تقيحات جروح (إلى روح الأديب الشهيد أحمد القمع )

[أحمد الربيزي]

تقيحات جروح

(إلى روح الأديب الشهيد أحمد القمع )

ما زال على عينأي حاجب وفي حلقي غصة ما مبرحت موقعها من أمس من يوم الجمعة قبل قبل الماضي وكانت قد سكنت في حلقي من الشهر الفائت على فبر شهيدي الحركة تترسب منذو عامين من أعوام لآخر عقدين مزجت في قلبي حنينا وأنين وصراخ المظلومين .. يا حزن المكلوم لن تسكت غضبي لن تمحوا ما علق بذهني من قتلاك لن تنزع من صدري كل ضغائن عهدك

يمر علينا عزرائيل كالعادة يمر على بساتين حقول البلدة يقطف ما يحلوا له غفرانك يا ربي غفرانك ما كان لعزرائيل اليوم من موعد غفرانك ربي أرحمني غفرانك حزني يؤلمني غفرانك لا تؤثمني

مازال على عينأي الحاجب وفي حلقي تذبحني غصة .. لأنك يا قبر جنوبينا مفتوح , وأمان سلاح الجبروت العصري مفتوح , وجراحي النازف نازف نازف نازف نازف مسفوح



كم كانت أحزانك يا أقصى الأرض يا أقصى جنوب القارة الصفراء يا جنوب قبائلنا العربية كم كانت أحزانك أحزان مره ... أحزانك تتعدى المعقول ولان المقتول يحمل في جوفه حبا قد فاق الحقد الأسود من ثأر قبائل عصر النكسة وطنت حلقي تلك الغصة , هل نعلن يا كل ضمائرنا , أنهموا قد مروا من بين نوازع وطني .. قتلوني علنا , ومضوا علنا , فيما يحمل جثماني شلة من أولاد القرية خلسة

حمًلتني أشلائي دوما وزرا آخر تثقل كاهل أوجاعي , عاقتني جروحا ورواسب وتحاول تنزعني , تنزعني من ميثاق الدم وتقذفني في كل دروب الشك

كل الموت حين يعانق من ناضل ضد الموت يصير العنوان الأمثل للجيل القادم .. لكنك يا قسوة قلبك لم تمنحه شرف الموت الأسعد ما أقساك ما أبخل طبعك يا موت ما أخبث مكرك في كل مخاصمة يتواجد من ناضل ضدك في كل ميادين الشرف تتركه يتوجع , وتشرف نفسا أزكى كي يحظي بالموت الأسعد .. ما أبخل طبعك .. ما أبخل طبعك .. ما أبخل طبعك