في حضرت انصار الشريعه

[نزار السنيدي]

الحلقه الرابعه

كان سوق القات هو المكان الاول الذي نحتك فيه بالناس مباشره, وقد قلنا إنه صاربعيدا عن المدينه, وجها لوجه من الناس البسطاءوقفنا, تكاد تقراء على وجهوهم قصصا منحوته, وعلى قسماتهم اصرار وتحدي, لكنهم لا يرتجون الغيث إلا من السماء, علهم بهذه الكثافه هنا ينتظرون مجيئ نبت القات ليتناولونه لأنه يوفر لهم هروب امن ومؤقت من الواقع المر!! هناك بالقرب من سرير خشبي قديم ي...قف شاب مسلح عشريني, بقميص متسخ ومعطف عسكري وفوطه حضرميه,ولحيه غير كثيفه وغير منسقه, مشرئب العنق يوزع نظراته على المتواجدين, وكانه يحرس قاعده امريكيه أو روسيه غايه في الخطوره الامنيه, يظهر عليه الاعتزاز والفخر بوضعه.. المفاجئه انه شاب من ابنا المنطقه سمر البشره المهمشين , (الاحجور) . بل والأكثر من ذلك يوسفني إن اقول من ابنا الشوارع !! كان وقوفه وموقفه يدلان انه يمتلك هنا سلطه مطلقه ليس لها حدود أو نهايه.. الناس هنا يهابونه بل ويتجنبونه لأنه مستعد لوضع اصبعه على الزناد دون تردد, قال احدهم !!
وجوده هنا والهيبه التي يفرضها لنفسه تذكرني برويات جنود الامام احمد حميد الدين, وهيبه السلطان سليمان العثماني,
جعار اماره اسلاميه, هناك ساحه عامه لللاعدام الفوري, وقطع الايدي, وقد غير اسم المدينه الى وقار, واصوات رصاص هنا وهناك والمدينه غارقه في الظلام وتئن من الفقر والجوع والمرض, وبلا خدمات, والحارات تعج بالاطفال تركوا لعب الكره واللعب بالعرائس واصبحت لعبهم المفضله اللعب بالسيوف والخيول ونصب المشانق واستحضار فتوحات صلاح الدين
انصار الشريعه, اسم يثير الرعب لدى الكثيرين, صمت الناس هنا, لعلهم اثروا الصمت لانها الطريقه الاسلم والانجع. تحسبا إن يفسر كلامهم في غير محله وتحل الطامه الكبرى اما اذا لزم الكلام فانه لايخلو من التمجيد والتسبيح بما حققه اصحاب الشريعه من انجازات! هذا اسلم
تذمر من النظام هذا مسموح به! لكنك لا تمتدح الحراك ولا تذم الوحده, خطوط حمراء لانك قد تقع في محضور الهدف الاسمى الدوله الاسلاميه الكبرى, حيث عندهم لا حدود ولا وطن ولاهويه غير الاسلام
يتبع