![]() |
القيادات التاريخية الجنوبية والموقف الصعب
القيادات التاريخية الجنوبية والموقف الصعب.. مقدمة: بكل تأكيد لكل منا حياة ارتضاها وطريق اختارها ومبادئ آمن بها . وبدون شك ليس ما ارتضيناه في الحياة مضى كما أردنا ولا الطريق الذي اخترناه كان مستقيما ومطواعا كما شئنا ولكن المبادئ تظل هي تلك لا تتزحزح ولا تتغير وأي مبادئ لا تنصر الحق ولا تعبر عنه ولا تمثله فهي مبادئ شيطانية ونزعات نفسية غير سوية ورغبات أنانية ضيقة مهما اكتست من مظاهر ومهما لبست من ثياب فضفاضة وواسعة . قيل يوما للإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه : كيف نحكم على الرجل منا انه على الحق أو الباطل، وأعماله وتاريخه يقف حائلا بين ما كان عليه فيما مضى وماهو عليه الآن ؟ فقال لسائليه: أتظنون الحق يعرف بالرجال؟ قالوا: نعم. وبأي شيء آخر يعرف الحق إذا؟ قال الإمام كرم الله وجه: من هنا ألتبس عليكم الأمر وتشاكل ، فالحق لا يعرف بالرجال، والباطل لايعرف بالرجال ، ولكن .. اعرف الحق تعرف رجاله واعرف الباطل تعرف رجاله. من هذا المنطلق ومن موقف التمييز بين الحق والباطل بمعناه العام ومفهومه السرمدي فالمسالة لا تعدو أن تكون إحساس في القلب يتملكه ويحتويه وشعورا في الضمير لديه إشارات تشبه الإشارات الضوئية ولكنها لا ترتبط بالتوقيت الزمني بل بلحظة النية والفعل. في الحقيقة نحن لا ندري كم سنعيش وكيف سنحيا ولكن مانختاره من مواقف وما نقدمه من أعمال يحدد أهمية الحياة بالنسبة لنا وتعتبر تلك الأفعال حسابا آخر لسنوات الحياة التي عشناها والتي نطمح لنعيشها فالعبرة بالكيف دائما وليس بالكم . الموضوع: بعد هذا،، ونحن نتحدث عن القيادات التاريخية الجنوبية فالمقصود بذلك هي تلك الشخصيات التي عاشت وخاضت واعتركت بمنعطفات تاريخية هامة في الجنوب وعلى المستوى العربي والدولي وكان لها دورها في الأحداث والمراحل المتغيرة وانتقلت بشخوصها وأفعالها في المتغيرات والتقلبات التي مر بها الوطن الجنوبي وعانى منها الشعب الجنوبي . والمتغيرات التي نعنيها – هنا - هي الفترات الهامة التي عاشها الشعب الجنوبي منذ فترة الاستعمار البريطاني والثورة الجنوبية التحررية ومرحلة الدولة الجنوبية ما قبل الوحدة ومرحلة الوحدة اليمنية فيما هو معروفا بدولة الجمهورية اليمنية. المرحلة التاريخية التي نشأ فيها وترعرع ذلك الجيل منذ الخمسينات والستينات كانت مرحلة عرفت فيها منطقتنا والعالم اجمع غليانا ثوريا في كل مكان وكان مظهره في منطقتنا بين المد الشيوعي والبعث القومي أو الخليط بينهما . وليس مجالنا هنا التطرق إلى أسباب انتشار تلك الأفكار والنظريات بذلك الحجم والتأثير ولكن بالتأكيد كانت مرحلة انحسار نسبي في الفكر الديني والاجتماعي التقليدي خاصة في الجنوب . القيادات التاريخية المقصودة عاشت تلك الفترة ونهلت من أطروحاتها الكثير وهو مايفسر سر التقلبات والتصادمات المتتالية في فكر تلك لقيادات ونوازعها وطموحاتها . وفي كل أو بعض المراحل التي مر بها وطننا لم تخرج تلك القيادات عن هذين المفهومين " الاشتراكي أو القومي" وبالتالي كانت تلك الحياة التي عاشتها تلك القيادات ممزوجة حتى في اشد أتون الصراع وأكثره دموية بهذه القيم والأفكار . ونحن نعرف انه جرت أحداث عاصفة ومتغيرات فلسفية أطاحت بدول ونظريات وأفكار كانت تعتبر راسخة ومقدسة لايمكن أن تزول في فكر تلك القيادات ولكنها زالت ! وهذا اوجد فراغ في القيم والأفكار والطموحات وهذا أيضا من أهم أسباب وأسرار المواقف المترددة والمتذبذبة لتلك القيادات في الأحداث الآنية والتي هي بكل تأكيد موقفا معكوسا لا يمكن أن يستوعب أو يدرك لتلك القيادات . فمن الصعب وبعد مقاربة انتهاء العمر الانتقال من النضال الأممي والقومي والوحدوي إلى أفكار ومتطلبات في التضاد معها بل ولم يكن يخطر في البال لدى تلك القيادات أن تكون في مثل هذا الموقف الصعب جدا الذي وجدت نفسها فيه والذي يعتبر بالنسبة لها طارئ يبدد كل القناعات وكأنه لامعنى لها ويجعل الأعمال التي عاشوا لأجلها في خبر كان. المرحلة التي يمر بها وطننا الجنوبي ويعيشها الشعب الجنوبي مرحلة جديدة بظاهرها ومضمونها فهي مرحلة نضال شعبي ثوري وطني إنساني يصنع معجزات أذهلت العدو قبل الصديق وهي مرحلة تصنع قادتها وتختارهم بعناية برغم مايبدو لنا في ظاهره تشرذم واختلاف بينما هو في مضمونه وحقيقته تعدد وثراء . مرحلة طرفي الصراع فيها متناقضان أخلاقيا ومتضادان في الوسيلة فطرف " نظام الاحتلال" يستنجد بكل الأكاذيب والأوهام والتمييز العنصري ويتعلق بكل حبائل الشيطان والطرف الآخر " الشعب الجنوبي ممثلا بحراكه العظيم" يتبنى الأخلاق القويمة كالصدق والنبل والتضحية والتعلق بحبل الله العظيم فالأول يستخدم آلة التدمير والقتل والقيد والأغلال والآخر يقاتل بالهتاف والرايات وبالصدور العارية ، الأول يعتمد على الشعارات والإمكانيات المالية والإعلامية والدبلوماسية والآخر يعتمد على الله والأمل والمنى والشعور بجمال الأيام التي لامحالة آتية. إذاً فالمرحلة الحالية تتطلب توجه مختلف عن توجهات تلك القيادات التاريخية وتنشد مخاضا مختلفا تمتزج فيه كل التطلعات والأماني الشخصية والعامة في نشيد خالد ومجيد وحياة لها معنى إنساني عظيم ينبع عن أصالة يفتخر بها وأماني رائعة ليس لها مثيل وهذا سبب آخر جعل تلك القيادات ترى نفسها لامحل لها فيه ويتناقض مع أفكارها ومع نظرتها لنفسها كعلامات متميزة من الصعب تفكيكها وإعادة تركيبها بشكل آخر . طبعا هذا الحكم أو الاستنتاج المنطقي لا يمكن أن نطبقه على كل تلك القيادات لان منها من انصهر في بوتقة العمل الشعبي وتبنى النضال الإنساني وعاش معه وتمرحل فيه ولهذا وجد نفسه تتلاءم مع هذا التناغم الإنساني الخلاق وتعبر عنه ولا ترى هنالك تناقضات أو تضادات بين المرحلة الآنية والمراحل السابقة فالمسالة من أولها إلى آخرها هي أخلاقية قبل أي شيء آخر وهو مالم تستطع أن تستوعبه تلك القيادات التاريخية أو أنها لم تحاول أن تفكر وتدرس الأمر برمته . الخلاصة: كثيرا مانرى أبناء الجنوب يناشدون ويستنجدون ويطالبون تلك القيادات التاريخية أن تأخذ موقعها القيادي وتستخدم إمكانياتها التي كونتها تاريخيا لمصلحة الجنوب وما يتوق إليه وكثيرا ما نرى تلك القيادات مترددة وغامضة وأحيانا لاتعرف هي نفسها ماذا تريد وهو ماجعلها في وضعية غير فعَّالة وكأنها هي بذاتها تنتظر مرور الأيام لكي ترحل إلى الموت بدون أي تبعة تحسب عليها أو ربما تنتظر ماستسفر عنه الأحداث لكي تقرر أين تكون لأنه بنظرها لم يعد هنالك طريق لائحة ولا نهاية واضحة ولهذا فهي متذبذبة بين الفيدرالية والتغيير والتشطير أو بقاء الحال على ماهو عليه . ونقول أخيرا أن من لم يفهم حتى الآن مايجري وماهو قائم لايمكنه أن يفهم ذلك في الغد فالقيادات التاريخية أصقلتها التجارب ومارست السياسة ردحا طويلا من الزمن وهي ليست بحاجة إلى المناشدات أو لكي تتعلم السياسة الآن ولا في العمر بقية لكي تقلب ظهر المجن لتاريخها الشخصي والعام ولكل ما مضى . فلندعها لضميرها ولأخلاقها وللحقيقة القادمة التي لم تدركها حتى الآن، فالحراك الجنوبي هو معلّم اكبر بامتياز كفيل بان يجعل كل الأهرامات والهامات الكبيرة صغيرة جدا أمام هذا الزخم الجماهيري الإنساني العظيم البازغ من الجنوب العربي ارض الكرامة والعزة ومهد الحضارة والتاريخ وعشّاق النور والحرية. أبو عامر اليافعي |
من الجنون إن يكرر ألأنسان الشيء نفسه ويتوقع نتايج مختلفة
(أينشتين) |
اقتباس:
أخيراً اراني اذهب مع ما قاله ابو عامر في آخر مقاله واؤيد ما قاله بقوة وهو ان القيادات لديها من الخبرة ما تكفي لترى ما هو الصواب فلا تحتاج الى مناشدات منا وتعليم لسياسة ولكن لندعها لضميرها وأخلاقها ... تحيتي |
مع الماده كما وردة اخي ابوعامر وهدا يعبر عن راي الشخصي لم اجد الي الاءن من القياده الحاليه شخص يقعنني لانهم جميعا لم يثبتو جدارتهم بالثقه الدي اعطاتهم شعبي وكل واحد منهم يبحث عن مصالحهم شخصيه هدا من وجه نطري والله واعلم وتقبلو تحياتنا مع خالصه الود.
|
تحيه لايمكن للرجل ان يكون ثوري مرتان فقد مر بتجارب صعبه وخطيره احيانا لايحاول حتى ان يتذكرها تلك القيادات اصبحت هي الواجهه فا الانسان يكون مندفع وحماسي لاي موضوع او قضيه طالما وهو يقف خلف قائد ولكن عند مايكون ذلك المتحمس والمندفع هو القائد والواجهه يجد نفسه يحسب الامور لانه يكون هو المسؤال على مصير ممن يقودهم وتختفي الحماسه والاندفاع قياداتنا مقيدون بتاريخهم وهم يدركون كثير من خفايا الامور والتي حدثت في فتره ماضيه فتلك تعد نقطة ضعف لديهم تمنعهم من اتخاذ المواقف الايجابيه خوفا من انعكاس الحال من وجهة نظر ي يجب جعل التاريخ القديم تاريخ ويشمل معه اشخاصه لانهم للاسف كانوا عثرات نحو التقدم وينظر لهم كرموز للماسي ورموز لتاريخ اسود على الشباب استلام مرحلتهم والقيام بدورهم ولك التحيه |
الاخ ابو عامر
كنت اتمنا ات تحدد لنا بالاسماء من هي القيادات التاريخه للجنوب هل عددهم ثلاثه او الربعه او خمسه سته عشرين لكي يتضح لنا وللجميهع من هم القيادات الجنوبه الذي ينطبق عليهم بقيادات الجنوب التاريخيه .... |
اقتباس:
نعم القيادات لها من الخبره ما يكفيها ولهذا ذهبت بشعب ودوله وثروه الخ الى باب اليمن وانا متاكد ان القيادات التاريخيه تعمل بوضوح للبقاء باب اليمن ما عدى الرئيس الجنوبي علي سالم البيض الذي قرر الصمود ولبقاء بجنب شعبه وخيارات الشعب الجنوبي بعيدا عن التكتيك الله اعلم اي ضمير تقصدون واي اخلاقيات فمن لديه ضمير واخلاق تجاه شعب محتل ويرضخ تحت اسواء احتلال وكان لهم دور بما بما يعانيه الشعب الجنوبي اليوم فسيكون له موقف واضح او ان ياخذ الصمت بعيد عن الوقوف امام خيارات شعبه فقد اثبت الرئيس البيض انه رئيس يملك الاخلاقيات وضمير الذي يليق بشعب الجنوب وعلى الجميع الالتفاف حوله واي قيادات تاريخيه اخرى صامته فعلينا احترام صمتها واي قيادات بما يسمى تاريخيه تعمل للالتفاف على خيارات الشعب الجنوبي فعلينا ان نوقف عن محاوله الالتماس وتبرير موقفهم المزري ولغير واضح |
شكرا ابو عامر على التعبير الجميل للتاريخ السياسي
ولكن الشعب الجنوبي لا ينتظر هذه القيادة حتى تحدد موقفها الشعب الجنوبي قد اختار النضال الذي يريده مناسب للتحرير وسوف يصنع قيادة من رحم المعاناه والصغير لا بد يكبر حتى ولو بدون امه والايام قادمة والقطار سوف يفوت على من لم يصعده |
القياداة التاريخيه للجنوب تكهنة والسلام
|
اقتباس:
الحقيقة ان هذا الامر فيه رايان : فراي يقول :ان دوام الحال من المحال وليس التاريخ الذي يعيد نفسه فاللحظه لاتتكرر وانما الناس لايستفيدون من الاخرون ويكررون مايفعلون. وراي يقول : ان التاريخ يعيد نفسه في الاسس والقواعد ويختلف في الصور والاشكال والوسائل . لك التحية. |
Loading...
|
Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.