الصحافه - لا خيار أمام النظام اليمني إلا الرحيل

[عبدالله البلعسي]

استقالة سفير اليمن لدى الأمم المتحدة ووزيرة حقوق الإنسان احتجاجا على العنف
حشود ضخمة في صنعاء شيّعت ضحايا «مجزرة» الجمعة واعتقال 19 قناصاً قتلوا الـ 52 في ساحة التغيير

حشود ضخمة تشيّع ضحايا «مجزرة الجمعة» أمس (ا ب)

ارسال | حفظ | طباعة | تصغير الخط | الخط الرئيسي | تكبير الخط










| صنعاء - من طاهر حيدر |

طالب رجال دين وشيوخ قبائل بارزون الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بالاستجابة «لمطالب الشعب»، فيما تلقت حكومته ضربة جديدة باستقالة وزيرة على خلفية «مجزرة» الجمعة التي شاركت حشود ضخمة في تشييع بعض ضحاياها امس.
وذكر بيان (ا ف ب، رويترز، يو بي اي) صادر عن «كافة علماء ومشايخ اليمن» ان على الرئيس علي صالح «الاستجابة لمطالب الشعب»، في اشارة على ما يبدو الى الحركة الاحتجاجية التي تطالب باسقاط النظام ورحيل الرئيس. وطالب البيان «وحدات الجيش والامن بعدم تنفيذ اي اوامر تصدر لهم من اي كان للقتل والقمع».
ووجه العلماء والمشايخ «التحية الى شباب التغيير»، داعين اياهم الى «الاستمرار على هذا النهج».
ودانوا بشدة «المجزرة الجماعية التي تم ارتكابها بعد صلاة الجمعة»، معتبرين ان «ما تم عيب اسود وفقا للاعراف القبلية».
وحملوا «السلطة ممثلة برئيس الدولة المسؤولية الكاملة عن الدماء التي سفكت»، رافضين «اعلان حالة الطوارئ في البلاد لعدم وجود قانون منظم لحالة الطوارئ».
وصدر البيان بعد اجتماع لكبار العلماء وشيوخ القبائل في منزل صادق الاحمر، الشيخ البارز في قبيلة حاشد النافذة التي ينتمي علي صالح الى احد فروعها.
واعلن شيوخ من قبيلتي حاشد وباكيل في فبراير انضمامهم الى الحركة الاحتجاجية المستمرة منذ نهاية يناير.
وكان الامين العام للجنة التحضيرية للحوار الوطني حميد الاحمر قال السبت، ان علي صالح «فقد شرعيته»، وان «مبدأ التفاوض مع النظام قد شطب تماما من قاموس قوى المعارضة بعد مجزرة» الجمعة.
وقتل 52 متظاهرا واصيب اكثر من 120 في صنعاء برصاص قناصة ومسلحين قال المتظاهرون انهم «بلطجية» مناصرون للسلطة.
واعلن الرئيس اليمني حال الطوارئ في البلاد لثلاثين يوما، معبرا عن «اسفه» لمقتل المتظاهرين، قبل ان يعود ويعلن الاحد (أمس) يوم حداد وطني على ارواح الضحايا.
واكد علي صالح أمس، لسفراء دول الاتحاد الاوروبي التزامه بحرية التعبير عن الرأي».
واعتبر المتظاهرون المعتصمون في صنعاء ان على «السفاح الذي سقطت شرعيته ان يعرف ان اساليبه القديمة التي مارسها في الكذب والمغالطة لا يمكن ان تنطلي على ابناء الشعب اليمني».
واضافوا في بيان موقع باسم «الشباب المعتصمين في صنعاء»، ان «عمليات القمع والإرهاب (...) لن تثنينا عن هدفنا السامي وهو اسقاط النظام بالطرق السلمية».
وشيعت حشود ضخمة امس، في صنعاء وسط حالة من الغضب الشديد جثامين اكثر من نصف قتلى الهجوم في اكبر تظاهرة تشهدها العاصمة منذ بدء الاحتجاجات.
واقامت الحشود صلاة الجنازة على جثامين 28 من القتلى، قرب ساحة الاعتصام في العاصمة قبل حملهم نحو المقبرة. وردد المشاركون وبينهم قادة المعارضة هتافات بينها «دم الشهداء مش ببلاش».
وقال رئيس الكتلة البرلمانية للمستقلين القاضي علي عبد ربه الذي شارك في التشييع «يجب محاسبة المسؤولين عن كل قطرة دم».
واعتبر احد المشاركين في التشييع ويدعى احمد ان «الرئيس يكذب، هو الذي امر باطلاق النار على المتاهرين».
وفي سياق متصل، أعلنت صحيفة «صوت الثورة»، الصادرة عن المعتصمين في «جامعة صنعاء»، القبض على 19 قناصا كانوا تمترسوا على أسطح المنازل المطلة على «ساحة التغيير» في الجامعة الجمعة الماضية، وتسببوا في مقتل الـ 52 شخصاً.
ونقلت الصحيفة امس، عن الأطباء المعتصمين، توقعاتهم بارتفاع عدد من الوفيات في صفوف الجرحى الذين سقطوا بالمئات، وأوضحوا بأن نصف عدد القتلى قتلوا في لحظتهم جراء استهداف القناصين للرأس والعنق والقلب. الى ذلك، قال مسؤول في وزارة الخارجية اليمنية امس، ان عبد الله الصايدي، سفير اليمن لدى الامم المتحدة، استقال احتجاجا على العنف ضد المتظاهرين.
وفي وقت سابق، قدمت وزيرة حقوق الانسان هدى البان استقالتها من منصبها الحكومي ومن حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم.
وذكرت في بيان ان استقالتها تأتي على خلفية «المجزرة الوحشية» في صنعاء، معتبرة انه «يجب محاسبة كل مرتكبيها وتقديمهم للعدالة».
واستقالة وزيرة حقوق الانسان هي الثالثة من الحكومة منذ بدء حركة الاحتجاجات بعد استقالة وزيري السياحة نبيل الفقيه الجمعة ووزير الاوقاف حمود الهتار.
وانضم «القطاع الخاص» في اليمن ممثلا بالاتحاد العام للغرفة التجارية والصناعية الى الحركة المطالبة باسقاط النظام.
http://www.alraimedia.com/Alrai/Arti...&date=21032011