لمكونات الحراك.. تأملوا خارطة الطريق هذه! / صالح الجبواني

[الجنوب أولا]

أخي صالح الجبواني ..
إن كان هناك خارطة طريق فيفترض أن تكون باتجاه تحقيق تطلعات شعب الجنوب في الحرية والاستقلال .
لقد أصبت أخي صالح عندما ذكرت إنه " من العجيب الغريب أن يصر البعض على أن يجعل من الحراك الجنوبي فصيل ضمن فصائل أخرى في الساحة الجنوبية مع أن الحراك الجنوبي هم كل من رفعوا قبضاتهم بوجه الظلم وانخرطوا في الميادين والساحات منذ السابع من يوليو 2007م ." .
هذا ما يجعلنا الإقرار أولا بحقيقة إن الشارع الجنوبي سبق أن قرر مصيره وتطلعاته نحو الحرية والاستقلال وذلك منذ أن فجر حراكه السلمي في 7 يوليو 2007م . لذا فلا خيار أخر لشعب الجنوب غير هدف الحرية والاستقلال . ثانيا علينا الإقرار بأن الحامل لهذا الهدف هو الحراك الجنوبي متمثلا بمكوناته السياسية المعبرة عن ذلك الهدف ، وعلى وجه التحديد المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب ، باعتباره المكون الذي تلتف حوله أغلب جماهير شعب الجنوب في جميع محافظاته ، تلك الجماهير التي يسقط من بين صفوفها الآلاف من الشهداء والجرحى وهي لا تزال تناضل يوميا في الميدان مطالبة بالحرية والاستقلال .
وفي إطاره فإن تعدد مكونات الحراك مسألة يجب حسمها باتجاه إيجاد مكون واحد حامل للقضية وذلك بالتحاق أعضائها في إطار المجلس الأعلى للحراك ولا سيما وإن تلك المكونات الصغيرة أصبحت هشة وفاقدة لأهليتها وحيويتها بسبب فقرها لالتفاف الجماهير حولها ، وبالتالي على أعضاء تلك المكونات الانخراط في إطار المجلس الأعلى للحراك بصورة فردية كواجب وطني ملزم لهم حفاظا على وحدة قوى الحراك الجنوبي الداعي إلى الاستقلال . فمن المعيب القول تعاملوا مع مكوني الند للند كوني صاحب السبق أو أنا من قاد الجماهير في فترة زمنية معينة أو أنا مؤثرعلى منطقة جغرافية فاعلة أو .. الخ . هذا فيما يخص مكونات الحراك الداعية للحرية والاستقلال .
بالمقابل فإن أية مكونات سياسية أخرى ليس هدفها الحرية والاستقلال فهي مكونات لا تمثل الحراك الجنوبي بأي حال من الأحوال كون هدفها على نقيض هدف شعب الجنوب ، ومنها تلك المكونات السياسية الداعية إلى تصحيح مسار الوحدة المعتبرين إن القضية الجنوبية قضية حقوق مطلبيه أو تلك الداعية إلى الفيدرالية المتضمنة ـ وان صدقت نواياهم ـ منح الشرعية لكل ما اقترفه نظام الاحتلال بحق الجنوب وشعبه ، هذا إن تحققت ، مع العلم إن تقرير المصير قد تم حسمه من قبل شعب الجنوب ، فهو ليس بحاجة إلى الاستفتاء .
فلم يتبقى أمام تلك المكونات إلاّ أن تعيد النظر في رؤيتها وأن تبادر إلى الانحياز إلى تطلعات شعبها المتمثلة في الاستقلال . فمن الخطاء القول علينا أن نراعي رؤية تلك المكونات ، بل على تلك المكونات أن تراعي تطلعات شعبها وأن لا تدعي إلى عكسها . ومن الخطاء أن نقول إن في ذلك إغفال لأراء الآخرين ، كون أية آراء تنتقص من تطلعات شعب الجنوب هي آراء نقيضه لمصلحة هذا الشعب وبالتالي على شعب الجنوب تجاوزها . لذلك فإن تبني أهداف شعب الجنوب هو ليس احتكار أو تهميش أو إقصاء للآخرين ، بل هو دعوة صادقة لهم للعودة إلى ناصية الصواب . فخارطة الطريق يجب أن تكون باتجاه تحقيق تطلعات شعب الجنوب في الحرية والاستقلال لا غير .