عدم وجود استراتيجيه موحده لدى القيادات الجنوبيه التقليديه

[د.محسن الجبيري]

لو تتبعنا مسيرة حركتنا الثوريه السلميه منذ بدايتها الى يومنا هذا لوجدنا فيها الكثير من الشخصيات السياسيه التقليديه لم تنجح في السلوك العمل السياسي لان السياسة الجنوبية تكاد تخلو من استراتيجيه موحده وواضحة المعالم (الا قله منهم) لاجل التقدم الى الأمام وتحقيق الاهداف بقياده محكمه ومحصنه ثقافيا وساسيا !!! ولو نظرنا الى تاريخ الجنوب منذ الاستقلال الاول كان احد النواقص المجحفه طيلة تلك السنوات ان الشعب الجنوبي لم يحظ عبر تلك السنوات الطويله بتقديم قاده وشخصيات مؤهلة لقيادة الشعب لاحقا,وان الشعارات والافكار والاهداف العظيمه التي يسعى الشعب لتحقيقها تحتاج دوما الى اكثر من جيل والى كوكبة جديده من القادة الجدد لايصالها الى نهاياتها المبتغاه الناجحه...اليوم الجنوب يموج والتغييرات السياسيه الواعده نحتاج ان نطرح على انفسنا السؤال المشروع: لماذا الانانية من قبل تلك القيادات الجنوبية التقليديه التي ادمنت على الصراعات والاختلالفات او بمعنى اخر لماذا لم يتيحوا للشباب القادرين على حمل الرايه وهم قد اثبتوا اي الشباب في تجييش الجماهير من اجل الوصول الى الهدف في التحرير والاستقلال؟؟؟؟ ان الجزء الاكبر من الاسباب تعود الى انانية تلك القيادات او الى اخطاء ارتكبوها في نفس الغرض ونسوا او جهلوا ان من اهم واعظم كل قياده هي توليد ورعاية قادة من صف الشباب المؤهلين الناضجين فكرا وثقافة ,لذلك اتضحت الفترة الماضيه ان القيادات السياسية الجنوبيه منيت بفشل في ايصال الصوت الجنوبي الى المحافل الرسمية والدوليه نتيجة انانيتها وخطاباتها المتخبطه والمتناقضه وغياب الرؤية السياسية الموحده مما ادى الى حرماننا من الكثير بل كل استحقاقاتنا الوطنية من قبل المجتمع الدولي ..البعض الاخر اصابهم شلل التوجس من وجود اي نوع من القاده الشباب من حولهم وذلك خوفا من وجود من يزاحمهم في مهامه السياسيه ففشلوا كافراد وكشخصيات واضعفوا الرسالة الوطنية الجنوبيه, فما نلاحظه الان من انجراف تدريجي لبعض القيادات السياسيه والشخصيات الجنوبيه الهزيلة في عملها وارتكاب الأخطاء تجاه قضيتنا العادله وتجاه الشعب الجنوبي وتاريخه العريق هو بسبب الشخصنه وعدم رعاية الشريحة الشبابيه والاستيلا على كل الاضواء والمنابر السياسية ادت بنا الى ما نحن عليه من تخبط وارباك بين صفوف تلك القيادات وربما تنتقل الى اوساط الشباب !!!الان وقضيتنا في مرحلة حساسه وفي منعطف خطير ,على الجميع مراجعة النفس والواقع من جديد وطي صفحة الاخطاء وفتح صفحة جنوبية نقيه ونشر الحب والوئام والتركيز جميعا في كيفية الوصول لتحقيق الاهداف وطموحات الشعب الجنوبي وذلك من خلال وحدة الصف والكلمه الصادقه ,وعلى جميع القيادات السياسية ان تعمل على الدعوة الصادقه الى عقد حوارات صريحه مع جميع الاطراف الجنوبيه برؤية واضحه من اجل الخروج من ازمتنا الخانقه ومنح الثقه والاعتماد على الكوادر الشبابيه الفاعله كقوه ضامنه لاستمرار مسيرتنا النضالية السلميه وفق قناعة جميعنا بهدف الاستقلال واستعادة دولتنا والا فنحن سنتجه الى طريق وعر محفوف بالمخاطر والالغام وان استمرارية هذه الاختلافات الغير مبرر لها ستؤدي الى دخولنا في نفق مظلم ومسدود