عندما يقاتل الشمال والجنوب( الحراك الجنوبي)..تحت غطاء شرعي صحيح

[طائر الاشجان]

محاربة الحراك السلمي باسم الدين ليس جديداً على أبناء الجنوب ، فقد وصل الحال إلى صدور فتاوى بقتلهم أحياءاً ، ونحن نتساءل : لماذا نحشر الدين في قضايا الصراع على كراسي السلطة ، ونهب خيرات الشعوب ! ولماذا لا يتم طرح خيانة علي عبدالله صالح في مصب هذا الحديث ، فقد شق الصف علي عبدالله صالح ومعه الزنداني والديلمي والأحمر ولم يعجبهم أن تكون وحدة الإحتكام فيها إلى الحوار ، بل زحفت مجنزراتهم على الجنوب لتدكه دكا ، ويرفعون اليوم شعار الحوار لحل قضايا المنطقة ، حواراً حسب الطلب ، وأحاديث تفسر على هوى الغالب لصفع المغلوب ، وفي نهاية المطاف تتضح اللعبة وقذارتها ، وأنها من فعل شياطين الإنس ، وأن الديانة منها براء .
حق الجنوب يجب أن يعود لأهله .. والظلم ظلمات ، وأبناء الجنوب تعرضوا لمن شق صفهم إذاً فهو في طائلة الحديث الداعي إلى قتله ، مَن يطالب بالحق لأمته الذي صودر بمسميات وحدوية وضلالية ليس بمفازة من العذاب ، ومَن ذا الذي يلوم شعب الجنوب بأنهم ظلموا ، ألم يقع عليهم جبروت الطغاة ، وظلموا والله على نصرهم لقدير .. لمذا يكون الدين وآيات الله وأحاديث رسوله يمثل للبعض خدمة مجانية تضمن للباغي الحصانة ، وتهبه البراءة مع وقوع الجرم المشهود ! وكيف نرجو لقاء ربنا بهذه النفسيات المريضة التي تستبيح حرمة الدين وتتعشم تطويع مفاهيم السنة الشريفة لخدمة الجلادين ، حتى لو اضطرهم الأمر إلى إصدار فتاوى تجيز قتل المظلومين ، وتبرئ ساحة الجُناة وهم يعلمون .
ساقتني قدماي إلى أحد مساجد مدينة البيضاء ( اليمنية ) لأداء صلاة الجمعة ، وكان من سوء طالعي أن الخطيب مُسيّس ، وبدأ يفسر معنى الحديث الشريف : " من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان " أتدرون كيف فسر مولانا معنى الحديث ؟! يقول هذا العويلم :
إن تغيير المنكر باليد مسؤولية رجال الأمن والجيش لأنهم هم الذين يمتلكون القدرة على تغيير المنكر باليد بحكم وجود القوة في أيديهم . أما تغيير المنكر باللسان فمسؤولية العلماء لأنهم الدعاة إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، أما تغييره عن طريق القلب فهذا شأن ( عامة الناس ) المواطن العادي والطالب والمرأة والطفل ، فهم لا يملكون سوى الدعاء في قلوبهم ، وذلك أضعف الإيمان .
إخوتي هؤلاء علماؤنا ، وهذا خطابهم الديني ، ألا تلمسون فيه انصياعاً إلى كفة الحاكم بطرية لوي عنق الدين ، واستباحة المعاني السامية التي تشرف سيد البشر بتبليغها كأنبل رسالة للبشرية من رب العباد ، هل بالبساطة يُقتل الناس باستخدام هذه السكاكين السامة التي يتم صقلها في منابر المساجد ! . ألا يمكن أن نعالج خلافات هذه الأمة بمنأى عن العقيدة لأنها أطهر من الطمع في السلطة والجاه ، وأنبل من المقاصد الدنيئة التي تلهث وراء سراب يحسبه الضمآن ماء !!.

تحياتي
طائر الاشجان