د.ياسين : الشعب في الجنوب من يقرر مستقبله وليس النخب

[حسين بن طاهر السعدي]

حياة عدن

أكد الأمين العام للحزب الاشتراكي د.ياسين سعيد نعمان, أن قضية الجنوب يجب أن تخرج من إطارها النخبوي إلى إطار آخر يكون فيه الناس مسئولين عن المستقبل.

وفي تصريح خاص لـ"الأمناء" ردا على سؤال حول المؤتمرات التي تعقد في الخارج, المكرسة حول قضية الجنوب.. قال: "ومن أجل إخراج قضية الجنوب من النخبوية إلى الناس، فإن الحزب الاشتراكي يرى أن التشاور الذي يتم هنا وهناك هو مقدمة ضرورية للخروج من أزمة الحلول النخبوية إلى الحل الشعبي ليتحمل فيه الناس مسئولية تقرير المستقبل.. ومن هذا المنطلق شارك كثير من أعضاء الحزب في هذه المؤتمرات بأسمائهم إلى جانب كثير ممن يرون من الضروري أن تسير عملية التشاور إلى غايات تحقق وضع هذه القضية في أيدي الناس جميعا".

وتذكر د.ياسين معاناة الجنوب من القرارات النخبوية, وقال: "إنه حال الثقافة السياسية العربية ولذلك تحدثنا عن حل عادل للقضية الجنوبية يشترك فيه الجميع في حوار شامل لا يقتصر على نخبة دون أخرى أو على تصور جاهز بالحل من واقع الظرف الذي يعيشه الجنوب في اللحظة الراهنة"، داعيا إلى ضرورة تهيئة الظروف المناسبة لمثل هذا الحوار بعيدا عن الضغوط الراهنة حتى يستطيع الناس أن يتحاوروا بعيدا عن هذه الضغوط وبما يحقق للجنوب مثل هذا الحل العادل.

وعما إذا كان التوقيع على المبادرة الخليجية في تقدير المشترك هو الحل الممكن أو الأمثل ونظرتهم للتباين الذي برز عقب التوقيع بين مؤيد ومعارض لها, أكد "أن أي مشكلة معقدة لابد من تباين وجهات النظر حولها، أما من حيث المبادرة إن كانت حلا أمثل أو حلا ممكنا فأنا أسميها الممكن المتاح الذي توفرت له الشروط المناسبة, وأقصد بها أولا، أن هذا الحل يحقق عملية التغيير الذي خرج من أجله الشعب إلى الشارع بصورة سلمية وبحل سياسي.. وهذا ينسجم مع سلمية الثورة التي أطلقها الشباب وقدموا التضحيات من أجلها.

أما الشرط الثاني فإن النظام الذي لجأ للعنف باعتباره خياره الوحيد لمواجهة الثورة فرض عليه أن يسير في الحل السلمي السياسي لتحقيق خيار التغيير ولذلك فإن محاولاته لإعادة المسار إلى طريق العنف قد فشلت على الرغم من كل التضحيات التي قدمت إلا أنها بالمقارنة مع كل ما كان يخطط له لإغراق البلد في حرب أهلية واسعة النطاق, يمكن القول أن التضحيات جنبت البلد مثل هذه الحرب.. أما الشرط الثالث فإن الحل السياسي بالصيغة التي وضعت وتم الاتفاق عليها يفتح آفاقا أمام انتصار الثورة في نهاية المطاف على النحو الذي يحقق عملية التغيير بصورة كاملة ويضع البلد على طريق الديمقراطية وبناء الدولة المدنية.. دولة المواطنة لكل أبناء الشعب".

وحول خطاب قيادة المؤتمر الشعبي العام في الدعوة إلى التهدئة عقب توقيع المبادرة وردهم على الدعوة قال :"في تقديري أن الدعوة هي استجابة لما طالب به الشباب وطالبت به المعارضة مبكرا، لأن التهدئة مقصود بها هنا أن ينصت الحاكم لصوت الشعب ولا يمكن أن يتم مثل هذا الإنصات إلا في ظروف هادئة يتجنب الحاكم فيها الغلو في توظيف العنف والصخب لمواجهة صوت الشعب.. لذلك لا أحد يرفض هذا النوع من التهدئة.. وإذا كان المؤتمر في الوقت الحاضر قد استجاب لنداء الشعب فلا شك أنه قد قرأ مسار الثورة جيدا".