الحراك الجنوبي00 الاسباب والانجازات والمتطلبات

[زكي اليافعي]

بقلم / خالد عمر العبد - المكلا برس
بلغت معاناة أبناء الجنوب حد الذروة مع مطلع العام 2007م عندما تجلت الصورة الحقيقية للوحدة التي كانت تضمرها صنعاء (الجمهورية العربية اليمنية )وتعامل من خلالها أبناء الجنوب(جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية)وذلك من خلال ممارسات تمادت في ممارستها في حق أبناء الجنوب شريك الوحدة وصاحب العطاء الأكبر للوطن المتوحد سلميا في 22/مايو/1990م ، ممارسات عنصرية طالت كل أبناء الجنوب حتى من قاتلوا الى جانبها في حربها على الجنوب تحت مبرر الدفاع عن الوحدة ، وذلك بتسريحهم تباعا من أعمالهم دون مراعاة سنهم القانونية أو تخصصاتهم العلمية أو حتى مشاركتهم في الدفاع عن الوحدة ، والأهم من كل ما مارسته صنعاء من ممارسات هدفت من ورائها الى طمس هوية وتاريخ شعب الجنوب وضمه والحاقه كتابعا لها ، من منطلق عودة الفرع الى الأصل ، وهو ما أعد بمثابة القنبلة الموقوتة ، وهو توقيع الحزب الحاكم مع الأحزاب الممثلة في مجلس النواب على وثيقة ما أسموها وثيقة الحوار بين الحاكم وتلك الأحزاب ، والتي لم تتناول قضية الجنوب تناولا يتناسب مع حجمها باعتبارها أهم قضية على الساحة السياسية لاسيما أنها نتجت عن حرب بين طرفي الوحدة(الشطر الشمالي الجمهورية العربية اليمنية والشطر الجنوبي جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية)ولم تعتبر تلك الوثيقة ، قضية الجنوب - بحسب البند السابع منها - سوى قضية حقوقية لا أقل ولا أكثر بينما هي سياسية بامتياز 0حينها أنبرى عدد من أبناء الجنوب من أكاديميين ومثقفين وناشطين سياسيين وحقوقيين وكوادر حزبية جنوبية ومعهم الشرفاء من حملة الأقلام الشريفة والكلمة الحرة ، أنبروا جميعهم الى اصدار البيانات والكتابات المنددة بذلك الاتفاق وتبيان خطورته على الجنوب وأهله0وهنا شعر أبناء الجنوب بخيبة أمل في عناصر المنظومة السياسية (الحاكم وأحزاب المعارضة)واعتبر البعض تلك العناصر وجهان لعملة واحدة ؛ فبدأ أبناء الجنوب بتنظيم أنفسهم التنظيم العلني الفاعل في كيانات مجتمعية من جمعيات وملتقيات وغيرها من منظمات المجتمع المدني ، وساروا جميعا موحدين نحو هدف أوحد ، يقرأه المتابع من خلال الخطاب السياسي للفعاليات التي تقام هنا وهناك على أرض الجنوب معتمدين – بقناعة واجماع –
النضال السلمي كخيار أكثر ضمانا للوصول الى هدفهم المنشود ، حاملين راية قضية الجنوب ، حتى تم اخراجها الى الحيز والمبلغ الذي بلغته 0
ولم يتوقف الحال في التكوين عند الجمعيات والملتقيات وغيرها من المنظمات المجتمعية ومجالسها العليا بل تعداه الى اعادة تلك التكوينات بنائها التكويني بشكل أرقى تمثل في اعلان معظم محافظات الجنوب هيئات موحدة تضم كل القوى الوطنية الحية المؤمنة بقضية الجنوب من الملتقيات والجمعيات سالفة الذكر، والتنظيمات السياسية الجنوبية ، والشخصيات الاجتماعية المؤثرة ، والكتاب والمثقفين والأكاديميين ، والناشطين السياسيين والحقوقيين ودون استثناء أو تغييب لأحد ، وقبلها تشكيل الهيئات الموحدة على مستوى المديريات من تلك التكوينات نفسها 0 وبهذا يتطلب لاستمرار المسيرة ونجاحها سرعة انجاز باقي المحافظات تشكيل هيئاتها الموحدة لتبدأ تلك المنظومة بالبت في تشكيل الهيئة الوطنية الجنوبية الموحدة التي سيكون أمامها مهام وطنية جسام اهمها اعلان الرؤية الوطنية الموحدة من واقع الرؤى المقدمة من الهيئات ، والمراكز المختصة ، وكذلك الأفراد 000الخ ، وذالك بعد بلورة تلك الرؤى في بوتقة واحدة واخراجا الاخراج الأمثل ، والتي من خلالها (الرؤية) يتم تحديد اللون السياسي المستقبلي الذي ارتضاه واقتنع به شعبنا في الجنوب وهو بلا شك النظام الديمقراطي القائم على التعدية الحزبية الحقيقية ، ومن خلالها يتم تحديد علاقتنا بالآخرين والتي لابد أن تكون علاقة تعاون وتبادل للمصالح بعيدا عن فرض الوصاية والتدخل في شؤون الغير وبما يحفظ السيادة الوطنية لأطراف تلك العلاقة ، وكذا تحديد مواقفنا من بعض القضايا الدولية والاقليمية والعربية كالارهاب والاتجار بالمخدرات والاتجار غير المشروع بالأسلحة وكذا تهريب الأطفال وقضايا المرأة ، وغيرها من القضايا التي تهم الانسانية أجمع ، وكذا تحدد تلك الرؤية مجمل المهام والقضايا التي يتطلب القيام بها من قبل الأنظمة السياسية ، واعتبار تلك الرؤية نواة لدستور دولة الجنوب المستقبلية 0
*رسالة الى قادة العمل الجنوبي السياسي والميدان في الداخل والخارج (يقول الحق جل جلاله:\" ( وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ) \" فعلينا جميعا من القمة الى القاعدة ألا نختلف الى درجة الخلاف وعلينا القبول ببعضنا واحترام أفكار وآراء ورؤى بعضنا وأن نطرح تلك الأفكار والآراء والرؤى للحوار حتى تتوفر القناعات حولها ، وأن نعتبر من الماضي وخلافاته التي أوصلتنا الى حالنا هذا0000والله الموفق