«البيض» يستعد للعودة إلى عدن لإعلان الانفصال عن صنعاء.. والرئاسة تحذره

[عبدالله السنمي]

الإشارة الى إيران في سياق الخبر هو اعتساف وقح للواقع الذي يعيشه
الجنوب العربي منذو أكثر من ست سنوات ، وإيران ليست طرفا في
هذا الواقع الجنوبي ، وحشرها إنما غرضه تشويه نضال شعب الجنوب
الذي قدم آلاف من الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى والمعتقلين
قبل أن ينضم الرئيس البيض الى الحراك وقبل ان يحتدم الصراع في صنعاء
بين أجنحة النظام اليمني الذي أفرز المبادرة الخليجية ويريدون ان يجعلوها
سيدة الموقف وتصادر جميع القضايا ومنها قضية ثورة الشباب اليمنية ،
وقضية صعدة ، كذلك قضية الجنوب وهي قضية بحجم وطن تحت الاحتلال
وقد وجدوا بموضوع ايران وسيلة لتحجيم ثورة الجنوب وتشويهها ، وربط
كل تحركات الحراك الجنوبي بإيران ، وهذا استخفاف وعسف رخيص من أجهزة
المخابرات اليمنية ووسائل اعلامهم ، حيث عمد مؤخرا على تكريس هذا المفهوم
في وسائل الاعلام العربية بالذات .
لذلك على الجنوبيين التنبه والحذر من أساليب التضليل التي تمارسها وسائل اعلام
النظام اليمني ومن يدعهمه في الخارج في خداع الشعب الجنوبي من زاوية مذهبية
وسياسية مرتبطة بإيران ، وهذا المخطط اليمني ربما سيحظى بقبول بعض الشباب
العاطفي المتعصب مذهبيا دون ان يدرك هؤلاء ان ذلك ليس الا غطاء ومخادعة
لضرب الحراك الجنوبي المبارك من خلال باب المذهبية والنفوذ الشيعي ، الذي
ليس له وجود لا في العقل الجنوبي ولا في أدبيات السياسة الجنوبية ، ومع
ذلك يبقى لقيادات الحراك ان توازن بين المصالح في علاقاتها مع الخارج بما يحقق
الفائدة للحراك سياسيا حتى لو كان ذلك مع دولة ايران التي تقيم دول الخليج معها
علاقات قوية سياسيا واقتصاديا رغم الاختلافات والنزاعات الحدودية لان المصالح بتقى
هي المقدمة على بقية الاعتبارات ، والجنوب لا يشذ عن هذه القاعدة مهما حاول اعدائه
تصوير الامور على نحو آخر مذهبي او غيره .