مــــاذا لـــــو ؟

[عبدالله السنمي]

ماذا لو خالف باعوم التوقعات وقبل بمنصب رئيس مجلس قيادة الثورة وشرع بتغيرات جذرية في بنية المجلس وتطهيره من الاشتراكيين هل سيكون حينها مجلس قيادة الثورة الممثل الشرعي الوحيد والأوحد للثورة الجنوبية ؟

شكرا لك لانك استطعت ان تتوقع مثل هذه الفرضية التي لم تدر بخلد أحد ، خاصة بعد مرور مدة ليست بالقصيرة على علاج باعوم في الخارج قبل عودته .
وها قد عاد وفعل ما لم يكن بالحسبان .. اعلانه بيان بصفته رئيس لمجلس الحراك السلمي
وللاجابة على تساؤلك المطروح نطرح تساؤل آخر ربما قد يشغل بال البعض :
هل اعلان باعوم يعد بمثابة خذلان لرفاقه في المجلس الوطني الاعلى ؟؟
اقول ان ذلك ليس كذلك ، بل كان قرارا ذكيا ومدروسا بعناية فائقة ، لتحقيق المصلحة العليا
للقضية الجنوبية ، ولا أعتقد أن مهمة باعوم الآن هي تلك التي طرحتها بالحرف : تطهير المجلس من الاشتراكيين ، ولكن موقفه هذا سبقه اليه رفاقه في المجلس الوطني مثل طماح وشلال ،والمهندس عبدالله احمد - من هيئة النوبة - وهم يخوضون منذو انضمامهم الى مجلس الحراك مهمة إحداث توازن داخل مجلس الحراك لصالح القضايا التي كان يتبناها المجلس الوطني ، ولذلك فكرة التغيير في منهجيات وسياسات مجلس الحراك السلمي ستكون اسهل في احتوائها من الداخل ( اي وهم في داخل المجلس وليس خارجه ) وهذا الفريق يشكل اليوم كتله لا يستهان بها داخل مجلس الحراك السلمي .
والدليل على ذلك مسارعة المجلس الوطني لتلبية الدعوة التي وجهها باعوم ، لتكملة الحوار حول ما تبقى من القضايا التي يرونها حتمية قبل توحيد الصف بشكل كامل .
ربما وجد باعوم ان فكرة خطم مجلس الحراك السلمي الى طاولة الحوار لن تتحقق بل على العكس ستزيد التشظي والتخاصم ، ولكن الانجع هو انضمامه الى بقية من انضموا ومن هناك يبدأ التغيير على النحو الذي يأملونه ، ولو بالقدر المقبول .
تقبل تحيتي