تغطيه شامله لاخبار جنوبنا المحتل ليوم الثلاثاء الموافق 31/7/2012

[عين اليقين]

تقليعة.. الطرود المفخخة
المادة المرسلة إلى الشيخ الذهب "سائل أخضر" والجناة أرفقوا بالطرد عطوراً وبخوراً للتمويه

*يمن برس - الجمهورية نت - جمال حسن
صارت الطرود المفخّخة أو الحقائب الملغّمة، تقليعة موت جديدة تصطاد ضحايا في اليمن.. وحتى اليوم تشير أصابع الاتهام ناحية «القاعدة» لكن الأخيرة لم تعلن مسؤوليتها عن أي من العمليات التي وقعت مؤخراً..

هل هي «القاعدة» أم أطراف أخرى أيضاً تقوم بتصفيات حساباتها، أم أنها وسيلة موت جديدة تتداولها أطراف.. حتى اليوم، لم تتمكن الأجهزة الأمنية من الإمساك بأي خيط يقود أو يؤكد مصدر عمليات الطرود أو الحقائب المفخخة.


الجمعة الفائتة مات نجل الشيخ ماجد الذهب علي "15 عاماً" بعد تسلُّمه طرداً مفخخاً، مصدرها مجهولون سلّموه كهدية لوالده.. معلومات مؤكدة قالت إن الجناة لم يسلّموا الطرد لنجل الذهب، بل لأحد أصدقائه، وقالوا إنها هدية للشيخ ماجد الذهب (أحد كبار زعماء قبائل قيفة) ليسلمها لولده..

والهدية كانت طرداً ملفوفاً بغلاف لمّاع، ولتمويه أي شبهات، كانت مرفقة بكيس فيه بخور وعطور.. وفي المنزل أثار الطرد رغبة الأولاد لمعرفة الهدية المقدمة لوالدهم.. علي رفض أن تُفتح الهدية حتى يعود والده، لكن إلحاح الآخرين جعله يهرب إلى إحدى الغرف ليستكشف بنفسه ما يخفي هذا الطرد.. للمصادفة، كان ماجد الذهب خارج البيت وفي جوار علي كان هناك طفل صغير (أحد أقربائه) نجا من الحادثة..

كانت المادة المتفجرة سائلاً أخضر (وهو مصنوع من مواد حمضية وزيتية) موضوعة في علبة داخل الطرد، تسبّبت بالتفجير.

وحسب التحرّي كان من المفترض أن ينتج عنها تدمير أكبر داخل البيت وسيخلف عدداً أكثر من الضحايا، لكنه لم ينفجر بصورة كاملة بسبب اندلاق جزء كبير من السائل.. وكان الجناة قد فرّوا دون إمكانية التعرّف عليهم.

الأجهزة الأمنية تعتقد أن تنظيم «القاعدة» يقف وراء العملية.. الاتهامات تشير إلى ضلوع أيضاً أقرباء للشيخ ماجد ينتمون إلى «القاعدة» أو ما تم اعتباره ثأراً داخل الأسرة بسبب توجهاتهم المختلفة، فماجد يواجه تمدد «القاعدة» في رداع، بينما يتحالف بعض أقارب له بينهم أعمامه مع «القاعدة».. ويثير تكتيك الحادثة، أو قيام الجناة الذين اعتمدوا تسليم الطرد المرفق بكيس عطور لصديق نجل ماجد الذهب، والذي قام بتسليمه بعد ذلك لصديقه، قائلاً إن أشخاصاً لا يعرفهم قالوا إنها هدية لوالده؛ تحسباً من التعرُّف عليهم، أو احتمال الاشتباه بهم.

وكان الشيخ طارق الذهب (عم ماجد) وشقيق زوجة أنور العولقي قد أعلن سيطرته على مدينة رداع وأعلن نفسه أميراً لـ «أنصار الشريعة» المتحالف مع «القاعدة» في محافظة البيضاء قبل أن تستعيد الحكومة السيطرة على المدينة.. ولقي طارق مصرعه على يد أخيه حزام الذهب في فبراير الماضي، لكن الأخير قُتل بعد ساعات من قتله أخيه، إضافة إلى ابن أخيه أحمد (الأخ الأصغر لماجد الذهب) بعد أن حاصرهم مقاتلو «القاعدة» للثأر لمقتل زعيمهم..

ورغم الضربة التي تعرّضت لها «القاعدة» في رداع بعد مقتل زعيمها هناك، يحاول قائد الذهب، أخ طارق، حشد مقاتلين من أبناء قبيلته في صفوف «القاعدة» التي أيضاً تحاول استعادة أنفاسها من أجل جولة مواجهة جديدة مع الحكومة؛ غير أن ماجد الذهب يعارض توسع «القاعدة» هناك، كما أن أقاربه الموالين للتنظيم يعتبرونه متعاوناً مع الحكومة وأنه يساعد الحكومة على تقديم معلومات ضد تنظيم «القاعدة» في رداع..

تقليعة الموت الجديدة كانت ستخطف أحد الزعماء القبليين، ووقع ضحيتها الابن.. هكذا تقول الوقائع، لا تلق بالاً لأي طرد أو حقيبة مصدرها مجهول؛ حتى لو كانت مصحوبة بأي إغراءات.. وإذا كانت «القاعدة» وهو المرجح، وراء العملية، فهو تأكيد على رغبتها العنيفة في الانتقام لكل شخصية تقف ضد توسُّعها، أو تتحالف مع الحكومة في مواجهتها.

فالعملية لا تتوقف فقط على المسؤولين الحكوميين؛ بل إنها أيضاً قد تطال شباناً خارجين من كلية الشرطة لم ينخرطوا بعد في الأجهزة الأمنية.. فهل استخدم «القاعدة» هذا النوع السائل من المتفجرات لأنه يصعب كشفه؟!.. هذا على الأقل ما تظهره الوقائع، فـ«القاعدة» كتنظيم يمارس العنف، قادر على استقطاب شخصيات قبلية، وخلق صراعات أو شروخ داخلها، كما أنه يوجّه رسائل مخيفة لأولئك المحتملين الذين قد يعارضون توسُّعهم.