في صنعاء - نعش العروبة - دقت آخر مساميره

[*الغريب*]

--------------------------------------------------------------------------------

الجنوب العربي والعودة لاستعادة ذاته القطرية
بقلم / صالح احمد البابكري* - المكلا برس التاريخ: 11/1/2009

الحراك الشعبي الجنوبي يبعث الروح الوطنية من جديد في ثوبها القطري والذي خبت لفترة وجيزة عمرها 41سنة لصالح الجهوية اليمانية والتي اتخذ منها شعب الجنوب العربي سبيل نضاله وجسر مساره نحو الوحدة العربية الشاملة متخطيا بذلك ومتحديا كل ما افرزته قرون التباعد العربي ’ الا ان هذه الاحلام التي كان شعب الجنوب العربي يتمسك بها في خلده وصحوه ذهبت ادراج الرياح بعد ان اصطدم بجبال اليمن الصلدة ومن هول الصدمة العنيفة صحى من احلام نومه ليجدها اضغاث احلام ليس لها مايسندها على الارض .. وكما قال الشاعر اليمني الكبير عبدالله البردوني في قصيده بعد توقيع اعلان الوحدة مع اليمن في 22مايو1990م يا بنت الظمج قولي لنا اي علي يقصي عليا , كما قال في قصيدته الاشهر في عهد حكم(( القاضي )) عبدالرحمن الارياني ’ وهو ثاني رئيس بعد الانقلاب الذي قاده الرئيس المشير عبدالله السلال عام 1962م والتي مطلعها فظيع جهل ما يجري وافظع منه ان تدري .. وهل تدرين ياصنعاء من المستعمر السري / غزاة لم اشاهدهم وسيف الغزو في صدري ..
كل هذا ولم ينتبه عرب الجنوب الا في خطاب الرئيس صالح في ميدان السبعين بصنعاء في 27ابريل 1994م والذي كان خطاب الحرب على الجنوب حيث لم ينته من اخر كلمة فيه حتى تم تدمير اللواء الجنوبي المدرع في محافظة عمران اليمنية في هجوم غادر وجبان ’ حيث استعان الرئيس صالح بعد ذلك بسفراء اميركا وفرنسا وبريطانيا لتهدئة الموقف’ لكنه عاد واستاْنف عدوانه على نطاق واسع على ارض الجنوب من شرقه الى غربه منهيا بذلك عقد اعلان الوحدة والشراكة ’ ليحتل اليمن كامل ارض الجنوب العربي في 7/7/1994م ’ وكان من المفترض ان يعلن عن تشكيل حكومة في المنفى للجنوب حيث كان يتواجد حكام الجنوب ’ خصوصا وعلي سالم البيض قد اعلن نهاية الوحدة الطوعية مع الجمهورية العربية اليمنية بصلاحيات مخولة من قبل الحزب الاشتراكي اليمني حملها له مبعوث من عدن الى المكلا في 20 مايو1994م واعلن فك الارتباط في 21مايو1994م مستندا على تفويض الحزب له ’ وهو ماسهل صدور قرارين من مجلس الامن الدولي حول الجنوب ... ويعد البعد الاقليمي مهما في ارساء دعائم الامن والاستقرار حيث عقدت دول مجلس التعاون الخليجي اجتماعا في ابهى ادانت فيه عدوان الجمهورية العربية اليمنية على جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ( الجنوب العربي) .
واليوم الحاضر لم يعد هناك ما يعيق او يحد من تحرك رموز وقيادات الجنوب في الخارج لتحريك المياه الراكدة التي بلغ بعد مضي عقد ونصف من الزمن وتفعيل كل الادوات الممكنة لاستعادة الدولة وتحرير الارض من الغاصب المحتل ’ من خلال تشكيل حكومة منفى واللجوء الى المؤسسات الدولية ((الامم المتحدة)) لتحريك القرارات المجمدة والقرارات ذات العلاقة باستقلال الجنوب العربي ... حيث ان شعب الجنوب بثورته السلمية هذه التي لم تهدأ ولن تهدأ حتى استعادة الذات كاملة ارضا ودولة وقد وضع اهم الشروط لنجاح مسيرته الجديدة نحو الانعتاق والحرية والاستقلال والانصهار في بوتقة واحدة ونسيان الماضي بكل تبعاته وجعله عبرة لمساره المنظور الا وهو التسامح والتصالح الذي بداْ به مشواره الجديد لخوض غمار تاريخه المتجدد ويكون بذلك سبق ومهد الطريق نحو افاقا مستقبلية واسعة تحكم علاقاته البينية 000 ان خطاب المجلس الوطني الاعلى الذي تم تاْسيسه بمدينة العسكرية في يافع الكتائب والفداء والبطولة بتاريخها المشرق الوضاء عبر مسيرتها الانسانية كحلقة من اهم حلقات العقد الجنوبي الموغل في اعماق التاريخ .. تحدث خطاب المجلس بوضوح تام لالبس فيه عن المستقبل للداخل والخارج بتوازن واستشراف متبصر ينم عن عقل جنوبي مقتدر وواقعي في طرحه متخليا عن شطحات الماضي ولذلك نكرر ان الداخل في الجنوب ينتظر من الزعماء في الخارج الاستفادة من المتغيرات المتسارعة التي تحدث في العالم وفي الاقليم لطرح القضية الجنوبية بكل ابعادها لان الوقت اصبح ملحا لذلك وغير قابل للنكوص في مثل هكذا احداث متوالية وسريعة .
* مساعد الناطق الرسمي بالمجلس الوطني الاعلى