الحراك الجنوبي ينشطر مرة اخرى فما هو الحل ؟؟

[عمقيان]

الاخ الكريم الرأي العام

التداعيات التي يواجهها الحراك اليوم كانت متوقعه لاسباب كثيرة ، ولا يمكن التغلب عليها او منع اي تداعيات جديده الا بالتغلب على الاسباب الحقيقية بعيدا عن العواطف والتعصب للاشخاص والمكونات القائمة ، قبل 6 اشهر وفي هذا الموقع كتب احدالاخوة موضوعا عن الحراك الجنوبي هل هو ظاهرة صوتيه أم اداة ثورية ، وتعقيبا على الموضوع وعلى سبيل الاجتهاد جرى توقع التداعيات التي تحدث اليوم على الارض ، ولاعتقادنا بفائدة تلك القضايا نستأذنكم والاخوة الاعضاء باعادة عرضها بعد ان جرى تفكيكها بحسب تركيب القضايا في التعقيب :

1) اهمية ان يصل الناس الى فهم مشترك للقضايا الجوهرية التي لا يوجد حولها تعريف جامع وموحد ومنها " طبيعة الحراك ووظيفته ، فهناك من يعرف الحراك بالحركة الجماهيرية ومنهم من يعرفه بالثورة، ويعتبره البعض كيان سياسي فوق الاحزاب وبالتضاد معها ، ويعتبره البعض الاخر حامل تاريخي وسياسي للقضية الجنوبية بكل مكوناتها دون تحديد لطبيعة المرحلة واهدافها القريبة والبعيدة وكيفية الاتفاق على اداة موحده في ظل الاختلاف على فهم الوظيفة والاهداف معا.

2) في ظل تعدد الرؤى والاجتهادات والتعصب للمواقف تبرزاهمية الاتفاق اولا على أسس ومبادى الحوار الجنوبي – الجنوبي ، اذ ان انعقاد اي مؤتمر وطني دون ان يسبقه اتفاق ستكون نتيجته الفشل ، فالمؤتمر الوطني يجب ان يكون ثمرة لاتفاقات مسبقه بنتيجة الحوار الذي في ظله تبحث مختلف القضايا بما فيها قضية التمثيل والمشاركة ، سواء باعتماد على المكونات القائمة او على الاساس الجغرافي او بالجمع بينهما ، فحسم قضية التمثيل تعتبر مسألة حساسة وحيوية ، خاصة وان مكونات الحراك لا تعتبر مكتملة البنيان ولاتوجد لها قيادات وطنية مركزية وهياكل تنظيمية متكاملة ، واتباع المكون الواحد لايجمعهم خيار واحد ، كما ان اصحاب الخيار الواحد لا يجمعهم مكون واحد .

3) نظرا لغياب اي تقييم موضوعي للحراك وماهية وطبيعة التيارات السياسية والاسباب الجوهرية للخلافات القائمة ، فأن اجتهادات الافراد والجماعات في اصدار الاحكام لا تساعد على تقديم حلول ومخارج منطقية ، وتحمل في احيان كثيرة قدر كبير من التعسف والمبالغة ، وفي تعميق الأزمة وزيادة حالة التمزق .

4) ان التعامل العاطفي والحماسي لا يوصل الى نهايات مضمونه ، ومن الافضل مواجهة الحقائق بقدر اكبر من الشجاعة والمسؤولية ، فالحراك لا يعتبر حركة جماهيريه كما تشير بعض القيادات ، ولا يعتبر حركة سياسية متماسكة في بنيانها واهدافها ، وهو حركة عفوية غير منظمة ، والانتقال الى العمل المنظم يتطلب معالجة الاسباب الحقيقية المعرقلة لعملية التحول من العمل العفوي الى العمل المنظم ومن اهمها :

- العمل على انهاء هذا الكم من المكونات والجماعات المبعثرة واعادة التركيب القيادي في الداخل وتغليب الطابع الوطني في النشاط السياسي لتعزيز الروابط الوطنية التي تم اضعافها بوجود الزعامات المناطقية .

- ان يكون الوجود القيادي في المستويات الادنى انعكاسا لهيكل تنظيمي متكامل ابتداء من الحلقات العليا ، وان تستند مقدمات اي عمل على اساس الانتماء للهوية الوطنية الجنوبية الموحدة والتي على اساساها تتحدد الخطوات اللاحقة .

- دللت التجربة الماضية على وجود فراغ سياسي قيادي وضعف للوعي السياسي ، ولاهمية الانتقال من مرحلة النضال العفوي الى العمل السياسي المنظم وبدون التقليل من دور ومكانة القيادات الميدانية ، فان خطورة المرحلة تستوجب افساح المجال لمشاركة العقل السياسي في القيادة والتخطيط والتنظيم واهمية الاستفادة من كل الكفاءات السياسية والاكاديمية في الداخل والخارج في مجال اختصاصاتهم المختلفه .

- ان تهيئة الأرضية للحوار تتطلب تغيير الخطاب السياسي والاعلامي من قبل كل المكونات والشخصيات والهيئات الجنوبية ، وان تعتمد خطابا يحترم حق الاختلاف وتعدد الاجتهادات وحق التباين في وجهات النظر والمواقف ، ونبذ خطاب التخوين، واعتبار ان الجنوب هو ملكا لكل ابناءه .

- ان المراهنات اليوم تقوم على تشجيع الخلافات والانقسامات والاتهامات المتبادلة واللعب بورقة الخيارات لخلق المواجهة على الارض بين الجنوبيين انفسهم ، وكما نجحت بالامس قد تنجح اليوم ن فالتصالح والتسامح ليس عبارة تردد بل هو مبدأ نبيل يجب ان يتجسد بالسلوك والممارسة ، ومن المهم الاعتبار من دروس الماضي والتعلم من الاخرين بكيفية ادارتهم لخلافاتهم وصراعاتهم ، فالجنوب فوق الجميع ، والانتصار لقضيته مرتبطة بوحدة وتضامن ابناءه ومن حق الجميع الاجتهاد تحت سقفه وطنا ووجود وهوية.