الجنوبيون يحثون تراب الندم على رؤوسهم ومثل كل مرة يحملون الشماليين سبب ذلك-

[نبيل العوذلي]

بسم الله الرحمن الرحيم
لازلت اتذكر بعض مقررات الابتدائيه التتي تتكلم عن المجموعات وتقاطع المجموعات وتماثلها والاشياء المشتركة فيها..فمثلا يجعلون مجموعة الثديات ويوضحون القواسم المشتركة على اساس كونها ثديات مع ان بعضها يعيش في البحركالحوت والاخر يعيش في البر ولكنهم يؤسسون في الطالب مفهوم لقاعدة القواسم المشتركة تلك القاعدة التي تجدها في كل شيء حتى في الدين والسياسة
وهذا مكمن الخلل التاريخي والاجتماعي لدى كثير من الجنوبيين وهم اقسام
قسم يعلم بالقاعدة ولكنه لايعمل بها
وقسم لايعلم بها وبالتالي لايعمل بها
وقسم يعلم بها ويعمل بها
ولندرس الموضوع على مسالة الحراك الجنوبي السلمي ومدينة عدن بالذات تلك التي لما سقطت مديريات جنوبية بل وربما محافظات لم تؤثر في المعادلة السياسية مثلما يحدث عند ادنى اهتزاز سياسي او اجتماعي او نضالي داخل مدينة عدن فتجد ام الكل يتفاعل معه بل ويسير باتجاهه
اشاع كثير من قادة الحراك الجنوبي ثقافة سياسية تصب في صلب القضية الجنوبية واهدافها التحررية من الاستعمار الشمالي ولكنهم لم يجعلوا للقواسم المشتركة الموجودة تاريخيا في مدينة عدن وابناءها ثقافيا واجتماعيا نصيبا من الاهتمام وسعوا الى تقرير ثقافة تخالف الاساس الذي عليه مدينة عدن واهلها وثقافتهم ونسيجهم الاجتماعي المستند اساسا على القواسم المشتركة..ولذلك نجد اليوم شماليين لم تبلغ فترة وجودهم في مدينة عدن الخمسة عشر سنه قد استطاعوا ان يحركوا الشارع العدني على اساس اللعب بتلك القواسم المشتركة المتخلخلة في نسيج ثقافة وبنية مدينة عدن الاجتماعية
هذه حقيقة
لايحسن الكثير من الجنوبيين حتى اللحظة استخدام القواسم المشتركة بين الناس وثقافتهم لاستثمارها لصالح قضاياهم واهدافهم المشروعه التي نجح الكثير من الشماليين الحديثي عهد بالجنوب من استثمارها وتغلغلوا في نسيج القواسم المشتركة بين العدنيين ليقلبوا كثير من قناعاتهم لصالح استرتيجية جديدة تحاول ان ان لم تتمكن من دفن القضية الجنوبية على الاقل اذابتها وتمييعها
ان الكثير من الجنوبيين يهرب من عجزه وفشله بتحريك الناس واحياء تفاعلاتهم لصالح القضايا الجوهرية للشعب الجنوبي على اساس القواسم المشتركة بذريعة المبدأية والاخلاص للقضية فيتهم كل من يجيد ذلك الفن والعلم بالضعف والجبن وربما بالردة الوطنية وسبب ذلك انه لايحسن سوى خطاب واحد ولايحفظ سوى الفاظ محددة ولايفهم سوى ثقافة محصورة ببيئته فلايتمكن من الدخول مع الاخرين منوعا ومغيرا اساليب سياساته وخطاباته التي تحتاج الى فهم ودراية لتصب في صالح خلخلة تكتل الخصم الاناني الذي يجتهد اليوم بعد اليوم على خلخلة نسيج الجنوب الاجتماعي لصالح ذات الفلسفة الشمالية للاصل تجاه الفرع وبعنوان جديد اسمه ثورة الشباب او ثورة الصحوة المجتمعية
هذه هي المشكلة في الامس واليوم
ونحن ازاء ذلك لانملك من الامر بدا سوى الالتزام بمبدايتنا التاريخية النابعة من دينيتنا الاسلامية بالنظر الى الامور بعين الحكمة والتوازن المبني على الراجح والمرجوح والافضل والمفضول لصالح النفس والعرض والمال والدين والعقل تلك الخمس التي جاء الاسلام ليحفظها ويبني الفقهاء سياساتهم عليها فنراقب ونتابع ونحلل لنجعل الخيرة فيما اختاره الله تعالى ولانلتزم بمبداية تقود الامور الى هاوية او تجعل الامور في اناس غير آهلين للمسؤلية غير راشدين بنضوج الحكمة السياسية بل ان سلمت لهم مقاليد الامور فسيعيدوننا الى ذات النقطة التي خرجنا منها((((على طريق امبعالة يارجل شللي حذاش))).....ولاحولى ولاقوة الا بالله العلي العظيم
نبيل العوذلي
نائب رئيس الهيئة الشرعية للحراك الجنوبي السلمي