الماوري وزعران اليمن !

[طائر الاشجان]

منير الماوري .. أصبح لغزاً في حياتنا شئنا أم أبينا ، فالرجل صوّره النظام على أنه قلمٌ خطير ، وهو فعلاً كذلك إذا ما وضعنا في ميزان الحسنات والسيئات مقالاته التي كان لها نتائج كارثية على بعض شخوص النظام وفي مقدمتهم نجل رئيس الدولة بجلالة قدره ، وبعض شخصيات في الوزارة ، ومهما يكن من أمر الجاسوس المزدوج - إذا اعتبرناه كذلك - فلن يتقن فن اللعبة بهذا القدر من الكفاءة الذاتية ، وقد كان من الطبيعي أن نأنس لقلم يتبنى قضية الجنوب في شكلها المنطقي ، ويتولى بسطها في كتاباته بصورةٍ أعمق مما هي عليه لدى كُتاب الجنوب أنفسهم ، ورافق هذا السعي التطوعي المشكور تلك الرماح المنهالة على قلمه من قبل أبناء جلدته وكأنها أشطان بئرٍ في لبان الأدهمِ ، وبين الفينة والأخرى تسقط من سلته هفوات تذكرني بهفوات "آرسيل لوبين" كما ذكرَت ذلك الأخت شفاء الجوهر في إشارتها إلى تحامله على المنسحبين من المجلس سيء الذكر ، وتزيد هذه السقطات من تعقيد اللغز .. لكننا وفي سياق التقييم نسأل أنفسنا ما هي مصلحة الرجل من انتحاله صفة الواعظ ، هل العنصر الإنساني في قضية الجنوب هو ما يحرك وجدان منير الماوري حتى ينسكب مداد قلمه فجأة في جبين قضيتنا فيخلق من حوله هذا الصخب وذلك الضجيج ، وأي عائدات مادية أو معنوية يمكن أن يجنيها شخص شهادة ميلاده ممهورة بشعار المحتل ، ومصالح عشيرته لا تلتقي عند تقاطعات فك الإرتباط ، والفطرة تقتضي ألا يكون منسوب غيرته على أبناء الجنوب طاغٍ على اعتبارات الإنتماء لمسقط الرأس وعشيرته الأقربين ، وهذا في حد ذاته يتناقض مع موقفه المعلن من أبناء الجنوب الموالين للنظام ، والذي يرى فيهم فئةً عديمة الإخلاص ، ألأنهم خانوا وطنهم الجنوب ؟ أم لأن فكر الوحدة التي يراها ملعونة قد طغى على معتقدهم ! ، وهي معادلة صعبة لا ندري أين يضع الماوري قدمه منها .
وتبقى هذه التناقضات قيد الرصد ، والنوايا الحسنة ، حتى يثبت مع الأيام رؤية هلال الماوري ، ويتبين الخيط الأسود من الخيط الأبيض في سماء كاتب اختطف الأنظار ، واستحوذ على دائرة الضوء لا لشيء إلا لأنه تطرق لقضية الجنوب العربي بما لها وما عليها . ويا خبر بفلوس بكره ببلاش .

تحياتي
طائر الاشجان