عار عليك يا قناة ( الجزيرة ) عظيم / احمد عمر بن فريد

[الجنوب أولا]

قبل أن نلقي الاتهامات والتشكيك جزافا على قناة الجزيرة أو غيرها من القنوات ، بسبب عدم بثها لأخبار قضيتنا الجنوبية ، علينا أن نبحث عن دورنا في توصيل الخبر .. وليس أي توصيل ، ليس من أخذ التلفون وقال هللللو لدي خبر ، فإن لم تبثوه فأنتم ضدنا .
الجزيرة مؤسسة إعلامية شامخة ، لا تحتاج إلى شهادة مني أو من أحد ، يكفي إنها استطاعت التأثير على مجريات الأحداث في عالمنا العربي . فهي تبث الأخبار من جميع الدول بصورة مهنية عالية ووفقا لمعايير الأهمية والتأثير والحيادية والتوقيت .
بشأن تجاهلها لفعاليات حراكنا الجنوبي ، فليس الجزيرة فقط هي التي تتجاهلنا ، بل جميع قنوات العالم الفضائية وكذلك الصحف والمجلات . فهل هذا يعني إن لفضائيات العالم موقف من نضالات شعبنا ؟ لا أعتقد ذلك .
علينا أن ندرك إن من مصلحة أية فضائية أن يكون لها السبق الصحفي في بث الخبر ، لذا هي تضطر لشرائه بثمنه . كما علينا أن ندرك مدى الصعوبة التي تواجهها أية فضائية لاستقاء الخبر من مصدره الأساسي الموثوق ، كي لا تكون عرضة لعدم المصداقية .
لذلك فإن القنوات الفضائية مثلها مثل غيرها من الوكالات والصحف تحصر اعتمادها للخبر على المصادر التالية :
1) اعتماد ما يوافيها به مراسلها ، ذلك المراسل الذي اختارته وفقا لمعايير مهنية ، بغض النظر عن انتمائه السياسي أو المناطقي .
2) اعتماد ما يصلها من مؤسسات أو هيئات أو مراكز ذو مصداقية ، كونها هي المسئولة عن صحة ما يصدر عنها من خبر .
3) من أجل اختيار الخبر للنشر يتم إخضاعه لعملية تمحيص وتدقيق وتحليل ، مسقطين عليه عدد من المعايير المهنية والسياسية المحايدة .. فمن بين آلاف الأخبار التي ترد إلى قسم الأخبار في أي فضائية يتم فقط اختيار ذلك الخبر الأكثر تأثيرا على المشاهدين وبما يتوافق مع تطور الأحداث وأهميتها . وأتوقع إنه يتم اختيار نسبة 5% من مجموع ما يصلها .
4) وفسحا للمجال أمام النشطاء الإعلاميين وكذا المشاهدين ، فإن العديد من الفضائيات تلجئ إلى منحهم الفرصة عن طريق مواقعها الإلكترونية ، ومن ثم القيام بعملية فرز وتقييم لاختيار ليس الخبر بل لاختيار ما يمكن أن يكمل الخبر الموجود لديه من السابق ويؤكد مصداقيته .

أحد المعلقين الله يسامحه قال إنه عندما بداء الدكتور النقيب الحديث ، تغيرت الكيمرا منه إلى جهة أخرى .. وحال لسانه يقول إن القائمين على قناة الجزيرة عمموا ليس على جميع المراسلين بل وحتى المصورين ومعاونيهم بان لا يكترثوا بأخبار القضية الجنوبية ، وعليهم مقاطعة أي جنوبي حتى ولو كان ضد القضية الجنوبية . حرام عليك يارجل .
مثل هذا الطرح هو تغطية لعجزنا وفشلنا في توصيل قضيتنا إلى القنوات الفضائية .
أستحلفكم الله .. الإجابة على :
هل لدينا مركز إعلامي ذو كفاءة مهنية ، لتولي مد القنوات الفضائية بأخبار قضيتنا ؟
هل لدينا وكالة جنوبية معتمدة وذو سبق إخباري يمكن أن يسند إليها أي خبر بصفتها المصدر الأول له ؟
هل لدينا علاقات ولو حتى شخصية مع بعض النافذين في القنوات الفضائية ، أو حتى مع بعض من مراسليها ؟
في الأخير علينا أن نكسب ود جميع القنوات الفضائية وبالذات الجزيرة ، وحذاري حذاري من خسرانها ، لأن ذلك لا يفيدنا بقدر ما يضرنا كجنوبيين أصحاب مشروع قادم . وعلينا أن لا نتباكى على واقعنا بل علينا أن نعمل على إيجاد الهيئات الإعلامية الجنوبية لتتولى هذه المهمة .