وفاءً لقادتنا ووطننا، اجعلوا الانتخابات سلاحاً ضدهم وانكم لقادرون على ذلك.

[أبو فؤاد الشعيبي]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ها أنا معكم، لم املك أن امنع نفسي من مشاركتكم إحدى خواطري وأفكاري لأعرف أرائكم ومقترحاتكم.

إن الإفراج عن أبطالنا الأشاوس وبخاصة شيخهم العظيم با عوم والذي أطلقته السلطة دون قيد أو شرط لهو دليل على الإفلاس الكامل للمحتل.

بعض المغرر بهم وللأسف اعتقد أن هذا عملاً خارق العادة من الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، وذهبوا يتغنون بكرم اخلاق الرئيس ونبله ومثاليته وعفوه وسماحته ووووووو حتى أني تساءلت عما إذا كان هؤلاء يعنون علي عبد الله صالح او انني قد تقدمت في السن حتى فقدت القدرة على الفهم والتمييز.

الرئيس وحفظاً لماء الوجه، صور الأمر وكأنه نوع من أنواع الصدقات التي أجزلها في هذا الشهر الكريم معتقداً أنه سيبدو ذلك الإنسان المثالي الذي يترفع عن الأحقاد ويسامح بل ويمد يد العون إلى معارضيه. ولكن المتعمق في تلك الأحداث يدرك ان لم يكن باليد حيلة وانه لم يكن أمام الرئيس من خيارٍ آخر بعدما أفلتت زمام الأمور من يده.

إضافةً إلى ذلك، فالانتخابات النيابية قادمة ومعها يزداد خوف السلطة وترقبها، فالعملية مصيرية. فرفض الانتخابات من قبل أبناء الجنوب يهدد النظام بأكمله. فكما لا يخفى عليكم وكالمعتاد في مثل تلك الانتخابات، سيكون هناك حضور إعلامي وسياسي قوي محلي وإقليمي ودولي. وستتناقل العديد من وكالات الأنباء العربية والعالمية هذا الخبر. فما بالكم لو فوجئوا برفض جميع أبناء الجنوب لهذه الانتخابات. هذا سينبههم وبقوة اكبر من أي بلاغات أو مقالات أو ملفات إلى قضيتنا ومعاناتنا. هذا سيجعلهم يدركون أننا تحت الاحتلال وأننا نرفضه تماما وبشدة، جملةً وتفصيلاً.

ولهذا ومن هنا أقول لكم، دعونا نركز على هذا الموضوع ونفتح من الآن صفحة النقاش للبحث عن السبل الأمثل لنجاح هذا الرفض. وبرغم ثقتي بكل أبناء الجنوب دون استثناء، إلا ان علينا ضمان الرفض الشعبي العام. علينا أن نقطع الطريق على السلطة وإذنابها والتي ستحاول فعل المستحيل من أجل استغلال تلك الانتخابات لصالحها لتمييع قضية الجنوب ومحاولة إخمادها. إنها ستحاول جعلها وسيلة من اجل ضمان الفرقة بين أبناء الجنوب بشأن تلك الانتخابات بحيث تصور الأمر في أسوء الحال على انه مقاطعة انتخابية.

وأشدد هنا بالفرق بين المقاطعة والرفض. المقاطعة للانتخابات تعد ممارسة ديمقراطية وتعكس في نفس الوقت اعتراف ضمني بتلك الديمقراطية وإظهار اليمن بصورة بلد ديمقراطي تتوفر فيه حرية الممارسة الديمقراطية وحرية التعبير.


فلا تجعلوا السلطة تقودكم إلى ذلك الفخ، عليكم أولاً التوقف عن استخدام كلمة معارضة واستبدالها بكلمة رفض. ثانيا أكرر إن علينا إنشاء حوار مفتوح جنوبي جنوبي يتم فيه تبادل الآراء والمقترحات عن السبل المثلى للرفض الجنوبي التام لهذه المهزلة المسماة انتخابات. انا انتظر من كل جنوبي حر مخلص رأيه ومقترحه بهذا الشأن فلا تتوانوا عن الإدلاء بدلوكم. فكلما كثرة الآراء والمقترحات استطعنا دراسة أبعاد الموضوع بشكل أكبر وأوضح وتنبهنا لنقاط قد تغفل عن البعض منا. وادعوا مشرفي هذا المنبر الجنوبي الحر إلى التركيز على هذا الأمر وإعطائه حقه من الوقت والنقاش حتى نخرج منه بنتيجة عظيمة وخلاصة لأفكار الرواد والأعضاء.

لا تدعوا تضحيات الجنوبيين تذهب هدراً، قفوا وقفة رجلٍ واحد، رتبوا وبكل دقةٍ وإتقان للضربة القادمة القاتلة لمن سلبكم الأرض والوطن، لمن حرمكم التمتع بثرى الوطن الغالي وشردكم في جميع أقطار الأرض.

إن الآمال المعقودة عليكم كبيرة، وانتم لقادرون على إن تكونوا بقدر المسؤولية، تقوا بأنفسكم، وعاش الجنوب حراً أبياً.