![]() |
![]() |
![]() |
#31 | |
قلـــــم فعـــّـال
تاريخ التسجيل: 2007-10-06
المشاركات: 555
|
![]() اقتباس:
أخي الكريم ما قصدته فعلا وكما أشرتم انتم ،هو ضرورة الابتعاد عن أشغال أنفسنا بالتخريجات القانونية الواهية التي لن تفيد كثيرا في حالتنا على الأقل في الظروف الراهنة ، وأثارت بعض القضايا من قبل أشخاص بدون علم أو دراية يكون ضررها اكثر من نفعها ، كا لحديث عن قرارات مجلس الأمن عام 94 ،فمضمونها واضح ، و لا تمنحنا الحق الذي يتشبث به القوم ، فهي تتحدث عن صراع بين طرفين سياسيين في إطار بلد واحد ، وهناك من يطرح أن حرب 94 ألغت كل الاتفاقيات السابقة ، ليأتي بعدها ابتكار نظرية فك الارتباط ، وقضية فك الارتباط لا توجد ألا في حالتين وهي حالة مصر وسوريا والضفة الغربية مع الأردن ، أما في حالتنا فقد ذهبنا بإرادتنا إلى المجتمع الدولي إلى الأمم المتحدة والجامعة العربية لنبلغهم بأن اليمن استعاد وحدته وتغلب على التشطير ، وربما أن المطلوب منا في الجنوب قبل أي شي الوحدة والتماسك للدفاع عن وجودنا، والتمسك بأرضنا وهويتنا، ولا نحتاج للعودة إلى حقبة الخمسينات من القرن الماضي للتنقيب فيها عن مداخل لحالات في القانون الدولي بمسميات حق تقرير المصير وغيره ، فحالة كل شعب هي حالة مختلفة عن غيرها ولها أسبابها ومقدماتها كما تفضلتم في تعقيبكم ، وحالة جنوب السودان تقدم لنا أدلة جديدة على الانتقائية في العلاقات الدولية ومصالح الدول وعندما تكون هناك حاجة لفرض التغيير على واقع أي شعب أو أمة بسياسة الأمر الواقع ، و استقلال جنوب السودان لم يتحقق بالمناشدات الأخلاقية أو بدعوى فك الارتباط وشعار حق تقرير المصير بل بنضال وكفاح على الأرض وتضحيات كبيره ودعم غربي وأمريكي و دول عربية مؤثرة ، وبقبول شمال السودان الذي كان قطاع واسع من أبناءه يؤمنون أن مصلحة الشمال ستتحقق ايضا بانفصال الجنوب بعد أن أنهكته الحرب والمؤامرات الخارجية وحاجته إلى الاستقرار لاستثمار موارده الكبيرة ، ومع ذلك وأذ نسوق مثل هذه الأمثلة فان غايتنا لا تهدف إلى تبرير الوضع القائم أو تعمد الانتقاص من قدرة الأبطال والمناضلين ، الغاية هي المساهمة والاجتهاد المتواضع الذي يحتمل الخطا، وتوضيحا لما تقدم استأذن شخصكم الكريم في اقتباس فقرة من تعقيب سابق ربما أن التعمق فيه سيسهم في إيضاح الأفكار المقصودة إزاء التخريجات السياسية والقانونية المبتكرة ( أن كل مقدمات الوحدة والشعارات المرفوعة بل والسياسات المتبعة قبل الوحدة، لم تكن تتحدث عن الوحدة بين دولتين بشعبين ووطنين ، بل كانت تجري على أساس الوحدة بين شطرين لشعب واحد بدولتين ، وهناك فرق كبير بين المفهومين وبالمواقف السياسية المترتبة عليها ، وإذا كان حدوث مثل هذه الأخطاء التاريخيةالجسيمة التي قبلت بإلحاق الجنوب وتجريد شعبه من هويته الوطنية ، فان ذلك لا يشفع لنا خداع أنفسنا وابتكار خلطات نظرية مخالفة للواقع الذي تمت فيه الوحدة . وللأسف أن القيادة الجنوبية لم تضع أي شروط ، وقبلت بدستور لا توجد في أحكامه أي مواد تمنح القوم حق التمسك والدفاع عن وجودهم الوطني والتاريخي المستقل ،إذا فالخطاء الجوهري يتمثل بمقدمات الوحدة وأساسها النظري والسياسي ،وليس بالوحدة ونتائجها، لكون الوحدة بنيت على مفاهيم سياسية وتاريخية واجتماعية خاطئة ، وهناك فرق كبير بين مفهوم الوحدة كقدرومصير، وبين الوحدة التي تقوم كتجسيد لمصالح مشتركة ،وعلى أساس الاعتراف المتبادل بالهوية والوجود. وللآسف أن الوحدة تمت تحت شعار القدر والمصير المشترك ووحدة الثورة وأداتها والانتماء لوطن وشعب واحد، وليس من السهل أن يجري محو هذه المفاهيم من ذاكرةالعالم، لمجرد إننا قررنا أن نضع لأنفسنا مسوغات وتبريرات لا تعبر عن وعي حقيقي بحجم الخطاء التاريخي المرتكب وجسامة النكبة القائمة) تحياتي [/overline] |
|
![]() |
|
|
|