تداعيات مباراة مصر والجزائر

[حازم الر اية]

تداعيات مباراة مصر والجزائر
استفتاء قومي علي سياسات الدول العربية ومواقف القادة العرب

إن ماجري عقب هزيمة المنتخب المصري أمام نظيره الجزائري ، والضجة التي أثارتها وسائل الإعلام المصرية و(الدوشة ) التي افتعلتها لم تكن أبداً لأن مصر خسرت مباراة الكرة ، لقد كانت الخسارة فرصة ثمينة للحكومة المصرية جيرتها لترويض وتطويع الشارع المصري الذي تأجج وازداد حنقاً بعد موقف الحكومة المصرية من حرب الإسرائيليين العام الماضي والمذابح ومحارق الفوسفور التي نكلوا بها الفلسطينيين الأبرياء العزل في غزة .
إن مصر كان يمكن ان تكون وضعها جد سيئ ويمكن ان تشهد اضطرابات ومظاهرات ، ويمكن ان تدخل في حرب أهلية بين مكوناتها الدينية والاجتماعية, وان يقاتل المصريون بعضهم بعضاً لولا ان الحكومة استغلت الكرة واستخدمتها كإسقاط علي هذه المشاكل لتنقذ بها نفسها من مصير مجهول .
إن تداعيات الكرة خارج مصر والتعاطف العربي المنقطع النظير مع الجزائر كان في حقيقته استفتاءً قوميًا لأول مرة من المحيط إلي الخليج علي سياسات الدول العربية ومواقف القادة العرب ، وهو استفتاء قومي علي مصر والجزائر .
إن الشارع العربي لم يؤيد الجزائر من أجل الكرة ولم يؤيدها لأن مصر تحاملت بشكل غوغائي وساقط علي الجزائر بل لأن الجزائر في نظر الشارع العربي دولة مازالت محتفظة بالثوابت ولم تفرط في القضية العربية الأولي
(فلسطين )
ولم تعترف بالإسرائيليين ولم تمد يدها للأعداء ولو تحت الطاولة كما فعل الآخرون ، ولها رصيد لدي المواطن العربي باعتبار موقفها الثوري والتقدمي من فلسطين والأمة العربية عموما ، لكن مصر تحامل عليها الشارع العربي ليس لأنها هاجمت الجزائر بسبب الكرة بل كان ذلك تصويتاً عربياً ضدها لأنها انبطحت وفرطت في قضايا العرب وباعتها وقادت الأمة إلى ما هي عليه من ذل وهوان , وعليه كان الشارع العربي ومازال ضد مصر وناقم عليها وعلى خياراتها من عهد السادات حتى الآن , وما جرى هو ناتج عن تراكمات واحتقانات كانت الكرة الفرصة المواتية للتعبير عنها.
إن ما تم هو استفتاء بين دولتين عربيتين , أثبت أن الشارع العربي ضد مصر لأسباب قومية أخصها اعتراف مصر بما يسمى بإسرائيل وفتح قناة السويس أمام العدو والانصياع لما تقوله أمريكا وتفعله لصالح الإسرائيليين وتفريطها في القضية الفلسطينية ومشاركتها العدو في خنق الشعب الفلسطيني ومحاصرته بكل الوسائل التي آخرها جدار الفولاذ .... وهكذا ... حتى في السودان كان الجمهور السوداني مع الجزائر لهذه الأسباب ولذات الأسباب كان كل مواطن عربي ضد مصر في هذا الاستفتاء.