رياح التغيير الكونية هبت من تونس وفهمها الغربيون فأيدها اوباما صراحة فالى اين ستستمر؟

[نبيل العوذلي]

ماذا نقصد برياح التغيير الكونية

من عقيدة اهل السنه والجماعة ان الله تعالى له

ارادة شرعيه ومحلها الكتب السماوية واسلمها القران

وهذه الارادة هي يحبها الله تعالى ويرضى بها


وارادة كونية قدرية متعلقة بالخير والشر

كثير من الناس يربط التغيير بالارادة الشرعيه فقط فتجده مثلا في خطبه يدعوا الناس الى العودة للايمانيات من العقيدة والتوحيد والطاعات ويجعل ذلك سببا دائما وابدا وفقط للتغيير في الواقع الكوني...وقد وقع البعض في خطأ هو ذات الخطأ الذي وقع في بنو اسرائيل حينما قالوا نحن ابناء الله واحباءه فتجدهم لايقومون بما عليهم من الواجب الكوني سياسيا واعلاميا واجتماعيا ويكتفون بالالتزام بالمراد الشرعي فقط من الصلاة والصيام ومختلف الطاعات ظنا منهم ان ذلك فقط دائما وابدا سيحقق لهم الوعد (((وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض ....)))

والجزء الاخر اخذ باسباب التغيير من الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لكنه حصر ذلك في اعيان وسلوك خاص بهم وطريقة فقط مختصة بالقتال بل وحصر الطريقة هذه فقط بنوع معين من القتال

لقد كشفت احداث تونس حقيقة مراد الله تعالى الكوني(((وما يعلم جنود ربك الا هو))) ..(((ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض))) ان الذين يريدون حصر التغيير باناس معينين او بطبقات محددة او بفكرة دينية او سياسية ممنهجة ليس دائما صحيحا

علينا ان نعرف ان ربوبية الله تعالى ليست مع احدوليست لاحد بل مع الكل وللكل لاننا مربوبين لربوبية الرب تبارك وتعالى ولاحاجة ان نحتج بتوحيد الا لوهية بحجة اننا نعتقد الاعتقاد الصحيح ونعمل به فلن يكون التغيير الا بنا لاننا نقر بمقامات الفرق التي توجبها اللالوهية بين التوحيد والشرك والسنه والبدعة

انها بنظري دعوة لتصحيح مسار الانحراف نحو التطرف والتشدد الذي ساد طبقات البعض وذلك بالتوجه نحو مقتضيات الربوبية الواسعة التي تشمل الكل

انني ادعوا طبقات الجماعات السلفية التي خملت بمبرر طاعة ولي الامرالى سرعة التحرك مواكبة لهذا التغيير الكوني كي نقطع الفرصة على طبقات الشيعه والرافضه والقبورية التي ولجت في هذا التغيير خدمة لمشاريعها البدعية


وادعوا اصحاب الافكار الطبقية الضيقة الى قراءة الواقع جيدا والاعتبار للتغيير بالمراد الكوني المتعلق بالربوبية الذي يشمل الشعوبية والعوام والبسطاء والتنحي عن الافكار الضيقة التي تجزء الناس وتقسمهم الى طبقات لم يعد لها محل في ظل التغيير الكوني الواسع الذي يشمل الناقص والزائد والاعلى والاسفل

فرياح التغيير الكونية هي مراد من مرادات الله تعالى الكونية التي يقضي بها في هذا العالم ليختبر الناس ومعادنهم يسعى البعض لقراءتها كما وضحت ليتمكن من ان يجعل نفسه في خانة المنتصر ليستفيد من ذلك وهذا المراد منه من يتمكن الناس من قراءته كما ذكر ابن القيم ومنه من لايستطيع احد ان يعرفه لان الله تعالى يمحو من مراداته الفرعيه المتغيرة ما يشاء ويثبت منها ما يشاء(((يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب)))..(((وكل يوم هو في شأن)))

وهذا التغيير كما قال الله تعالى (((ما كان الله ليذر المؤمنين على ما انتم عليه