ياقادات الجنوب اتحدوا ... القضية في خطر

[حسين بن طاهر السعدي]

كم يحز في النفس ما آل اليه الوضع الجنوبي من التشتت والفرقة والانقسام والذي يزداد ويتفاقم واصبح الاتفاق والالتقاء استثناء والتفرق والتشتت والقطيعة قاعدة .
الى متى يبقى الشعب الجنوبي يتفرج وهو صاحب القول الفصل في كل شي ؟؟؟
ان كان الشعب الجنوبي قد غُيّب ولم يكن له رأي عندما قررت قيادات الجنوب الدخول في وحدة مع الجمهورية العربية اليمنية عام1990م وماترتب على ذلك من خطأ تاريخي جسيم بحق الجنوبيين فعلى تلك القيادات ان تعرف انها لن تستأثر بحق الجنوبيين في قول كلمتهم الى الأبد ولن تظل وصية على شعب الجنوب وخاصة ان أصبحت غير جديرة في سرعة رص الصفوف والاتفاق فيمابينها على رؤية واضحة وموحدة والاسراع في عقد المؤتمر الوطني الجنوبي .
ان النضال التحرري الجنوبي المشروع يتطلب قيادة في مستوى المسئولية متوحدة في رؤيتها وفي أهدافها وفي انسجامها الجماعي بما يلبي طموحات شعب الجنوب في تحقيق أهدافه المتمثلة في استعادة أراضية وسيادته ودولته .
ان دماء الشهداء وآلام وانين الجرحى والثكالى ومعانات المعتقلين والمشردين وصيحات ابناء الجنوب المناضلين والمرابطين في ساحات الحرية والاستقلال الذين يضحون بأرواحهم من اجل استعادة الدولة الجنوبية كلهم ينادون قادات الجنوب على سرعة التوحد ورص الصفوف والصبر والثبات لتلبية آمال وتطلعات واستحقاقات أبناء الجنوب في استعادة وطنهم المحتل .
اين قياداتنا من مبدأ التصالح والتسامح الذي كان الباكورة الرئيسية للحراك السلمي الجنوبي المبارك ؟؟؟ فقد مورس هذا المبدأ على ارض الواقع منذ أكثر من خمسة أعوام مضت ، والشعب الجنوبي الآن يطالب نخبه السياسية وقياداته التاريخية العمل على وحدة كلمتهم ورص صفوفهم بما يلبي تطلعات الشعب الجنوبي ، والدعوة لعقد مؤتمر وطني عام تمثل فيه جميع شرائح شعب الجنوب، من خلاله يمكن أن يقول شعبنا كلمته في حقه في تقرير مصيره ورؤيته تجاه كل قضية تمس مستقبله .
يمر الحراك السلمي الجنوبي بمرحلة غاية في التعقيد ، ولعلها مرحلة فاصلة بين ماضٍ بغيض ومستقبل منشود ، ولا سبيل لبلوغ هدف الجنوبيين في التحرر والاستقلال إلا برص الصفوف وتوحيد الكلمة، وتحكيم العقول لا العواطف، ويجب على الجميع وضع الأساس المتين لمستقبل الجنوب ، المستقبل المبني على قبول بعضه ببعض واحترام تنوع الآراء ، والتسامح والتآخي ، ونبذ الفرقة والاختلاف ، فلا تخوين ولا إقصاء ، ولا يُنكر جنوبي من جنوبيته ، ولا يُجرّد جنوبي من وطنيته ، فالجنوب ملك أبناءه ، ولتكن سعة الصدور كسعة صحراء الجنوب ، ولتُرفع الرؤوس كارتفاع جبال الجنوب الشماء ، لا مصلحة للجنوبيين إلا أن ينصهروا جميعًا في بوتقة الجنوب ، وليؤدِّ كل دوره ، وبهذا تتحقق العزة للجنوبيين ، وتكون لهم السيادة على أرضهم ، فهم أهلها ، والغرباء راحلون .

ياقيـــــادة وحـــــــــدوا صفـــــــــــوفكم أو رجـــاءً تنحّــوا جانبـــــــــــــا
وكـــأنَّ الأمــــــــــرَ لا يعنيكــــــــمُ قـادةً كُنتـــــمْ فصـــــــــــرتـــمْ تعبــــــــا
آهِ لــوْ يبلــــــغُ صـــوتـي ســـمعكـمْ فاستفيقـــوا بلــــغَ الســــــــــــيلُ الزبى

هل تخفى على أحد المخاطر التي تهدد قضية الجنوب العادلة ؟؟؟

اعتقد ان المواطن العادي يدركها فكيف بالقيادات الجنوبية .