عين على الصحافه "صالح يفجر أزمة جديدة بإعلانه ترؤس حزبه في «الحوار»

[عبدالله البلعسي]

ابن عمر يدعو أطراف النزاع إلى تفادي كل ما يعيق الحوار الوطني
صالح يصر على رئاسة ممثلي حزبه في مؤتمر الحوار الوطني آخر تحديث:الثلاثاء ,25/12/2012
صنعاء - عادل الصلوي:


1/1




أرسل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح رسائل ملغومة تهدد بتفجير التحضيرات لعقد مؤتمر الحوار الوطني الذي ترجح مصادر مطلعة أن يبدأ في منتصف فبراير/ شباط المقبل .

وأكد بيان صادر عن مكتب صالح أن الأخير سيترأس هيئة ممثلي المؤتمر الشعبي العام، لمؤتمر الحوار الوطني، وقال إن الرئيس عبد ربه منصور هادي سيرأس مؤتمر الحوار الوطني، كرئيس للجمهورية، ولابد أن يرأس هيئة مندوبي كل حزب، المسؤول الأول في الحزب، حتى تكون هناك قدرة على اتخاذ القرار لمعالجة ما قد يظهر من تباين في الآراء، بين الأحزاب أثناء جلسات النقاش . وأشار البيان إلى أن صالح قرر تأجيل سفره لإجراء عمليات جراحية ومواصلة الفحص والعلاج، حتى ما بعد انعقاد مؤتمر الحوار الوطني .

ويتقاطع موقف صالح مع موقف الرئيس هادي، الذي يرفض فكرة أن يرأس سلفه السابق صالح قائمة ممثلي حزب المؤتمر الشعبي العام في جلسات أعمال المؤتمر . وعلمت “الخليج” أن هادي رشح النائب الثاني لرئيس الحزب عبدالكريم الإرياني لرئاسة ممثلي حزب المؤتمر الشعبي، وهو ما يرفضه صالح الذي يتشبث برغبته في رئاسة قائمة ممثلي حزبه في مؤتمر الحوار .

وفي أول رد فعل على موقف الرئيس السابق أعلن الرئيس الدوري للمجلس الأعلى لتكتل أحزاب اللقاء المشترك سلطان العتواني رفض أحزاب التكتل في الائتلاف الحكومي مع حزب المؤتمر أن يرأس صالح قائمة ممثلي حزبه في مؤتمر الحوار الوطني . وهاجم العتواني موقف صالح، معتبراً في تصريح ل”الخليج” أنه يريد العودة مجدداً إلى الظهور على واجهة الفعل السياسي في البلاد رغم معرفته الوثيقة بأنه انتهى سياسياً، وقال إن الرئيس هادي هو من سيرأس قائمة حزب المؤتمر الشعبي العام في جلسات مؤتمر الحوار الوطني كونه يعد رئيساً للحزب بموجب لوائح الحزب ذاته التي تقضي بأن يرأس الحزب رئيس الجمهورية . وأوضح العتواني أن “الرئيس هادي هو الرئيس المنتخب الذي انتقلت إليه السلطة وصالح انتهى سياسياً وهو يدرك ذلك وهو يطمح للعودة عبر افتعال مثل هذه البيانات، مؤكداً أن “ما صدر من بيان لا يمثل المؤتمر الشعبي بل يمثل الجوقة الملتفة حول صالح في الحزب الذي يشهد انقساماً بين مؤيد للرئيس هادي وموال للرئيس السابق” .

من جهة أخرى، رفض عدد من قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام التعليق على البيان الصادر باسم الحزب الذي تضمن تأكيد إقرار الأخير بترؤس الرئيس السابق لقائمة ممثلي الحزب في مؤتمر الحوار الوطني . واعتبر مصدر مسؤول في حزب المؤتمر ل”الخليج” أن قرار اختيار قائمة ممثلي الحزب في مؤتمر الحوار ومن سيرأسها شأن داخلي يتعلق بحزب المؤتمر ولا يحق لأي حزب أو كيان سياسي الاعتراض على ما سيقره الحزب في هذا الصدد” .

إلى جانب ذلك، رجحت مصادر في مؤسسة الرئاسة أن يرأس هادي مؤتمر الحوار الوطني، مشيرة إلى أنه أقر منتصف فبراير/ شباط المقبل موعداً لانعقاد المؤتمر في حال توفرت الأجواء المواتية لانعقاده . وأشارت المصادر في تصريح ل”الخليج” إلى أن الرئيس هادي وافق بشكل مبدئي على مقترح تقدمت به الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية بأن يترأس المؤتمر في حال رفض الرئيس الجنوبي السابق علي ناصر محمد الاضطلاع بهذه المهمة وهو ما يفضله الرئيس هادي . وقالت المصادر إن “كل التحضيرات اللوجيستية لانعقاد مؤتمر الحوار الوطني تم انجازها وهناك توجه من قبل الرئيس لعقده في منتصف شهر فبراير/ شباط المقبل في حال توفرت أجواء مواتية لانعقاده في هذا الموعد” .

في غضود ذلك، طالب الأمين العام المساعد للأمم المتحدة لشؤون اليمن جمال بن عمر القوى السياسة المختلفة في البلاد بالمساعدة في إنجاح مؤتمر الحوار الوطني، المقرر عقده في وقت لاحق من الشهر المقبل، والتركيز على تقديم البرامج والرؤى المستقبلية لليمن والاستفادة من المؤتمر الذي يعد فرصة تاريخية لحل عدد من القضايا الهامة جدا ذات الطابع الوطني، كما طالبها بتفادي أي أعمال يمكن أن تعيق الحوار الوطني وتقدم العملية السياسية في البلاد في الوقت الحاضر .

وأوضح بن عمر في ختام زيارة إلى صنعاء استمرت أسبوعا، أن المجتمع الدولي يقف إلى جانب اليمن ويدعم الرئيس عبدربه منصور هادي في قراراته وجهوده الرامية إلى قيادة مسيرة التغيير وإدارة المرحلة الانتقالية في إطار المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، قائلاً إن الأمم المتحدة ترحب بالقرارات التي أصدرها هادي مؤخراً، والتي أشار إلى أنها تنسجم مع قرارات مجلس الأمن، خاصة القرار 2051 التي تأتي في إطار تهيئة الأجواء للدخول في مؤتمر الحوار الوطني الشامل .

وشدد المسؤول الأممي على أهمية تعاون جميع الأطراف السياسية من أجل تثبيت قرارات الرئيس هادي المتعلقة بإعادة هيكلة القوات المسلحة، التي جاءت تنفيذاً لما ورد في المبادرة الخليجية وحظيت بتأييد شعبي ودولي كبير، واستكمال ما تبقى من مهام المرحلة الانتقالية لإنجاحها .

وأوضح أنه سيحضر في نيويورك مشاورات بين الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي حول آخر التطورات في اليمن، وكيفية مساندة المجتمع الدولي لليمن في هذه اللحظة التي أصبحت ذات بعد تاريخي، كون اليمن على أبواب الدخول في مؤتمر الحوار الوطني .

على صعيد آخر قررت الأمم المتحدة إنشاء صندوق ائتمان لدعم الحوار الوطني وإعداد الدستور الجديد، وأكدت مصادر مطلعة ل”الخليج” أن الصندوق رصد موازنة لعقد المؤتمر تقدر ب 40 مليون دولار، ستقدم الحكومة اليمنية مبلغاً يصل إلى 14 مليون دولار، فيما سيكون على أشقاء وأصدقاء اليمن توفير المبلغ المتبقي .

وكانت مصادر مطلعة قدرت في وقت سابق من الشهر الماضي موازنة عقد مؤتمر الحوار الوطني بنحو 70 مليون دولار كتكاليف لنحو 565 مشاركاً، خاصة أن المؤتمر سيعقد في أكثر من مدينة يمنية، وقد يعقد بعض جلساته في دولة أو دولتين عربيتين .http://alkhaleej.ae/portal/03055c59-...cc8678acc.aspx