لا تجعلونا عبرةً مرتين

[أبو غريب الصبيحي]

الأخ العزيز كاتب العدل ما فهمته من موضوعك إنك تدعو للتعددية السياسية في الحراك الجنوبي شرط أن يكون هنالك مجلس تنسيق أعلى بين جميع المجالس و الهيئات السياسية الجنوبية للحراك الجنوبي التي سقفها الإستقلال ، و كلنا يعرف اليوم أن المجلس الوطني الأعلى و الهيئة الوطنية لإستقلال الجنوب هم إلى الآن من وضع رؤيتهم السياسية و التي تدعو للإستقلال بينما ما زلنا أو بتعبير أدق جماهير الشعب الجنوبي تجهل رؤية البقية الذين في يوم من الأيام كانوا معنا في ركب الحراك الشعبي الجنوبي . . .
نتمنى أن يكون هناك مجلس تنسيق أعلى أو ما شابه بين كافة الهيئات و المجالس الجنوبية التي تنادي للإستقلال ، أم ظاهرة تحول الحراك الجنوبي من ظاهرة جماهيرية إلى ظاهرة سياسية هو خطوة في الطريق الصحيح سحبت البساط من تحت أقدام من يريد توظيف الحراك الجماهير الشعبي العفوي ضد الإحتلال إلى غنائم و صفقات سياسية لحزبه ، و الذي أوقع اليوم أفراده في حرج كبير و أصبحوا صامتين للأسف ليس لديهم ما يقولونه مخافة سقوط قناعهم أمام الجماهير هؤلاء و الذين نحن كنا دوماً نتسابق على كلماتهم الرنانة في المهرجات و الصحف و المواقع الإلكترونية . . . .
و أنا أستغرب أن يثق البعض بالنظام اليمني و يثق بدعواته للفيدرالية ، ألا ترى إنه يكفي الوثوق بمن غدر بالوحدة عام 94 و ظل يلهو و ينهب متجاهلاً كل الدعوات لإصلاح ما عرف سابقاً بمسارالوحدة ؟!!
إن من يقبل بهذا المفهوم الذي يروج به كحل ما هو إلا إمتداد للأنظمة العربية الخاضعة الميتة التي نراها اليوم صامتة تتفرج على غزه ، هذه هي الأنظمة القديمة _ الجديدة التي لم تعرف إلا الخضوع و البيع و الشراء غير آبهة بالشعوب التي وليت بها و كل إهتمامها فقط بمصالحها الخاصة و إستمرار بقائها سياسياً . . و من يعيش بالمذلة هذه لا يعبر بالضرورة عن الجماهير الشعبية الثائرة ، لإن الجماهير الثائرة التي تنتزع حقها بدمائها ترفض بعد هذا أي حلول و تتمسك بعدم إتاحة ما كان متاحاً للنظام في السابق و سقفها دائماً في ارتفاع متجدد .
من كان تعلقه بالحلول الوهمية عليه أولاً أن يجبر الطرف الآخر و هو المحتل على الإنسحاب من الجنوب ليعطى الشعب الجنوبي الحرية في قبول هذه الحلول لإن الأمر ليس بالهين و لا علاقة للمكتب السياسي بشيئ فيه بل هو تقرير مصير شعب بأكمله . . .

كاتبنا الكبير الأخ كاتب العدل لك مني خالص التحية و التقدير على ما كتبته . . .