تقريبا الرد كان على الموضوع ادناه والمنشور في صحيفه الوسط واعتقد ان من يرغب في الاطلاع على الموضوع
المحافظات الجنوبية بين جشع اللصوص وعويل الأرامل
الأربعاء 30 يوليو 2008
" د. ناصر محمد ناصر"
لم أنتقد يوما أبناء المحافظات الجنوبية المطالبين بحقوقهم سواء كانت الحقوق اقتصادية أو سياسية، فهي مشروعة في نظري طالما أنها في إطار الوحدة الوطنية، وانتقادي انصب أولا وأخيرا على تجار الأزمات من رموز القروية والمناطقية الذين يستغلون معاناة أبناء المحافظات الجنوبية لتحقيق مآربهم السياسية المريضة في تجزئة وتمزيق الوطن، فلا ينبغي الخلط بين ثلة من العناصر النفعية التي كانت موضع انتقاداتي وبين أبناء تلك المحافظات الذين تعرضوا للظلم والاضطهاد منذ يوم استقلال الجنوب إلى يومنا هذا، فقد كانوا ضحية لتصفيات جسدية مستمرة وشبه دورية من العصابات القبلية الماركسية التي حكمت الجنوب طوال عشرين عاما قبل الوحدة، ولم ينالوا منها غير الدم والذل، ثم أصبحوا ضحية نظام فاسد أجاعهم بعد مقتلة، كما لا ينبغي الخلط بين الجرائم الجسيمة التي أقدم عليها النظام الفاسد تحت مسمى ومظلة الوحدة وبين الوحدة نفسها، فالوحدة ليست مسئولة عن تلك المظالم التي أقدمت عليها رموز النظام، بل إنها نفسها ضحية للنظام المتاجر باسمها من جهة، وضحية لرموز القروية والمناطقية من جهة أخرى، الذين أخطأوا الهدف وأخذوا يسددون سهامهم إليها بدلا من تسديدها إلى الفساد والاستبداد، الذي نهب اليمن شماله قبل جنوبه تحت مقولات الثورة والجمهورية والوحدة، فعلى رموز القروية والمناطقية أن يعيدوا قراءة الواقع وأن يميزوا بين القاتل والضحية وأن لا يخدعوا أبناء المحافظات الجنوبية مرة أخرى بتوجيه غضبهم نحو الوحدة بدلاً من مستغليها وجلاديها، هذا إن كان لا يزال لديهم قدرة على الفهم والتمييز، لقد كان ولا يزال هؤلاء أكثر فتكا بأبناء المحافظات الجنوبية من النظام نفسه عندما حرفوا مسار قضية أبناء تلك المحافظات من مواجهة الفساد والاستبداد إلى مواجهة الوحدة والنيل منها، ولو ترك هؤلاء قضية أبناء تلك المحافظات تسير في طريقها ومسارها الصحيح لتمكن أبناء تلك المحافظات من استقطاب دعم وتأييد الملايين من كافة أرجاء اليمن، فالمطالب واحدة، ولتمكنوا من تحقيق مطالبهم والدفع بالحركة الوطنية قدما بدلا من إعاقتها بطرح مطالب تشطيرية تفرق أكثر مما تجمع، وتكرس الفساد والاستبداد بدلا من مقاومته، إن هؤلاء القرويين والمناطقيين الذين ركبوا موجة الحراك في تلك المحافظات دفعوا بقلة وعيهم وبعنادهم بالحراك في المحافظات الجنوبية لمواجهة الأغلبية الساحقة من أبناء اليمن المؤيدة للوحدة والمتمسكة بها، بدلا من أن يدفعوا به لمواجهة الفساد والاستبداد، الذي هو سبب أزمتنا ومعاناتنا جميعا، فقدموا بعدم تبصرهم هذا خدمة مجانية للنظام لم يكن يحلم بها وهو إظهاره في صف الملايين الرافضة لاستهداف الوحدة والنيل منها، فمكنواه بمواجهة القلة بالكثرة، وكان بالإمكان عزله، لو أنهم طرحوا مطالب وطنية تستهدف الفساد والاستبداد ولا تنال من الوحدة، أقول لهؤلاء القرويين والمناطقيين لستم على المستوى المطلوب من الذكاء، ولا تمتلكون الحد الأدنى من الوعي، فلم تتمكنوا من فهم طبيعة المرحلة ولا من إدارة الأزمة ولا من فهم آليات التغيير، أنتم أشبه بالأرامل التي لا تعي ما حولها ولا تكاد تدرك وجودها ولا تجيد سوى البكاء والعويل ولطم الخدود والدعاء على جلاديها بالويل والثبور، أنتم لا تعون ولا تدركون حقيقة من أنتم، ولكن الكل يعي أنكم طوال عشرين عاما من حكم الجنوب لم تقدموا لأبناء تلك المحافظات الذين تتباكون عليهم اليوم سوى سلسلة من المذابح والتصفيات والتهجير القسري والتصرفات الطائشة والرعناء التي لم يضع حداً لها سوى الوحدة، إنكم تتعامون عن الحقيقة المرة التالية وهي أن الوحدة قد تحققت وهي في حد ذاتها مكسب بصرف النظر عن طبيعة الظروف التي تحققت فيها وعن الاخطاء والتجاوزات التي ارتكبت باسمها، وبما أن عصابة اللصوص قد تمكنت من سحق عصابة القتلة والسفاحين فقد بات علينا الآن أن نراهن على المستقبل وأن ننظر إلى الأمام وأن نعمل جميعا على تخليص اليمن من نصف هذا المرض العضال الذي بقي متمثلا في عصابة اللصوص، فليس في تاريخنا -أيها السادة- ما يدعو إلى التباكي عليه، والأجدر بكم أن تتخلوا عن سلفيتكم وعن رجعيتكم القروية والمناطقية وأن تنبذوا نزعتكم الأصولية الماضوية، وأن تنضموا إلى الحركة الوطنية المتنامية من أجل التغيير ومن أجل انتزاع اليمن من براثن هذه العصابة، وتجيير إمكانياتها للبناء والتنمية ورفاه مستقبل الأجيال القادمة، أليس هذا خير من عويلكم ومن أصوليتكم وماضويتكم القروية والمناطقية التي جعلت منكم بواكي على الوهم وحتى لا تختلط عليكم الأمور مرة أخرى أكثرر بأن توصيفاتي أعلاه لا علاقة لها البتة بأبناء المحافظات الجنوبية ولا بمطالبهم المشروعة، ولا بالسياسيين الذين يطرحون مطالب وإصلاحات في إطار الوحدة الوطنية، وإنما تنطبق حصرا على تلك العصابة من القرويين والمناطقيين، من رافعي شعارات الانفصال وشعارات حق تقرير المصير دون غيرهم، آمل أن تتمكنوا من فهم هذا.
سؤال: سبعة آلاف لبنة يقطعها النظام لرجل واحد، ألم يكن بالإمكان أن تبنى على هذه المساحة مجمعات سكنية لأبناء القوات المسلحة الذين يقتلون في الذود عن النظام أو لأبناء المؤسسة الأمنية الذين يسكنون الحوانيت ويحرسون القصور؟
شكرا ابو غريب على النقل
|