تغطية شامله لاحداث وفعاليات الجنوب يوم الثلاثاء 30يوليو 2013 _ الحادي والعشرون من رمضان

[صقر الجزيرة]

: لن يكون الجنوب في قبضة أحد

أقاليم المؤتمر والإصلاح ووسطية الاشتراكي

" لن يكون الجنوب في قبضة أحد "




لا جديد لا جديد ، في كل رؤى الأحزاب في صنعاء حول حل القضية الجنوبية ، فهي لا تُخرج من جوفها غير ما أخرجته في كل خطاباتها السياسية ، وربما بقالب نظري او حبكةٍ شديدة الغباء لتنطلي على الشارع الجنوبي وعلى الرعاة في الخارج . أقاليم المؤتمر والإصلاح التي يتحدثون عنها لا تخرج عن كونها دُمية كبيرة يتسلى بها الساسة والأوساط الإعلامية وتحمل في جوهرها " حكم محلي واسع الصلاحيات " لفترة انتقالية حتى يتم خلق شروط مغايرة على الارض بعدها تكون المعادلات السياسية مختلفة ولن تكون هناك ثورة جنوبية حقيقية غير صراع النخب على المصالح وتعود حليمة إلى عادتها المذمومة القديمة ويصبح الجنوب هذه المرة في قبضة دستور وتشريعات ونظم بشهادة العالم .... ويضيع الجنوب إلى الأبد والى قيام الساعة . هذا التفكير الشيطاني الذي يُروَّج له في مخرجات الحوار ، وينشره مع الأسف بعض الساسة الجنوبيين ( المتحزوبين )، يعتبر اشد وحشية ولؤم من اي اتفاقية سبقت ، بل وهزيمة تاريخية حاسمة للقضية الجنوبية لانها لا تعيد القضية إلى المجهول بل أنها تدخلها في سرداب عميق لايمكن ان ترى النور بعده حتى لو فجر الجنوب ألف ثورة .

أما الاشتراكي فانه يمسك العصاء من النصف ولم يدرك ان تراثه الأيديولوجي ونهجه كانا سبباً في خراب الجنوب وتصديره إلى هذا المصير المؤلم ، ولم يدرك انه يتحمل كامل المسئولية التاريخية في الوقوف من اجل استعادة دولة الجنوب دون اي اعتبارات تتعلق بوضع الحزب وتحالفاته . ولهذا كان يجب ان يسير خلف ارادة شعب الجنوب في كل طروحاته وبشكل معلن كسياسة ثابتة بعيد عن التكتيك على رقاب الآخرين .

إذن يا ابنا الجنوب انتم تقتربون من مفترق مصيري فلا تتركوا حياتكم ومستقبلكم بين أيادي تنطلق من مصالح لا تمسكم من قريب او بعيد . لقد غاب الجنوب في ذلك الحوار المفروض بارادات لا تعترف بقضيته وشاء البعض ان يكون حاضر بأسم الجنوب ، وهذا ما أنتقص من مواقفه الثابتة ، ولهذا يجب القول بان اي تجاوز لإرادة شعب الجنوب او تردد في طرح مسألة خياره في استعادة دولته فان ذلك سيكون بمثابة التفاف وجرم لا يقبله احد ، ولا نعلم إلى اي مدى سيصمد الجنوبيون من أهل الحوار في وجه تلك المشاريع المشبوهة وكيف يتعاملون مع التقلبات والضغوطات ، وهل ما طرحونه او يطرحونه هو خيار ثابت ام جزء من تكتكة على قاعدة " كل شيء قابل للتفاوض " . الايام ستكشف نوايا كثيرة ولو ان يقيننا بان حوار صنعاء ما كان ولن يكون سبيلاً لحل حتى مسائل ختان الإناث او زواج القاصرات ، فما بالكم ان ينتج حل حاسم وعادل لقضية الجنوب الكبرى . لهذا وذلك على شعب الجنوب ان يتحلى باليقظة الان اكثر من اي وقت مضى ، وليس لدينا أدنى شك بأن قيادته في الخارج لا زالت فقيرة بأدائها السياسي مكبلة بخلافاتها التاريخية مما ترك ويترك الباب مفتوحاً للأيادي السوداء ... لكن الرهان على الشارع والوثوق به لا حدَّ له فلن يمروا ولن تمر المشاريع ولن يبيع الجنوب احد ... دعونا ننتظر المخاضات المتوازية في الداخل والخارج ، والجنوب في اي حال سيعود حياً ويبقى حياً والأيام بيننا .