للنقاش ، المناضل الفذ علي سالم البيض ، مابين الشرعية القانونية والشعبية الثورية ...

[بائع المسك]

أخي محمد خميس/ لقد بذلت جهداً في محاولة تحليل المرتكزات التي يحاول البعض الاستناد اليها لاثبات شرعية البيض...الخ وبتقديري الشخصي أن جميعكم مخطئ في ذلك التحليل والتأصيل، فأنت انطلقت من أسس غير صائبة في تأصيل الرأي الذي خلصت اليه، وطرح كهذا في مرحلة كهذه قد يحمل ويصنف في اطار التجاذبات الراهنة التي لا تخفى على أحد، والحقيقة أن الشرعية والمشروعية لهما مفاهيم قانونية وساسية وفلسفية كذلك، وهما كذلك من المسائل التي يكثر حولها الجدل، ولكن الرأي الراجح أن شرعية السلطة والحاكم والقرار، ليس لها علاقة بشكل تلك السلطة وطريقة تعينها أو اختيارها، ولكن متى كانت السلطة أو قرارها يعبر عن الضمير العام والعقل العام والضمير العام لغالبية الشعب، فتلك السلطة شرعية سواء كانت جمهورية أو ملكية أو حتى قبلية، وذلك القرار شرعي بغض النظر عن نوع السلطة التي اصدرته...وتبعاً لذلك فلا البيض ولا غيره يستمد شرعيته من حدث تأريخي مضى ولا يمكن الحديث عن رئيس بدون دولة ولا سلطة قائمة، ولكن قد يكون الرئيس البيض أو الرئيس ناصر أو العطاس أو الجفري أو باعوم زعيماً وقائداً لثورة الجنوب متى ما كان يعبر موقفه ومسلكه عن خيارات وأهداف تلك الثورة التي تعبر عن الارادة العامة والمزاج العام والضمير العام لغالبية شعب الجنوب...هذا عن شرعية البيض ولم تكن بحاجة أن تقحم وقائع وأحداث المرحلة السابقة لكي تثبت عدم شرعية البيض، بما في ذلك قرار فك الارتباط في 21مايو1994م فتقييمك لشرعية ومشروعية ذلك القرار خاطئ من حيث المعايير والقواعد التي انطلقت منها بغض النظر عن صواب نتيجة ذلك التقييم ، فلكي تقيم صواب ذلك القرار وشرعيته انظر الى السلطة التي اصدرته والى الاسباب التي بني عليها والأهداف التي توخاها ثم اخضع مجموع ذلك لمعيار الارادة العامة..الخ السابق ذكره ، وذلك في تلك المرحلة وليس اليوم، عموماً يا أخي الحديث عن ذلك يطول والوقت متأخر وأنا شخصياً لا أرى في مسألة شرعية البيض مشكلة تستحق أن تركز عليها الجهود بهذا الاهتمام المبالغ فيه بينما تترك القضايا الحقيقية بدون تأصيل ولا توعية..وكم كنت أتمنى أن تتطرق الى مسألة شرعية ومشروعية قرار فك الارتباط في 94م بمعزل عن شرعية البيض ، فهذا الموضوع من المواضيع المهمة جداً التي هي بحاجة لتأصيل واقعي وقانوني، أما وقد ربطها بشرعية البيض فلن تستطيع أن تنأى بنفسك الأمارة بالسوء عن التباينات الدائرة بين الحرس القديم اليوم، حتى وإن كنت حسن النية....فائق تقديري واحترامي