قاضي شمالي يصدر حكما سياسيا على مراسل ''الأيام'' بكرش السجن 14 شهر مع النفاذ

[الدعاسي]

كرش – لندن " عدن برس " خاص : 15 – 7 – 2009
أصدرت محكمة القبيطة وكرش الابتدائية صباح اليوم حكمها القضائي في القضية التي يمثل فيها الزميل أنيس منصور مراسل صحيفة "الأيام" والذي تتهمه النيابة العامة بعدد من الاتهامات جلها اتهامات تتعلق بقضايا نشر تمثلت في تغطيته لفعاليات الحراك الجنوبي بمنطقة كرش والمسيرات الجماهيرية والأحداث التي شهدتها المنطقة.

وقضى منطوق الحكم الذي أصدره القاضي حسن عبد الرحمن المتوكل "شمالي"، وكان صادما لكل من حضروا وشكل خيبة أمل كبيرة في نزاهة القضاء اليمني وحياديته بالحكم بالسجن 14 شهرا على الزميل منصور مع النفاذ، إلا أن المحامي خالد علي ناصر - وهو المحامي الذي ناب عن المحامية وفاء عبد الفتاح إسماعيل التي تطوعت بالدفاع عن منصور - بادر بتقديم حق الاستئناف .
أنيس منصور وفي اتصال هاتفي مع "عدن برس" أكد أن المحاكمة والحكم الصادر عنها هي محاكمة أعدت سلفا، وهي بذاتها محاكمة سياسية لا صلة لها بأي تجاوزات لقواعد النشر وقانون الصحافة اليمنية، مضيفاً أنها - أي المحاكمة - تأتي تواصلا لعمليات التنكيل بصحيفة "الأيام" ومراسليها بهدف إلحاق أكبر قدر ممكن من الضرر بها.
وتساءل منصور في معرض حديثه عن الحكم بالقول :" هل يعقل أن تبدأ القضية المنظورة أمام المحكمة باتهامات تتعلق بمخالفات نشر ثم نجدها تنحي منحى آخر حينما تضاف إليها اتهامات جنائية لا صحة لها؟".
وأضاف منصور قائلاً: "ما يؤكد صحة ما أقوله أن كل من تم تقديمهم كشهود في هذه القضية هم رجال أمن يتبعون إدارة الأمن العام والأمن السياسي بكرش ولم تستطع النيابة العام أن تقدم شاهدا من غير الأمن".
وتابع قائلا:" ما حدث يؤكد وبما لا يدع مجالا للشك ضيق السلطة الحاكمة بالهامش الموجود من حرية التعبير ومحاولة يائسة لمنع رجال الإعلام والصحافة من أداء مهام عملهم المهني بكل حيادية ونقل حقيقة ما يحدث على أرض الواقع من انتهاكات وتجاوزات وتغطية مباشرة لمجمل الأحداث، وما يستغرب له هنا وفي هذا الوطن أن السلطة الحاكمة تكافئ قطاع الطرق بالامتيازات فيما تجند كل قوتها لملاحقة حملة الأقلام ورجال الإعلام ووسائله الحرة".
وكان محيط محكمة القبيطة الابتدائية قد شهد انتشار أمني وعسكري كبير فيما يبدو أنه محاولة لاعتقال "منصور" في حال حضوره والذي تغيب عن الجلسة وحضرها بالنيابة عن محاميه خالد علي ناصر.
ومنصور هو أحد أبرز الإعلاميين في محافظة لحج واقترن اسمه بتغطيات خبرية للكثير من فعاليات الحراك الجنوبي و الاحتجاجات والمواجهات بين قوات الجيش والأمن في مناطق كرش وردفان ولحج والتي سقط فيها الكثير من الضحايا وذلك في منطقة تعتبر من أكثر المناطق التهابا في جنوب اليمن منذ سنوات