الى معترضي التقارب الايراني ماهو بديلكم

[عادي]

للأسف كل المعارضين لتوجه القيادة نحو ايران لم يقدموا أي بديل وأكتفوا بالرفض تحت أسباب ومخاوف مذهبية , والبعض من باب العداء الشخصي للبيض يرى ان ننبري لمحاربة البيض قبل أي شيئ آخر ..لكن البعض من الاخوة المغتربين في دول الخليج لديهم مخاوف حقيقية من تأثير ذلك على أوضاعهم فيما لو تقاربنا مع ايران وأصبحوا عرضة لانتقام الدول أو التضييق عليهم , وهي مخاوف مشروعة لكنها بكل تأكيد بعيدة كل البعد عن الواقع لإن سياسة الدول تختلف عن سياسة الافراد وكل مواطن جنوبي في الخليج محسوب على نظام بلده الا اذا جاهر بالعمل السياسي وخرج بالمظاهرات وهذا شأن آخر , ثم أن أي تعرض لهذه العمالة معناه الإنتقام من نظام صنعاء نفسه وإرهاقه بالمزيد من الأعباء الإقتصادية والامنية كما انه خدمة للحراك لإن العائدين المفترضين سيتحولون الى جنود انفصاليين يحاربون النظام , ورؤية دول الخليج في موضوع الانفصال تتماهى مع رؤية النظام الذي يرى ان 99% من الجنوبيين وحدويين والبقية يمثلون شرذمة انفصالية فقدت مصالحها حتى لو كان العكس هو الصحيح لإنهم لو آمنوا بالواقع لرفعوا أيديهم وسلموا للإنفصال وأنتهى الأمر.
البعض لازال يعول على دول الجوار حتى بعد أن أعلنوا انحيازهم الغير مشروط لنظام صنعاء وللوحدة اليمنية الكسيحة بل ان المبادرة الخليجية أصبحت المرجعية والضامن الأساسي لها ولإخراج النظام من عنق الزجاجة وانهاء أزمة السلطة داخل البيت الحاشدي , أما مسألة الحوار الوطني فليست سوى تحاميل مسكنة لأعراض وآلام الأزمة السلطوية ولن تفضي كالعادة الى شيئ يذكر لأن لا أحد يعترف بوجود الآخر .
هل البديل إذاً المراوحة في مكاننا وتجميد قضيتنا ريثما يفوتنا القطار ونحقق للنظام في صنعاء الهدف الذي عجز عن تحقيقه , أو التعويل فقط على جماهيرنا في الداخل التي جابهت بصدور عارية آلة القمع الوحشية ودسائس الإحتلال وتعتيم الجوار وتتطلع لفتح نافذة أمل لإيصال صوت معاناتها ودعم ملموس لرفد وتطوير فعاليات نضالها , خصوصاً وان كل المؤشرات تدل على أن اللجوء لخيارات اضافية تدعم العمل السلمي لا مفر منها بمجرد توفر شروطها , وكل ذلك لن يتحقق الا بوجود دعم خارجي يتماشى وأهداف وتطلعات شعبنا المشروعة في نيل الحرية والاستقلال .
السياسة هي فن الممكن وأمام هدف الاستقلال كل خيار يحقق هذا الشرط هو البديل وما عدى ذلك يعني الرضوخ للاحتلال وهجمة الاستيطان الى الابد .