ما الخطأ في أن أحلم بحضرموت قوية ومتطورة ؟

[السفير الحميري]

ما الخطأ في أن أحلم بحضرموت قوية ومتطورة ؟ اليوم / كتب: المهندس / بدر محمد باسلمة2011/4/4

في العالم الكثير من الدول المؤلفة من شعوب مختلفة ثقافاتهم وأحيانا لغاتهم في تعايش كبير بين الهوية الخاصة والهوية الوطنية للدولة , بل يؤخذ هذا التنوع على انه إثراء لثقافة وحضارة تلك الدول. والدول التي حاولت طمس الهويات الخاصة لشعوبها واجهت مقاومة شديدة على مر التاريخ ليصل في الأخير إلى مطالبة تلك الشعوب بالاستقلال نتيجة عدم قدرتها في التعبير عن هويتها ورفضها لطمس هويتها.

ما الخطأ في أن يتمنى الحضرمي الرقي والتطور لحضرموت ؟ ما الخطأ في أن نحلم بان نجعل حضرموت منارة للعلم والتجارة والثقافة ؟ ما الخطأ في أن ننطلق في منافسة الآخرين في جميع مجالات الحياة والطموح بان نكون دائما على القمة ؟ الم يخلق الله الشعوب والقبائل للتعارف والتنافس والتعاون لخير البشرية ؟ وهل لكي أكون وطنيا يجب أن اسحق وامسح هويتي الخاصة ؟

حال أن بدأت الأقلام في تناول الحاجة الدفينة للحضرمي إلى عودة الروح الحضرمية وحلمة بحضرموت قوية ومتطورة , استنفرت الأقلام والأفواه .. عنصري , رجعي , انفصالي , أناني ومتعصب وغيرها من النعوت التي تظهر مدى أهمية وحساسية الموضوع للغير وتخوفه منها, وهو ما ظهر جليا حال الإعلان عن المجلس الأهلي لحضرموت حين بدأت التكهنات والتأويلات حول الأهداف المبطنة لهذا المجلس وبدأنا ندافع عنه بشدة محاولين التأكيد للغير ان هذه الخطوة لا نقصد بها استبدال السلطة المحلية آو البدء بالانفصال ,هل نحن بحاجة الى الدفاع عن انفسنا بهذا الشكل ؟ في الوقت الذي شكلت فيه مجالس تضامن اكبر شملت قبائل عدة ولم يوجه لهم أي تشكيك آو تأويل.



يذكرني ذلك بالتاريخ القريب عندما كان أبناء حضرموت يتجنبون اللقاءات التي تجمعهم مخافة نعتهم بالمناطقية ابن الحكم الاشتراكي في الوقت الذي كانوا فيه يمارسونها , والانفصالية أثناء الوحدة اليمنية في الوقت الذي سمحوا فيه لأنفسهم بتكوين الكيانات والمجالس لاحتضان أنشطتهم المناطقية...... مسموح للكل إلا الحضرمي الذي وضع له خط احمر ومنع حتى من مجر التفكير في تشكيل كيانات للدفاع عن حقوقهم.

المؤسف إن هذا الخوف والخط الأحمر انطبع في قلوب وأذهان الحضارمة , فصاروا هم أول من يتجنب لقاءات آو تكوين كيانات تجمع بينهم , وما يحز في النفس أن تقوم أحيانا قيادات حضرمية بعرقلة مثل هذه الجهود لإثبات مصداقيتها وولائها لأحزابها آو للمركز.

نطمح بان تكون حضرموت قوية ومتطورة لترقى بأبنائها أولا وثانيا لتستطيع المساهمة في مساعدة الآخرين ... نريدها قوية حتى تتمكن من الدفاع عن حقوقها دون أن تتطاول على اخذ حقوق غيرها ( وهي ليست من شيم الحضرمي ). لنكسر جدار الخوف هذا ونعبر عن طموحاتنا وأفكارنا دون وجل آو خوف .... أننا نحلم بحضرموت قوية ومتطورة وأن نجعل دائما الحضرمي في كل المجالات ( ماركة مميزة ) .

الانجازات تبدأ بأحلام .. ثم تتحول إلى أقوال ... ثم تصبح أفعال . لنبدأ بالحلم أن تصبح حضرموت قوية ومتطورة ولنعبر عن أحلامنا بالكلمات دون خوف أو وجل ... ومع الإرادة والوقت ستصبح حقيقة طالما آمنا بها وسعينا وراءها.
م/ بدر محمد باسلمة