![]() |
![]() |
|
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
![]() |
#1 |
قلـــــم فعـــّـال
تاريخ التسجيل: 2009-11-03
المشاركات: 366
|
![]() تحيه للاستاذ ابو عامر على طرح هذا الموضوع الاكثر من رائع والذي من خلاله اوردت الكثير من المسائل الشارده من ذهن الكثيرين ممن يصنفون
قيادات تأريخيه للجنوب ، كما ان المشاركين قد اثروا الموضوع بشكل موضوعي ملحوظ انا اذهب برأيي مع ما ذهبت اليه في موضوعك على اعتبار ان المسأله من اولها الى آخرها اخلاقيه قبل اي شيئ آخر ولكن للاسف فاقد الشيئ لا يعطيه ، لا جدال على ان التأريخ عباره عن مراحل تراكميه ومتحركه طبقاً ونوع المعطيات والظروف والاسباب ، ما كان جاري في الجنوب تأريخ لا يمكن ازالته من الذاكره ولا يمكن عودته بنفس مقاييسه ، الامر المحيّر ان من تبقى من قيادات التأريخ العدمي الذي قاد الى الزوال قد ربما انهم يعانون اكثر من غيرنا وربما انهم في حيره ــ البعض منهم ــ والسبب انهم لن يدركوا مقومات البناء الحضاري والعصري للشعوب ، فهم يميلون الى فلسفه صوتيه كجزء من ثقافه عربيه سائده ، فترى ان من اشهر مواهبهم انهم يعتقدوا انهم قد فعلوا الشيئ لانهم قد تحدثوا عنه ، اليسوا من قام بالا نتصارات وبناء الانسان لانهم قالوا انهم قد فعلوها ، اليسوا قد فعلوا كل امجاد الجنوب لانهم قد قالوا ذلك واعتقدوا انهم قد فعلوه لم يكن عبدالله القصيمي قد جانب الصواب عندما قال : انه لن يقاسي من الضياع والاغتراب من يتحدث الى الآذان والعقول والاخلاق والاصاله العربيه بغير الاختراق لكل حواجز وشروط واوامر المنطق والذكاء والتتهذيب والوقار والصدق والحب والتواضع والرؤيه بعيون غيير كاذبه او منافقه او جبانه او بليده او عمياء اي بعيون غير عربيه اي بعيون ليست امية القراءه والتفسير والتفكير والحوار والاخلاق . ان التفسير الدائم للانسان في وطننا يتصف بالسلبيه وكانها لا توجد علاقة مساءله او محاسبه او اي نوع من انواع الترابط الايجابي بين لسان الانسان وعينيه او تفكيره او ارادته او ضميره او حقيقيته او كينونته او قدراته في مواجهة الاشياء اننا نرى الجميع ونرى انفسنا نتحرك ونستنكنر ونصرخ ونلهث ونحن جميعاً عباره عن مفردات طائشه ملتاعه في كتاب مفتوح ... وعندما نحسب النتائج نجد ان عذابنا لا حدود له ويأتي اكثر هذا العذاب من انفسنا .... فنحن بعيدون عن انفسنا ... ولو نظرنا الى انفسنا ماكان حالنا هكذا والله سبحانه وتعالى يقول : وفي انفسكم افلا تنظرون........ ويقول ان الله لا يغير ما بقومٍ حتى يُغيروا ما بأنفسهم ......... صدق الله العظيم وما نراه على الواقع من اداء ناتج عن تراكم تأريخي نخشى ان يكون تكرار لظاهره صوتيه قاتله وكلما صحينا على جمله من الاحزان والآلام هربنا من بعضنا أكثر واصبحنا عباره عن كيانات متعدده ومعقده اكثر لاننا نمشي بعكس التيار او اننا نهرب الى الخلف ، فنحن في وطننا لم نتحدث عن بناء الانسان ووعيه رغم ما نسمعه من كلام الله في هذا الجانب ورغم ما تطرحه المراكز العلميه والمنهجيه للتنميه البشريه في مجال بناء الانسان فنحن مشغولين بالتفكير بالقيادات ــ تغيير قيادات ووضع قيادات اخرى على نفس قواعد وانماط السلوك الفكري القائم الذي لا ينتج إلاّ الصراع والمزيد من الصراع .... وترى الهم العام والثقافه العامه مصابه بهوس الوصول الى مواقع القيادات لانها اصبحت عايه ــ غايه قذره ــ واصبح الكل يريد ان يكون حاكماً او من انصار الحاكم ، واصبح حب الظهور والتفاني عليه نتاج لما يطرحه العقل السياسي او التوجه الثقافي على ظهر الواقع هناك من المؤرخين والمفكرين والكتاب والباحثين العرب الذين يعتبرون جبال منيعه فيما يطرحونه وقد لانكون نحن العامه إلا عباره عن حصوات او ذرات رمل بين تلك الجبال .... وهناك الكثير من اعمالهم التي تناقش مشاكل العالم العربي المتشابهه الى حدٍ كبير ... ومن الواجب تفهم ما يطرحوه ولكن اغلبهم يقول ان من الواجب الوقوف امام الذات .... وضرورة عودة المرء الى حيث يستطيع ان يعود كي يرى اوضح ويسمع اقوى ويلمس اقرب .... وامر طبيعي ان الانسان قد لا يصل الى حالة الكمال ولكنه اذا وقف امام ذاته واكتشف العالم الذي يسكنه قبل ان يكتشف العالم الخارجي الذي يسكن فيه وقام بتطويع وتهذيب نفسه بطريقه تنسجم مع العالم الذي يعيش فيه وكل فرد يقوم بنفس العمليه لحتى يتم تشكيل العقل الجمعي الذي يستطيع ان يستلهم الاهداف والمبادى الشامله التي يبنى على اساسها وطن ......اما الطريقه العكسيه في تنمية الوعي الذي يحاول به كل فرد تسخير وتكييف من حوله لصالحه الخاص وكل فئه او هيئه تفكر بنفس الطريقه وهي تسخير وتكييف الوطن لصالحها .... لن يؤدي إلاّ الى المزيد من التمزيق والضعف والهوان وبما انني اعتقد ان المد القومي الذي تم الاشاره اليه على اعتبارانه كان قائم الى جانب النشاط الاشتراكي في الجنوب كان غير متواجد على الساحه الجنوبيه بل ان النشاط الايديولوجي الاشتراكي كان صاحب طموح للوصول الى كل الديار العربيه والاجنبيه .... والقوميه او العروبه ليس لها تعريف لانها ماهية العربي ــ روحه وكيانه ـ ومهما حاول الاستعمار النيل منها فهي صفه ثابته وتلك الصفه تزداد لمعان بأداء العرب الايجابي وتتشوّه بأداء العرب السلبي ونهاية المطاف نحن يجب ان نقف امام العلم والمعرفه والعمل على استنهاضهما الى جانب الرديف الاساسي وهو نظام القيم الاخلاقيه والادبيه كي نتمكن من بناء الوعي الانساني الواقعي الوسطي الذي امر به الله لعباده .... والمطلوب من كل جنوبي محاكات العقل المحايد والبعد عن المزايده لاننا هنا نراهن على جيل جديد من ابناء الجنوب يعيدون له حلّته التي يستحقها ..... اما ما يسمى بباقي القيادات التاريخيه فنحن ننصحهم باعادت النظر كرتين الى القيم الاخلاقيه التي تبني الانسان قبل التفكير بالوصول الى الماده ... واستغفر الله ان يكون كلامي فيه شيئ من التنقيص بقيمهم او التشكيك فيها .... ولكننا امام حقائق تأريخيه عصيبه وامام جراح وآلام يعانيها الجميع من ابناء الجنوب .... فأن كان هناك بقايا من ايمان على من كان لديه الرغبه في مواصلة النضال ان يصلح ذاته بأكتشاف عالمه الداخلي وتغيير نفسه بما يرضي الله ويخدم الجنوب ومن لم يعد لديه القدره على العمل والتغيير الايجابي يفسح الطريق للاجيال .... فنحن وكما قال الاستاذ ابو عامر امام مدرسه تربويه تعليميه عمليه اخلاقيه عليا ــ انها الحراك المبارك ومهما طالت المراحل ستأتي ثماره مكلله بالنجاح باذن الله تعالى
__________________
معرفة العالم الذي يعيش فينا اهم من معرفة العالم الذي نعيش فيه |
![]() |
![]() |
![]() |
#2 | |
قلـــــم فعـــّـال
تاريخ التسجيل: 2009-10-08
المشاركات: 630
|
![]() اقتباس:
|
|
![]() |
![]() |
![]() |
#3 | |
قلـــــم فعـــّـال
تاريخ التسجيل: 2009-11-03
المشاركات: 366
|
![]() اقتباس:
بائع المسك وصانعهُ / لك التحيه والاحترام وشهاده اعتز بها عندما تأتي من انسان مثلك حتى لو كنت لم استحقها و لك الشكر على كل مساهماتك الهادفه التي تعتبر جزء اساسي وماده خصبه نستنير بها وناخذ منها ما يساعدنا على تقديم اي فكره كما تعلم اخي الكريم نحن امام مصيبه ذاتيه محصنّه اصبحت ظاهره ثقافيه بنسيج معقّد اجتبيناها من نزعه سلوكيه ومؤثرات تأريخيه على زمن طويل وما نراه من حركه ثقافيه على مختلف مشاربها فهي ظاهره صوتيه صوريه بعيده عن الانسان وحياته والسبب ان الانسان نفسه قد اصبح عاجز عن صياغة حياته او نياته او اخلاقه او عقله او ضميره او قوته او ضعفه في صياغة اي معنى من المعاني فلم يعد يؤثر فيه كلام الانبياء والعلماء والدعاه والمعلمين والقاده والمفكرين والمرشدين ، لقد اصبحت الهوّه والفاصل كبير بينه وبينهم ، فمهما حاول أولئك الاقتراب من الانسان لعلّهم يحدثوا في حواجزه واسواره وحصونه المغلقه اي شروخ او صدوع لينفذوا منها الى ذاته المعقمه ضد الاصابه بأي قيمه حضاريه او فكريه او انسانيه او اخلاقيه او نفسيه .... ان ذات الانسان الجنوبي او الشمالي او العربي محصنّه تحصيناً لا تستطع اختراقه اي قوّه من قوى الفكر او الحضاره او الذكاء او الجمال او الحب او النقاء او الصفاء........ للاسف انها لا توجد اي علاقات بين ذات الانسان وما يُقال له ويقول لقد ذهب كل أولئك الذين اتوا الى الانسان العربي دون ان يأخذوا منه شيئ او يهبوه شيئ ، لم يأتي من هو اطهر من نبي الله محمد عليه افضل الصلاه والسلام ..... فماذا ترى مما ترك من حجته البيضاء ..... لا ترى شيئ ولكنك تسمع ظاهره صوتيه يشدك بها اللاذان ويحرّك اعماق نفسك ترتيل القرآن القريم .... وتهزّك وتبكيك بعض الخطب وانت تسمعها ..... ولكن اين المعامله الاسلاميه العادله الذي يحتكم لها الحاكم والمحكوم .... اين السلوك والاخلاق الانساني الذي اتى من اجله رسولنا الكريم ــ وما بُعثتُ إلاّ ان أُتمّم مكارم الاخلاق ــ وما نراه اليوم لم يتجاوز حدود الظاهره الصوتيه فالانسان لم يكن شيئاً مما يُقال له ، كما لا يكون شيئاً مما يقول هو .... اي انه لم يعد يحترم او يعرف شيئاً مما يقول لنفسه او يقوله للآخرين او عنهم انه يتحرّك ويقول بالتفاسير والنيات واضغاث الاحلام التي بها يعطس ويسعل ويتثاءب ويتحرّك ويتوالد ويمرض ويموت ويحقد ويكره .... الخ ان تعاليم العصر الذهبي القصير للاسلام ، التي غيرّت طبيعة العربي وعقليته وجعلت منه انسان له عقل ينتج المعرفه ويحلل ويحكم ويوازن بطريقه محايده وعادله ، وله روح تحمل كل معاني القيم الروحيه والانسانيه والادبيه والجماليه .... استطاعت واستطاع بها العربي ان يعتلي على صهوة التأريخ من اوسع ابوابه وشكّل اكبر امبراطورية عداله عرفها التأريخ اما اليوم وبعد انحلال تلك المعارف والقيم ترى العربي يعود الى طبيعته البدويه ـــ ونحن نعلم ماذا قال الله عن الاعراب ــ النرجسيه الهائمه بالصوت والصوره الخياليه ..... فترانا نترفع على بعضنا في الجنوب ونترفع على بعضنا داخل الاقطار ونترفّع على بعضنا بين الاقطار ، ونبحر في دهاليز الخيال .... وعند النظر الى الواقع العربي القطري او الواقع العربي العام .... لم تر شيئ على الواقع مما يقال ..... وكل العرب مجتمعين لا يحركون جناح بعوضه امام اسرائيل ..... لان العربي لم يسمع الى كلام الله ويغيّر نفسه .... بل ان انفصام الشخصيه المعرفيه والسلوكيه عند العربي ظلّت مسيطره لان العربي لا توجد له اي علاقه بينه وبين ما يُقال له او يقول .... وترى من يأتي بالعذر اقبح من الذنب ويأتي ليبرر واقع العربي والصراعات القاتله التي يعيشها من قرون والتآكل الداخلي الذي يتزعمه الحاكم العربي ويخطط له صهاينة الغرب وينفذه العربي بيده ... ويقول لك هذه هي مشيئة الله فلا تتعارض معها ولا تحاول البحث في اسبابها ومعالجتها كي تستطيع الوقوف على قدميك .... وايصال الرساله التي انت مُكلّف بها وتكون شريك ايجابي في هذا العالم وليس تابعاً وعبداً مأمور وسلبي بنفس الوقت ..... ولهذا ترى الاوضاع تمشي من شيئ الى الاسوى وخير مثال يجسّده التأريخ امامنا ولنتامل حصيلة قرن من الزمان وبالذات بعد ان تخلّى العرب عن مرجعيتهم الثقافيه وانحدروا بعد السياسه حسب توجيهات الغرب الذي حل محل الخلافه التركيه الذي اعتبرها العرب استعمار انذاك وقاموا بالثوره ضد الاتراك وادخلوا محلهم الغرب ولم يميز العرب بين الاتراك والغرب .... وتكمن الغرب ومستشرقيهم وحكام السوء العرب من قلب كل المعادلات وابعاد العربي عن اصالته وعرفه ودينه بل انهم توهوا وعيه ..... واوهموه بالقيام بالثواراة التحرريه .... واندفع العرب كظواهر صوتيه حمقاء لا تعي الفرق بين العدو والصديق ...... وكم من الثوراة وحركات التصحيح والتعطيل قامت وكم سفكت من الدماء العربيه ... وكم رُفعت من الشعارات وكم ابدع من المفكرين والادباء والسياسيين وكم من الخطب العصماء والارتجاليه سمعنا ........ وكم وكم وكم من اشياء ولكنها كانت اصوات ولم تترك على الارض إلاّ الاحزان والمعاناه وجعلتنا نتآكل من الداخل ونكون طعماً و وجبه سهله ودسمه يحصل عليها غير العرب وخادميهم من العملاء ... فيصبح هكذا الحال الانسان العربي وكل مقدراته بيد غيره ........... فلا حل لهذه المصيبه إلاّ بالنظر الى النفوس وتغييرها كما امر به المولى عز وجل
__________________
معرفة العالم الذي يعيش فينا اهم من معرفة العالم الذي نعيش فيه |
|
![]() |
![]() |
![]() |
#4 | |||
قلـــــم فضـــي
تاريخ التسجيل: 2010-02-26
المشاركات: 1,519
|
![]() اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
أكرر تحيتي للأستاذ أبو عامر وأقدم التحية لكاتب هذه الأسطر ..الأستاذ بائع المسك ...و الأستاذ بلعيد ... فلم أجد أعظم من هذه الكلمات .. توصيفا سليما لأحد جوانب الإنسانية ...فاستحثتني أن اجدد عودتي مرات ومرات لهذا الموضوع الأكثر من رائع .. لقد وجدتُّ أنها كلمات يتطلب فهمها ... عقلٌ شفاف .. وانسانية شفافة .. تستشعر الآم الإنسانية ... وتعترف بمكامن العيب فيها ... لتوظفها في خدمة الإنسانية ذاتها ... الجنوب ... الإنسانية ... الترابط الإجتماعي ... كلٌّ مترابط برغم أنَّه يتجزاء من بعضه ... إنَّ نتائجه هي من ستجعل لـ ... كتاب التاريخ الجنوبي ... موقعاً ليس له نظير .. بين كل كتب التاريخ السياسي المعاصر .. على يد قادة الجنوب السياسيين .... وأُدباءه .. وشعبه الذي قدم للثورة كلَّ مافيه . وأوقع على مداخلتي بما ختم به الأستاذ منصور به .. نوريته .. الحراك ... مدرسه تربويه تعليميه عمليه اخلاقيه عليا ــ انها الحراك المبارك ومهما طالت المراحل ستأتي ثماره مكلله بالنجاح بإذن الله تعالى كنُّا في زمنٍ نظنُّ أن وجود اقلام من نور يتخلل نورها ظلمة أفكارنا وصدورنا ... قد بداءت في الانقراض ...
لكنِّي اليوم وفي هذا المنتدى ... افتخر بأن اسير في نورها ... وخلف مسيرها سأكتب .. وستضيء للعالم من حولنا .. ولم يكن العيب في وجودها ... بل وجدت العيب في أنَّا يجب أن نبحث عنها
__________________
إِذاْ جَاْرَ الْأَمِيْرُ وُحَاْجِبَاْهُ
وَقَاْضِيْ الْأَرْضِ أَسْرَفَ فِيْ الْقَضَاْءِ فَوَيْلٌ بَلْ أَلْفُ وَيْلٍ لِقُضَاْةِ الْأَرْضِ مِنْ قَاْضِيْ الْسَّمَاْءِ |
|||
![]() |
![]() |
![]() |
#5 | |
قلـــــم فعـــّـال
تاريخ التسجيل: 2009-10-08
المشاركات: 630
|
![]() اقتباس:
|
|
![]() |
![]() |
![]() |
#6 |
قلـــــم فعـــّـال
تاريخ التسجيل: 2009-10-08
المشاركات: 630
|
![]()
[quote=منصور بلعيد;353960]
بائع المسك وصانعهُ / لك التحيه والاحترام وشهاده اعتز بها عندما تأتي من انسان مثلك حتى لو كنت لم استحقها و لك الشكر على كل مساهماتك الهادفه التي تعتبر جزء اساسي وماده خصبه نستنير بها وناخذ منها ما يساعدنا على تقديم اي فكره كما تعلم اخي الكريم نحن امام مصيبه ذاتيه محصنّه اصبحت ظاهره ثقافيه بنسيج معقّد اجتبيناها من نزعه سلوكيه ومؤثرات تأريخيه على زمن طويل وما نراه من حركه ثقافيه على مختلف مشاربها فهي ظاهره صوتيه صوريه بعيده عن الانسان وحياته والسبب ان الانسان نفسه قد اصبح عاجز عن صياغة حياته او نياته او اخلاقه او عقله او ضميره او قوته او ضعفه في صياغة اي معنى من المعاني فلم يعد يؤثر فيه كلام الانبياء والعلماء والدعاه والمعلمين والقاده والمفكرين والمرشدين ، لقد اصبحت الهوّه والفاصل كبير بينه وبينهم ، فمهما حاول أولئك الاقتراب من الانسان لعلّهم يحدثوا في حواجزه واسواره وحصونه المغلقه اي شروخ او صدوع لينفذوا منها الى ذاته المعقمه ضد الاصابه بأي قيمه حضاريه او فكريه او انسانيه او اخلاقيه او نفسيه .... ان ذات الانسان الجنوبي او الشمالي او العربي محصنّه تحصيناً لا تستطع اختراقه اي قوّه من قوى الفكر او الحضاره او الذكاء او الجمال او الحب او النقاء او الصفاء........ للاسف انها لا توجد اي علاقات بين ذات الانسان وما يُقال له ويقول لقد ذهب كل أولئك الذين اتوا الى الانسان العربي دون ان يأخذوا منه شيئ او يهبوه شيئ ، لم يأتي من هو اطهر من نبي الله محمد عليه افضل الصلاه والسلام ..... فماذا ترى مما ترك من حجته البيضاء ..... لا ترى شيئ ولكنك تسمع ظاهره صوتيه يشدك بها اللاذان ويحرّك اعماق نفسك ترتيل القرآن القريم .... وتهزّك وتبكيك بعض الخطب وانت تسمعها ..... ولكن اين المعامله الاسلاميه العادله الذي يحتكم لها الحاكم والمحكوم .... اين السلوك والاخلاق الانساني الذي اتى من اجله رسولنا الكريم ــ وما بُعثتُ إلاّ ان أُتمّم مكارم الاخلاق ــ وما نراه اليوم لم يتجاوز حدود الظاهره الصوتيه فالانسان لم يكن شيئاً مما يُقال له ، كما لا يكون شيئاً مما يقول هو .... اي انه لم يعد يحترم او يعرف شيئاً مما يقول لنفسه او يقوله للآخرين او عنهم انه يتحرّك ويقول بالتفاسير والنيات واضغاث الاحلام التي بها يعطس ويسعل ويتثاءب ويتحرّك ويتوالد ويمرض ويموت ويحقد ويكره .... الخ ان تعاليم العصر الذهبي القصير للاسلام ، التي غيرّت طبيعة العربي وعقليته وجعلت منه انسان له عقل ينتج المعرفه ويحلل ويحكم ويوازن بطريقه محايده وعادله ، وله روح تحمل كل معاني القيم الروحيه والانسانيه والادبيه والجماليه .... استطاعت واستطاع بها العربي ان يعتلي على صهوة التأريخ من اوسع ابوابه وشكّل اكبر امبراطورية عداله عرفها التأريخ اما اليوم وبعد انحلال تلك المعارف والقيم ترى العربي يعود الى طبيعته البدويه ـــ ونحن نعلم ماذا قال الله عن الاعراب ــ النرجسيه الهائمه بالصوت والصوره الخياليه ..... فترانا نترفع على بعضنا في الجنوب ونترفع على بعضنا داخل الاقطار ونترفّع على بعضنا بين الاقطار ، ونبحر في دهاليز الخيال .... وعند النظر الى الواقع العربي القطري او الواقع العربي العام .... لم تر شيئ على الواقع مما يقال ..... وكل العرب مجتمعين لا يحركون جناح بعوضه امام اسرائيل ..... لان العربي لم يسمع الى كلام الله ويغيّر نفسه .... بل ان انفصام الشخصيه المعرفيه والسلوكيه عند العربي ظلّت مسيطره لان العربي لا توجد له اي علاقه بينه وبين ما يُقال له او يقول .... وترى من يأتي بالعذر اقبح من الذنب ويأتي ليبرر واقع العربي والصراعات القاتله التي يعيشها من قرون والتآكل الداخلي الذي يتزعمه الحاكم العربي ويخطط له صهاينة الغرب وينفذه العربي بيده ... ويقول لك هذه هي مشيئة الله فلا تتعارض معها ولا تحاول البحث في اسبابها ومعالجتها كي تستطيع الوقوف على قدميك .... وايصال الرساله التي انت مُكلّف بها وتكون شريك ايجابي في هذا العالم وليس تابعاً وعبداً مأمور وسلبي بنفس الوقت ..... ولهذا ترى الاوضاع تمشي من شيئ الى الاسوى وخير مثال يجسّده التأريخ امامنا ولنتامل حصيلة قرن من الزمان وبالذات بعد ان تخلّى العرب عن مرجعيتهم الثقافيه وانحدروا بعد السياسه حسب توجيهات الغرب الذي حل محل الخلافه التركيه الذي اعتبرها العرب استعمار انذاك وقاموا بالثوره ضد الاتراك وادخلوا محلهم الغرب ولم يميز العرب بين الاتراك والغرب .... وتكمن الغرب ومستشرقيهم وحكام السوء العرب من قلب كل المعادلات وابعاد العربي عن اصالته وعرفه ودينه بل انهم توهوا وعيه ..... واوهموه بالقيام بالثواراة التحرريه .... واندفع العرب كظواهر صوتيه حمقاء لا تعي الفرق بين العدو والصديق ...... وكم من الثوراة وحركات التصحيح والتعطيل قامت وكم سفكت من الدماء العربيه ... وكم رُفعت من الشعارات وكم ابدع من المفكرين والادباء والسياسيين وكم من الخطب العصماء والارتجاليه سمعنا ........ وكم وكم وكم من اشياء ولكنها كانت اصوات ولم تترك على الارض إلاّ الاحزان والمعاناه وجعلتنا نتآكل من الداخل ونكون طعماً و وجبه سهله ودسمه يحصل عليها غير العرب وخادميهم من العملاء ... فيصبح هكذا الحال الانسان العربي وكل مقدراته بيد غيره ........... فلا حل لهذه المصيبه إلاّ بالنظر الى النفوس وتغييرها كما امر به المولى عز وجل فلا حل لهذه المصيبه إلاّ بالنظر الى النفوس وتغييرها كما امر به المولى عز وجل
فعلاً لقد قادتك منهجيتك الصائبة إلى تحديد جذر المشكلة وعلاجها .. صدقت صدقت صدقت استاذي الفاضل ان إصلاح وتغيير النفس هو المدخل لحل المشكلة فهذا هو القانون والناموس الإلهي للتطور والتغيير (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) فهذا مبدأ عام في التغيير لم يضعه أو يقره بشر بل خالق كل شيء ومبدعه وأساس هذا القانون هو أن : (ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك...) " النساء 79 " (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ) "الشورى 30 " ... إذن فطالما وخالقنا يقول لنا ــ وقوله الحق ــ ويرشدنا ــ وهو الهادي إلى سواء السبيل ــ إلى أن أساس وسبب كل مصائبنا يرجع إلى خلل وذنب ارتكبته نفوسنا حتى ولو تراءى لنا بأن هناك أسباب أخرى أو كانت بالفعل هناك أسباب أخرى ، فإنه لا مناص للخلاص من ذلك وتغييره إلا بإصلاح وتغيير نفوسنا فمن هنأ وعبر هذا القانون وحده يبدأ تغيير واقعنا وإصلاحه .. وما نراه من حركه ثقافيه على مختلف مشاربها فهي ظاهره صوتيه صوريه بعيده عن الانسان وحياته والسبب ان الانسان نفسه قد اصبح عاجز عن صياغة حياته او نياته او اخلاقه او عقله او ضميره او قوته او ضعفه في صياغة اي معنى من المعاني .. أتدري ما هو سبب ذلك بنظري ؟ هو أن العلم قد انفصل عن الثقافة والثقافة قد انفصلت عن الأخلاق والقيم ، فصارت ثراء معرفياً مجرداً عن القيم أي ما يسمى ثقافة استهلاكية يتوصل من خلالها المثقف لتحقيق طموحاته ونزواته الشخصية المشروعة وغير المشروعة ، بينما الثقافة بمفهومها الصحيح هي ارتقاء فكري ووجداني أي ثراء معرفي مقترن بسمو أخلاقي ووازع ديني ، الحديث حول هذه المسألة طويل ، ما أود لفت النظر إليه إننا ابتعدنا وجرفنا التيار بعيدا عن ثقافتنا الإسلامية لعل من أسباب ذلك الفهم الخاطئ للإسلام الذي جسدته اليوم بعض الجماعات المتعصبة له وعليه .. اسأل الله الهدية للجميع |
![]() |
![]() |
![]() |
#7 | |
قلـــــم ماســــي
تاريخ التسجيل: 2008-02-14
الدولة: الجنوب العربي
المشاركات: 18,528
|
![]() اقتباس:
أولا أشكرك بعمق على هذا الطرح الجميل والمشاركة النوعية الرائعة . ثانيا أنا لست بصدد مناقشة أفكارك لأني متفق معها تماما ويسعدني أن يمر على موضوعي مثل قلمك. ولكن لا مانع من أن أؤكد بعض الأمور التي أشرت إليها بأسلوبك الجميل . فالبعض من القادة يعتقد بان مايقوله هو الحكمة البالغة والمنهج السوي وانه إذا سار الناس عليه اهتدوا إلى الصراط المستقيم ولا يتورع البعض منهم من تذكيرنا بما قاله وأكده وانه صاحب البصيرة والرأي الذي لامثيل له . مشكلتنا في التعامل مع القيادات تكمن في أمرين أراهما كما أنت عليه في طرحك وهما : الاعتقاد بالهام القادة وقدراتهم الفذة والتي يراها هؤلاء البعض بأنها ملكة خاصة ولهذا تجد منا من هو على استعداد لكي يموت لأجل ذلك القائد واعتقد أن هذا امتهان للإنسان وآدميته ولشخصيته المتفردة بطبيعة الحال . والبعض الآخر على النقيض من ذلك فهو متمرد ومعارض لكل شيء وأي شيء ولا توجد لديه أدنى ثقة بالقائد وبالتالي تحرم القيادات مع مثل هؤلاء البعض من فرص السيطرة على القرار ونفاذه . والخلل يكمن في عدم الاهتمام والمراعاة لكينونة الإنسان وأهميته الفردية في المجموع وأيضا الفوضى وترهل العمل في الحالة الثانية . حالة التشرذم والفوضى الموجودة ماكان لها أن تكون لو أن كل واحد منا لديه رؤية لما يريد بشكلها الواضح فهدف الاستقلال يحتاج إلى معرفة لما هو هذا الهدف وما نتوخاه من وراءه وماهو الوطن الذي ننشده وكيف سيكون وضع كل شرائح وفئات المجتمع . من خلال طرحك هذا استبدت بي الحيرة ماذا يريد هؤلاء القادة الذين نسميهم تاريخيون؟ ما المطلوب وكيف يفهمون الثورة الجنوبية وهل يعتبرونها الملم الشامل أم مجرد وسيلة لغايات أخرى ؟ وماهي تلك الغايات أن وجدت؟ وما حجمها وما تأثيرها على مستقبل وطن وشعب في سياقه التاريخي؟ لك التحية أخي منصور بلعيد على مداخلتك القيمة جدا والرائعة.
__________________
تَهونُ عَلَينا في المَعالي نُفوسُنا * * وَمَن يَخْطَبُ الحَسناءَ لَم يُغلِها المَهرُ
|
|
![]() |
![]() |
![]() |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الماوري والموقف الصعب جدا جدا !! محاوله للقراءة في مقالاته الأخير | نزار السنيدي | المنتدى السياسي | 9 | 2011-08-29 01:04 AM |
أطالب القياداة التاريخية بالانتحار!!! خدمة للقضية الجنوبية ولتاريخهم النضالي؟ | المصرب | المنتدى السياسي | 15 | 2011-04-13 03:04 AM |
هل تكفلة القيادات التاريخية بتفتيت الثورة الجنوبية نيابة عن النظام اليمني ؟؟؟ | سيف العدل | المنتدى السياسي | 18 | 2010-12-01 03:16 PM |
لن ( تجتمع ) القيادات التاريخية إلا بعد هذا .. !! | ســـــاره | المنتدى السياسي | 26 | 2010-10-30 03:50 AM |
ينتهي وصف القيادات الجنوبية بالقيادات التاريخية عند تخليها عن مشروع الاستقلال | اووكي | المنتدى السياسي | 0 | 2010-07-31 12:19 AM |
|