سلطات الاحتلال اليمني تمنع صحيفة عدن الغد من الصدور بدءاً من الأحد

[صقر الجزيرة]

(عدن الغد) وذكريات حافلة بالصحافة







غلاف العدد الأول من صحيفة عدن الغد الورقية الأحد الأول من يناير 2012م.


الأحد 23 فبراير 2014 12:53 صباحاً
عدن((عدن الغد))خاص:



هناك لحظات تجد فيها حروفك حبيسة الدموع , تصارع عبثا من أجل أن تشكل كلمات ما تعبر عما يعتريك , ليس هناك أصدق من دموع هذه اللحظة , ليست دموع ضعف وانكسار بل دموع فخر و,ألم وعزم وأمل بأن ما حدث اليوم لن يخمد بركان النجاح والطموح الذي أحرقت ناره وجوههم وهاهي تبدو اليوم أمامنا في أبشع درجات تشوهها ..هي بالتأكيد ..



دموع حب لصحيفة قررت أن تهب نفسها منذ طبعتها الأولى للناس , لهمومهم أحلامهم , لقضيتهم الأسمى والأنبل ,, لحرية الجنوب الشعب والأرض والتاريخ والهوية .



قررت (عدن الغد) منذ إصدارها الأول أن تستمر رغم الصعوبات والمكايدات والمؤمرات التي تُشن حولها منذ البداية, رغم القمع والتهديد والبطش ليس استهدافا للنجاح وحسب وإنما رغبة حاقدة لوأد حلم عتيق لشعب عريق , في مرحلة يتحدث الجميع عن فرط حساسيتها لسلطات فاشية تقمع وتقتل وتبطش دون هوادة , والحرب الضروس التي شنتها على ( الأيام) العريقة تواصل اليوم مع (عدن الغد) استكمال فصولها بذات العقلية الظالمة والمستبدة .



منذ اليوم الأول الذي نشرت فيه أول خبر بالموقع وكتبت أول مادة للصحيفة الورقية أدركت حجم أن تكون جزء من شيء عظيم يتشكل , يحمل رسالة سامية ويؤمن بثوابت لن يتزحزح عنها مهما خاض من حروب ومهما طالته من شرور بسببها .



أدركت حجم أن تغدو متصلا بالناس كجنين تتوقف جل حياته على اتصاله بحبل دقيق في رحم أمه , تلامس همومهم لا بل تتقاسمها معهم , يترسخ إيمانك بالحياة بقضايا كثيرة متصلة بها كلما اختلطت وكتبت وتفاعلت وعشت معهم أكثر وأكثر .



(عدن الغد) شكلت لي هوية وذاكرة ووطن وحبل سري كان يمدني بحياة من نوع آخر , في حين قرار إيقافها اليوم رغم كونه مؤلما جدا لكنه لن يزيد الجميع سوى اصرارا وشموخا لا انكسار .



(عدن الغد) نموذج رائع لشباب مكافح , حالم , طامح , حر .. صنع من كل قيود الواقع وألامه أملا للنجاة والحياة , وهاهم يستمرون في إيقاد جذوة الأمل في قلوبهم من أجل الناس , الناس فقط وقضيتهم العادلة .



(عدن الغد) تعلمت منها الكثير ولا زلت أتعلم حتى في أصعب اللحظات التي تعيشها هذه الليلة هاهي تعلمني كيف أمسح دموعي وأخذ قلمي لأكتب لها , سطور بسيطة ستبقى عاجزة بالتأكيد أن تفي بفضلها الكبير علي , بفخري الشديد أني من طاقمها , بإصراري الكبير اليوم أن أقدم لها ما يليق ..



الحرية لمدرستنا الأولى ( الأيام) التي احتضنتنا جميعا بحب ووفاء , الحرية (لعدن الغد) صوت الجنوب الحر , صوت الناس الهادر الذي لن يكممه الحاكم مهما غالى في بطشه ومحاولاته لذلك .



الحرية (لعدن الغد ) التي صنعت من أحلامنا شموخ وثبات لمواصلة نضال عريق ضد الظلم والقهر والإستبداد لمدينة صامدة منذ إشراقتها الأولى ( عدن ) مركز النور والصحافة والعراقة والثقافة والحرية والتمدن .



ثغرة النور التي فتحناها بحبكم وتضامنكم وعطائكم لن تيأس معاولنا من العمل الدؤوب لهدم كل جدرانهم ليغمر النور جباه البسطاء والمتعبين , ليغمر النور أرض الجنوب , هذه الأرض التي لا تستحق سوى الحرية .



من: شيماء باسيد