي ان احسن استثمارها عبر ميناء عدن وموانىء اخرى يمكن انشاءها على البحر العربي ومد خطوط انابيب نفط للسعوديين عبر تلك الموانىء لحل مشكلة الحرج الذي تعاني منه السعودية تجاه التهديدات الايرانية باغلاق مضيق هرمز كل ذلك حتما سيوفر دخلا ماليا وتجاريا اقتصاديا لليمنيين عامة شمالا وجنوبا في ظل حكومة ديمقراطية غير فاسدة..وهناك اشياء غير مشروعة من قبل الامريكيين متمثلة فيما يلي
اولا
عقيدة الكاوبوي الامريكية لبعض العسكريين والسياسيين الامريكيين تلك التي تزج بالامريكيين والشعب الامريكي في صراع مع الاخرين لاحاجة لهم به بل وبات مؤكدا كما في تجربة العراق وافغانستان وسابقا في فيتنام انهم وفق تركيبتهم النفسية لاطاقة لهم به استطاعوا ان يعوضوا هذا النقص والضعف من خلال التطور العلمي الهائل في حرب النجوم والفضاء –الحرب الجوية عبر الاقمار الصناعية والطائرات-اما على مستوى الحرب البرية فلاتزال النفسية الامريكية مقارنة بالاخرين متأخرة كثيرا تم تعويضها من خلال سينما هيليوود التي استطاعت ان تقنع الكثير بأن الامريكي ذلك المغوار الشجاع المقدام في الحرب والتضحية المتفاني في سبيل الاخرين...هذه الفلسفة التي كثيرا ما يستثمرها الرؤساء الامريكيون في الانتخابات والتي تشكل بعدا نفسيا قويا في تركيبة الامريكي
ثانيا
عقيدة ارباب الراسمال العالمي الاستعمارية الجشعة تلك التي مردت على تحسين ميزانيتها من خلال استعماريات جديدة لمصادر الطاقة والثروة في العالم ممهدة لمثل تلك الاستعماريات بمختلف الاساليب القذرة ولو كانت حتى بنشر حبوب المخدرات كما هو حاصل في جنوب اليمن منذ فترة تحس بانها ممهدة لعزل طبقة من الشباب عن الواقع المحيط بهم من خلال تلك المخدرات التي تباع بسعر زهيد جدا جدا خاصة في جنوب اليمن دون شماله ...ومن خلال ابتزاز الاخرين بالحروب والصراعات كما تفعل امريكا بابتزاز دول الخليج بين الفينة والاخرى لبيع منتجات الشركات الامريكية من السلاح والتكنولوجيا من خلال خلق بؤر للصراعات واسواق جديدة للصراعات والتوتر والفوضى
ان هذه الفلسفة حقيقة تجدها كثيرا في شخصية قومية معينة من ابناء الشمال اليني—فلسفة السمخ التي تماثل الكاوبوي وفلسفة الاستعمار الاخرين من خلال حيل سياسية كيدية ولو باشعال الحروب بين القبائل وتصدير المشاكل الى الاخرين ..ولكن فيما يبدوا ان اليمنيين قد استطاعوا ان يتفوقوا على الامريكيين في هذا الجانب مما جعل الامريكيين يضطرون الى التفكير بعقلية الانجليز وادوات الانجليز تلك العقلية الانضباطية التي تقلل من استعمال الحيل والمكايد الاستعمارية والاستثمارية
صاروخ امريكي قلب معادلة
استقرت قناعة اللوبي الصالحي –نسبة للرئيس علي عبدالله صالح-على ان الصاروخ الذي اصيب به جامع النهدين بحادثته المشهورة التي اصيب بها الرئيس اليمني السابق واخرين معه على ان كطائرة امريكية بدون طيار هي من اطلقت الصاروخ....هذا الكلام من مصادر دقيقة ومؤكدة لدي تستند الى ان عدد الصواريخ المخزونة لدى قوات مكافحة الارهاب في صنعاء لم ينقص منها واحدا البتة ...والفلسطيني الذي تم القبض عليه والخبير بصناعة الصواريخ وكان في صنعاء لم تثبت التحقيقات البتة انه من صنع هذا النوع من الصاروخ ...فكل الدلائل تشير الى ان الامريكيين غضبوا بتصرفات الرئيس صالح المستهترة بهم خاصة بعد حادثة سفارة الامارات فخرجوا عن طور الحلم الى طور ردة فعل الالم ....وانا شخصيا ارتاح الى هذا التفسير لانه الاقرب الى الصواب –فعلا –امريكا هي من ضربة صالح بصاروخ فوجاز
اذا لابد من ردة فعل من اللوبي الصالحي والمتمثل بابناءه وانصارهم وشيعة الرئيس صالح.................اين وكيف؟؟؟
انصار الشريعة—ابين –
نحن اليمنيون نعرف حجم العلاقة بين الامن السياسي سابقا الذي انفرد حقيقة بحكمة يمانية اراها حسنة في التعامل مع ملف الارهاب والمتمثلة في الحوار وحل مشاكل الشباب ودمجهم من خلال تلك الحلول في المجتمع....وهذا شيء حسن ..ولكن في المقابل كان هناك من يرى انهم بمثابة عصا يتم المحافظة عليها لاستعمالها عنجد الحاجة—وهو ماظهر مؤخرا في الامن القومي واللوبيات الخاصة بالرئيس اليمني,لان اللوبيات المضادة للرئيس اليمني كلوبي علي محسن وحميد الاحمر فهي لوبيات مؤدلجة على ايدلوجية الاخوان التي لاتتفق مع ايدلوجية القاعدة تلك التي يرونها على انها نابعة من ايدلوجية الوهابية السعودية ويشعرون بنزعة قحطانية يمانية ضدها ..ولذا من السهل ان تصبح لوبيات علي محسن تعمل ضد القاعدة حاليا اكثر من لوبيات الرئيس اليمني الذي يشعرون انهم بحاجة ماسة للانتقام من الامريكيين.....فما شأننا نحن اهل الجنوب في هذا الخلاف الشمالي الشمالي؟
الشماليون يجيدون الصراع بينهم البين من خلال الاخرين وفي اماكن الاخرين....هذه هي الشخصية التي قد يشتركون فيها مع شخصية جزء من السياسة الامريكية؟؟
وهو ما اتضح بجلاء في ثورتهم المباركة ان الوسط الحاكم من اليمن الاعلى استطاع حقيقة ان يدير الصراع بطريقة ذكية وحكيمة بالاخرين وفي اقصى ما يمكن باراضي الاخرين ليكونوا هم دائما احسن المستفيدين ولهذا لما خرج عن اطار هذه الحكمة اولاد الرئيس اليمني وانجرفوا في حرب صنعاء ضد اولاد الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر رحمه الله....وصدقوا الخبر كان من الكبار منهم تحمل الالم الذي اصابهم من خلال تهور الصغار بخروجهم عن هذه القاعدة الازلية للزيود التي نحترمها لانها تبين جدارتهم بالحكم الذي يحتاج الى سياسة ودراية اكثر من شجاعة واندفاع على اساس معطيات الظاهر تلك التي كثيرا ما ينزلق فيها غيرهم ويخسرون باقتتالهم فيما بينهم البين على حساب مكانتهم المستقبلية.....الخلاصة-لقد استطاعوا كثيرا ان ينتقموا من الامريكيين –اقصد لوبي الرئيس السابق-من خلال ملف انصار الشريعة في ابين ...وفيما يبدوا انهم متفقين ضمنيا على فتح هذا الملف ونقل ما يتعلق به الى الجنوب اليمني ولو مؤقتا حتى تنصلح الامور لهم .....الخ
اين الجنوب من هذا؟
الامريكيون سأموا التعامل حقيقة مع الشمالين وسأموا التذبذبية (((لاتشلوني ولاتطرحوني)))...وشعروا انه لابد من ترتيب الملف بالانفصال الكامل للجنوب عن شماله هذب هذا الرأي فيما يبدوا الموقف السعودي الخليجي الضمني المسؤول الذي يرى ان الفيدرالية قد تكون حلا ممكنا ومعقولا ومقبولا للكل في ظل هذا الوضع التعيس خصوصا مع جنوح الجناح الذي يسمونه بالمتطرف من الحراك الجنوبي الى ايران تلك الدولة التي تحرص امريكا ودول الخليج كجزء من الاستعداد لضربها على ترتيب الملف اليمني باسرع ما يمكن ...اين نضع انفسنا كيف نتصرف لاجل مصلحتنا الخاصة هذا محور ومرتكز هذا التقديم الذي يجب ان ينطلق منه الجنوبيين
قال النبي صلى الله عليه وسلم--
- أنه قال: « كيف بك يا عبد الله بن عمرو إذا بقيت في حثالة من الناس مرجت عهودهم وأماناتهم، واختلفوا فصاروا هكذا؟ وشبك بين أصابعه، قال» قلت يا رسول الله ما تأمرني؟ قال: «عليك بخاصتك، ودع عنك عوامهم» انظر سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني (1/ 3/ 26) رقم الحديث (206</span>
وله حديث يقوي معناه وان لم يرقى الى درجة صحته تقريبا وهو
رواه الترمذي عن سعيد بن يعقوب الطالقاني (ح)
و رواه ابو داود في سننه و ابن ابي عاصم في الزهد عن ابي الربيع سليمان الزهراني (ح)
ورواه ابن حبان في صحيحه عن ابي يعلى عن ابي الربيع سليمان الزهراني (ح)
و البخاري في خلق افعال العباد , عن عبدان (ح)
و البغوي عن ابي سريج الزهراني (ح)
و ابي عبد الله المروزي عن عبيد الله بن سعيد عن عبد الرحمان بن مهدي (ح)
و الطبراني عن علي بن عبد العزيز عن سعيد بن يعقوب الطالقاني (ح)
و غيرهم ,كلهم عن عبد الله بن المبارك عن عتبة بن ابي حكيم عن عمرو بن جارية اللخمي عن ابي امية الشعباني قَالَ : أَتَيْتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ ، قَالَ : قُلْتُ : كَيْفَ تَصْنَعُ فِي هَذِهِ الآيَةِ ؟ قَالَ : أَيَّةُ آيَةٍ ؟ قُلْتُ : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يُضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ) قَالَ : سَأَلْتَ عَنْهَا خَبِيرًا ، سَأَلْتُ عَنْهَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ:
بَلِ ائْتَمِرُوا بِالْمَعْرُوفِ ، وَتَنَاهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ ، حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعًا ، وَهَوًى مُتَّبَعًا وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً ، وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْىٍ بِرَأْيِهِ ، وَرَأَيْتَ أَمْرًا لاَ يَدَانِ لَكَ بِهِ ، فَعَلَيْكَ خُوَيْصَّةَ نَفْسِكَ ، وَدَعْ أَمْرَ الْعَوَامِّ ، ......

</span>
ان اخوة الشمال حقيقة لايستطيعون سوى ان يروا مصالحهم الخاصة المبنية احيانا على المذهبية واحيانا الجهوية واحيانا التاريخية ولم تنضج في كثير منهم الا من رحم ربي الابعاد الوطنية للدولة التي تتعامل على اساس مسؤوليتها الوطنية تجاه الشعب كله واراضي الوطن كله على انه جزء من مسؤوليتها الوطنية ..وقد ساهموا حقيقة في تمرير الكثير من الاتفاقات مع الامريكيين وغيرهم بسعر بخس في لاراضي الجنوب وجزره يريدون اليوم ان يدفع ثمنها ابناء الجنوب بعد ان لاحظوا ان الامريكيين لم يعدوا راغبين بالاستمرار معهم وربما بدأوا يفكروا بعقلية اباءهم الانجليز الذي مركزوا نفوذهم في مناطق معينة ذات صلة بالاستراتيجيات العالمية في جنوب اليمن تاركين الشمال لاهل الشمال ...وذلك من خلال بعث ملف الجهاد في سبيل الله عبر قبائل اليمن الشمالي ليدفع ثمنه اهل الجنوب الذين سيتم تصويرهم على انهم عملاء تاريخيا للاستعمار بينما لم يحركوا ساكنا طوال تلك الفترة حينما تواجد الامريكيين بقواعد في صنعاء وخبراء ومراكز لوجستيه تتصل بالاقمار الصناعية
ان تجربة امريكا في العراق وافغانستان اوصلت الامريكيين الى حقيقة مفادها كان قد وصل اليها الانجليز والاوربيين ان عهد الاستعمار المباشر انتهى وعليه علينا ان نعرف كيف نتعامل معهم ولانخضع للنفسية الامريكية السادية التي تتعامل مع الاخرين بمنهجية الآمر الناهي المسؤول عن العالم المبنية اصلا على الايهام والتصويرات الوهمية لخلق صورة مضخمة عنهم تتيح لهم اكبر قدر من الابتزاز تلك النفسية التي تشبه كثيرا نفسية بعض ابناء شمال اليمن القائمة على الايهام بالقوة والسيمخة والجراءة والهيمنة والمستمدة من روح ابناء فارس الذين نتحمل نحن الجنوبيين مسؤولية جلبهم الى اليمن عبر سيف بن ذي يزن الحميري الذي ينسبه بعض المؤرخين الجنوبيين الى جنوب اليمن ...ولايتآتى ذلك حقيقة الا بالثقة بالقيادة التاريخية الموجودة اليوم على الساحة الامنية والعسكرية في السلطة اليمنية كالرئيس عبدربه منصور وقيادات الجيش المخضرمة والمتواجدة في خارج السلطة كقيادات الحراك الجنوبي المخضرمة اولئك الذي علينا ان نثق بوطنيتهم ونزاهتهم الوطنية باتاحة الفرصة لهم متعاونين على ترتيب الملف اليمني واليمني الجنوبي مع الاقليم وامريكا خصوصا بعد ان لاحت بوادر تعثر المبادرة الخليجية لينتقلوا الى المستوى الثاني من الحلول وهو الانفصال بالفيدرالية –والله اعلم-