لقد أنخدعنا بالداهية والمحنك الوحدوي حتى النخاح ..العطاس

[ابو عهد الشعيبي]

السياسي الذي يحمل قضية فأن عليه إن يحمل لها ولوزنها مبدئ اخلاقي صريح , وإذا ما فقد هذا المبدئ والإنضباط الوطني الواجب والواضح نحوها فأنه يتحول إلى شيئ آخر ..

وإذا كنت ممن لا يفهمون بالسياسية ولا يعون معنى أن تكون فن للوصول إلى الهدف كما يقال دائما عندما يحضر الحديث بشانها كسلوك ومفهموم وسباحة ومناورة , فهل يجوز لمن يقول انه ابوها وامها ويشتغل في حقلها ويعتلي المنابر باسم قضايا مصيرية كبرى أن يمارسها بدون مبدئ واضح وبدون مرجعية وطنية صريحة محددة الضوابط والخطوط والوجهه؟! .. وكيف تطمئن الشعوب لساستها ورؤسها إذا ما كانوا بهذه المقاييس الفضفاضة ؟!

منطقياً لا يجوز لأحد أن ينسب نفسه إلى قضية ويتحدث باسمها إذا كان لا يؤمن بها ولا يتقيد ببرامجها وإرادة الشعب التي تحملها وتقدم لها الجماجم والدماء في الساحات والشوارع , لا يجوز لأحد أن يمشي بعكس تيارها ويدعي انه يمثلها وتوجهاتها , لا يجوز له أن يكون وصي لمجرد أنه كان وزير أو سفير سابق أو مسؤل في مرفق ماء أو تاجر وبمتلك أموال وعقارات وله من الوجاهة هنا وهناك ,لأن القضايا المصيرية كقضية الجنوب مثلاً لها من الوزن والاعتبار فوق كل شخص مهما كانت مكانته وصفاته وطموحاته ..

في القضية الجنوبية كان ولا يزال الحراك الشعبي السلمي الجنوبي هو قاعدتها واساسها والممثل الواضح لها بخطابه الوطني الاستقلالي المعلن منذو ما يقارب الخمسة الاعوام , عندما تاه هذا الحراك في زحمة الاحداث وفرضياتها المتتابعة برزت المشكلات وتكاثرت العوائق وهذا أمر طبيعي نتيجة لتداخل أمور كثيرة ببعضها لا مجال لسردها ,مع ذلك لم يستطع قادة الحراك إنجاز مشروعه السياسيى الوطني شامل المهام للتقدم بالمسيرة والمضي بها إلى الامام , أصطاد البعض في مياه الحراك العكرة هذه وفي مشهد الاصطياد برز المهندس حيدر العطاس كواحد من هؤلاء الصيادين , في بادئ الأمر انقسم المحللون والمتابعون بين مؤيد ومعارض للعطاس الصياد الماهر وهناك من أعتقد فيه صياد للإستقلال وأخر للوحلة , وإلى حد كبير ساعدت الاحداث المتسارعة على ضهور المهندس في المنابر للحديث عن الجنوب وقضية الجنوب الأمر الذي سهل كثيراً الاقتراب من فكره ومنطقه وما يحمل , والحقيقة فقد صدمنا وانتهى تماماً ما كنا نعتقده فيه من حنكة وذكاء , وبان كل شيئ على حقيقته كما يجب ..

لقد أكد العطاس بأنه وحدوي حتى النخاع وإلى ما بعد النخاع وهذه هي حقيقته التي لا يستطيع أحد تشويهها أو تسميتها بمسميات اخرى , في نافذة الاسكايبي حينما كان يطل علينا كنت اراه سابحاً في كلام لا له أول ولا آخر كمثل ذلك السابح في بحار الوهم .. كنت أغالط نفسي على انه سياسي وأني غبي بل حاولت تعميم غبائي على بعض الزملاء الطيبين أمثال فلان وفلان .. والحمد لله على نعمة الفضائيات التي أقتصرت المسافات وبينت غباي في وقت لا يزال مناسب..........

أقر بأني إلى زمن قريب كنت شخصيا اضن بشخص الرجل السياسي المحنك الذي يعرف كيف يؤكل الراس قبل الكتف ومثلي كثيرين أعتقدوا , دافعت عنه انطلاقا من حق الجنوبي على الجنوبي وبالتحديد إلى ما قبل ثورة شباب تونس , لكن دفاعي كان غير صحيح وأعترف أني خُدعت بهذا الأعتقاد الخاطئ تجاه هذا الرجل الذي تبخر وانتهى من مخيلتي تماماً , وأقسم أني اليوم أتضايق جداً لمجرد رؤية وجهه ..

لا أعلم على أي أساس يمارس المهندس السياسة علينا وباسم قضيتنا بينما نراه بكل حرف يهدم وحدة الصف الجنوبي ويقزم قضيتنا امام الراي العام العالمي ويخدم الشمال من خلال حضوره المحموم والمكثف في وسائل الاعلام ..وبأسم تثبيت الوحدة يبحث على حل عادل لقضية الجنوب!!

لقد أثبت ابى معتز بأن ليس له عنوان واضح ولا مبدئ ثابت ولا رؤية معلومة غير تلك التي كشف كل أوراقها وهي الوحدة اولاً وأخيراً .........؟