اعترف اني شمالي

[أبو عامر اليافعي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالمجيد الديلمي

اخواني ابناء الجنوب اليمني الاعزاء علينا

ماقاله الاخ محمد العلائي هو عين الصواب ليش انتم معصبين

انتم تقولوا ليش ماسمعنا هذا الكلام بعد حرب 94 وليش ماقال هذا الكلام الا الحين وفي هذا الوقت

طيب ونحن نقول لكم انتم ليش ما عملتوا الحراك من بعد حرب 94 ليش الى الان تحركتوا

تدرون ليش الان انتم تتحركون وتقفوا ضد النظام

انتم للاسف كما تتهمنوا اننا اذيال وخانعين للرئيس وجماعته انتم كذلك اذناب وخاضعين لمجموعه تقودكم الى المهلكه

من بعد حرب 94 وانتم ساكتين والجنوبيين الي الان يقودوكم كانوا ينعموا بخيرات البلاد وساكتين بس الان فقدوا كل مصالحهم ونادوا بالانفصال رد فعل على النظام وانتم بعدهم يقودوكم كيفما يريدوا
طيب وين كنتم من حرب 94 الى الان ليش الضلم والاطهاد ماعرفتم به الا الان

ياجماعه استهدوا بالله وخليكم من المزايدة
الوحدة هي خير لنا ولكم
ويجب ان نقف يد واحده ضد الفساد والمفسدين
وصدقوني اذا استمريتم على مطلب الانفصال سوف يقف لكم من ابناء الجنوب وسوف يتصدوا لكم

لاتنادوا بالانفصال ونادوا باصلاح الوضع
غيروا لهجتكم ومطالبكم وسوف تجدوا كل الشرفاء من ابناء الوطن سيقف معكم

ورجاء لاتتهجموا على كاتب المقال ولا عليا
ولاتغيروا نظرتنا لكم لانني ارى فيكم الانسان المثقف الواعي الذي كنا نحلم ان يغير الوضع عندنا عند قيام الوحده

وسلام الى الشرفاء

حياك الله أخي الديلمي .

أعجبني في تعليقك انه يجب أن نكون ضد الفساد والمفسدين .

أكثر إنسان اسمعه يقول انه ضد الفساد والمفسدين الافندم علي.

ولن تجد أي خطاب له أو لمن هم تحته إلا وهم جميعا ضد الفساد والمفسدين ونسمع الافندم يعلن بأنه سيضرب بيد من حديد كل الفاسدين .

ونحن ننتظر الفرج من هذا الوعيد وهذا الضجيج ونكتشف بعد وقت أن الدبابات وراجمات الصواريخ والأطقم العسكرية تحاصر ردفان والضالع وقبائل شبوة والمحفد والصبيحة وغيرها من مناطق الجنوب .

السؤال الذي يلح علينا هل الفاسدون هم من يأكلوا أموال الناس وأراضيهم وممتلكات الدولة ودجالي الفتوى والفتن أم أطفال ردفان وشيوخها ونسائها وطلابها ؟

هل الفاسدون هم الداعري والمعطري الذين اقتطعوا رواتبهم ونهبوها لهم أم من أعطى بني ضبيان خمسون مليونا للإفراج عن المختطفين؟ مع العلم أن الداعري من الجنوب وبني ضبيان من الشمال.

أخي أنت تسال سؤال فيه مغالطة كبيرة .

الجنوب يئن منذ ماقبل 94م راح أعطيك دليل مهم وحقيقة لا تقبل الشك.

لماذا الجنوب في انتخابات عام 93م اختار الاشتراكيين الجنوبيين برغم كرهه لهم؟

لان مصيبة الاشتراكي كانت أهون مما رأوه .

كان هذا قبل الحرب ومن بعد الحرب سيظل السؤال من قبلكم قائم .

لو خرجنا مظاهرات ستنعتوننا بما نعتم به الانفصاليين والمرتدين وأي معنى للكلام والمنتصر في كامل نشوة الانتصار .

كنا نعتقد انه سيكون هنالك إصلاح للأمر وانه ربما تأتي الحكمة اليمانية التي غارت منذ من زمانا بعيدا وكنا نظن أن إخواننا في الشمال لايمكن أن يقبلوا الضيم علينا ولا الظلم . وكنا نعتقد أن مبرر القضاء على الشيوعية سيكون نهاية لمآسينا وكنا نظن أن من قاتل من الجنوبيين معكم سيكونون البديل للقيادات التي رحلت وكنا نظن أن حديد السلاح هو المحك للنصر والهزيمة .

كل ظنوننا وآمالنا ذهبت إدراج الرياح وكانت اللطمة كبيرة لم نستوعبها تماما وماكنا نعتقد أن إخواننا في الشمال يحتقرونا كل هذا الاحتقار ويوصمونا بأبشع النعوت .

كانت لنا بقية من أمل تمسكنا فيه بكلما نستطيع من قوة على أمل أن تنتهي دورات العنف .

ملينا من كثر القتال تعبنا من الاحتراب تهاوت إمامنا نظريات ومبادئ وأفكار وتهاوت أنظمة وقوانين وتغيرت البشر وساد فينا طبائع وأخلاق لم نعهدها كل شيء مباح .

القوة والنهب والكذب والتزوير والرشوة والتشطر والظلم والتجبر والاستقواء .

رأينا أهوال وعايشناها لم تخطر على بالنا أنها ستكون ثمرة للوحدة أو أنها ماكنا ننتظر.

لا الأرض أرضنا ولا الهوية هويتنا ولا الوظائف وظائفنا ولا المدن مدنا ولا الشوارع شوارعنا ولا الأسماء التي كنا نعرفها بقيت كما كانت .

كل شيء تحول وكل شيء تبدل الصحيح صار خطاء وجريمة ، والجريمة هي الصح .

ضاعت علينا المقاييس والمعايير ولم نعد نعرف من هو الخصم هل هو أخي أو ابن عمي أو عاقل الحارة أم انه رجال الشرطة أم العسكر أم الوزير أم المحافظ أم الرئيس أم رجل الدين .

بلاد تمضي خبطاء عشواء وفي التلفزيون والصحف ولقاءات الرئيس نسمع العجب العجاب .

نلتفت يمينا فنرى العلماء يسبحون بحمد علي ونلتفت يسارا فنرى الجماهير الشمالية تهتف بحياة علي.

ونحن نطحن طحن الرحي ونعامل بكل احتقار وتغيرت معالم الأشياء وأسماؤها .

شعرنا أن كل شيء يضيع وتوجهنا نبحث عن أي شيء لكي يعيد لنا شيء من الضياع الكبير وخوفا من مستقبل أشنع وأسوأ.

ذهبنا نتزاحم لأجل شراء الأراضي ولم نشتري إلا السراب .

اتجهنا للمتاجرة بالأسلحة ولم نتاجر إلا دموعا ودم.

تزاحمنا على أبواب الهجرة لأجل الهروب من الوطن الذي لم يعد وطنا ولم نجد في الغربة إلا المآسي وضياع جديد .

الموظفون طردوا والمطردون هربوا والهاربون ماتوا كمدا .

إلا تسمع كل يوم بنواح النائحون؟

إلا تسمع كل يوما يموت واحدا من الإبطال الذين كانوا يصولون ويجولون .

أخبار النعي والموت اعتدناها بل صارت شيئا مألوفا .

وجدنا أنفسنا نمضي مع الموت خطوة بخطوة واخطر مافي موتنا هو موت الأخلاق التي تفشى كمرض سرطانيا خبيثا يكاد أن يلتهم أجمل مافينا .

هنا لم يعد شيئا نخسره ولا الموت صار مخيفا ولا الحياة لها معنى .

لهذا خرجنا متأخرين ولكن بعد أن أعطينا لكل من في الأرض ولكم ولأنفسنا المبرر انه لاخير فيكم ولا أمل ولايمكن أن يستقيم الحق وتعود الاشراقة إلا بثورة أخلاقية وطنية ذات هوية ومعنى وتاريخ وعزة وكبرياء .

ثورتنا ثأرا للكرامة .

ثورتنا رفعة رأس تعلو الهضاب وتناطح السحاب ولأجلها تهون الأنفس والرقاب.

أخي لم يعد هنالك ما نخسره

وعلى الباغي تدور الدوائر.