تغطية احداث وفعاليات الجنوب لشهر يوليو 2016م وانعكاساتها على على الصحافه.خواتم مبارك وعيدسعيد

[علي المفلحي]

الانتصار الذي تحقق في "عدن" العام الماضي لم تصنعه يد واحدة ولا قيادي واحد ولاجبهة واحدة لكنه نصر تحقق حينما تضافرت كل الجهود وتألفت كل القلوب وأحب الناس بعضهم البعض بل وتسابق الناس في التضحية دفاعا عن بعضهم البعض دون ان تجمع بينهم صلة قرابة أو معرفة سابقة .
انتصرت "عدن" ومناطق الجنوب الأخرى لان الناس وقفت إلى جانب بعضها البعض في خندق واحد .
انتصرت "عدن" حينما فتح الناس أبواب بيوتهم لاستقبال المشردين والنازحين وبات البيت الصغير في الشيخ عثمان والمنصورة والبريقة والشعب ودار سعد يتسع لأكثر من 5 اسر نازحة من مناطق اخرى .
انتصرت "عدن" حينما خرج المواطن العادي الذي لم يطلق رصاصة واحدة في حياته وحمل السلاح دفاعا عن أهله وتحول إلى مشروع مقاتل ثم شهيد .
انتصرت "عدن" حينما ازدحمت الخنادق بابناء من تقاتلوا فيما بينهم خلال العقود الماضية في الجنوب ولكن هذه المرة في خندق واحد دفاعا عن أهلهم ومدينتهم ووطنهم .
لم يتحقق الانتصار في عدن على أيدي المقاتلين فقط لكنه تحقق على أيدي عشرات الآلاف من أهل عدن الذين ظلوا مرابطين في منازلهم وفي مدينتهم لم يغادروها ولم يجبنوا ولم تخيفهم ولم تثنيهم عن الصمود مئات القذائف المتساقطة يوميا .
انتصرت "عدن" بجهود نشطائها الذين سعوا لنجدة الآلاف من الجوعى والمشردين .
انتصرت "عدن" حينما رأينا الطبيب مقاتل والمقاتل منقذ والنجار عامل في الإغاثة وميكانيكي السيارات تحول إلى مهندس سلاح الدبابات .
انتصرت "عدن" لان الجنوب كل الجنوب تحول إلى مشروع شهادة وصمد الجميع ولم يتخاذل ولم يضعف .
انتصرت "عدن" باصوات بلغ ياسليمان انا في مكان لا استطيع الكتابة فيه ورسائل الصومالي الذي شد من ازر الناس والالاف من المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعية التي كتبها اناس كانوا بعيدون عنا باجسادهم لكنهم معنا بارواحهم .
انتصرت "عدن" لانها عاشت لحظة نادرة كانت فيها "عدن" لكل الجنوب والجنوب لكل عدن وهي لحظة قد لاتتكرر ابدا .
انتصرت "عدن" بعامل مؤسسة الكهرباء الذي ظل في موقعه مساعدا الناس وعامل مؤسسة المياه في حقله البعيد همه الاكبر ضخ الماء لمئات الالاف من الناس المحاصرة.
انتصرت "عدن" بمسئوليها الذين لم يفروا وظلوا الى جانب اهلهم يؤدون مسئوليتهم بقدر ما استطاعوا من جهد .
انتصرت "عدن " والجنوب لان الناس كانت قلوبها على بعضها ونست الناس انتمائتها الضيقة والصغيرة وكبروا بحجم "الجنوب" من اقصاه إلى اقصاه .
انتصرت "عدن" بجهد اخوتنا في دول التحالف العربية الذين قدموا الكثير من التضحيات.
وانتصرت "عدن" اولا واخيرا بتضحيات شهدائها
لذا فاننا حينما نتحدث عن قادة النصر في عدن والجنوب يجب ان نعلم ان كل الناس كانت مساهمة بطريقة او بأخرى بصناعة هذا النصر العظيم .
والدرس الاكبر الذي يجب ان نتعلمه من نصر "عدن" ان نصر الجنوب في قادم المراحل لن يأتي الا بروح مشابهة للروح التي سادت خلال الحرب الاخيرة في الجنوب