اعجبني فنقلتة

[ابو سمراء]

الوحدة التي طالما أقسمنا في الجنوب على تحقيقها من خلال مرحلة حكم الحزب الاشتراكي اليمني قبل مايو 1990م تم إلغاؤها حسب ما علم به القاصي والداني بحرب الضم والإلحاق مايو - يوليو 1994م.



- الوحدة تعني وحدة أهداف ومنجزات ولم تعن يوما أنها توسعة رقعة الظلم والنهب والفساد.. لم تعن يوما أنها طغيان لطغاة سبق أن استباحوا أرض التهائم وأرض (اليوم دائم) وصراب (الدخن والذرة قائم).

- الوحدة تعني الاستقلال من براثن الظلم والاستبداد والضم والإلحاق والاستعلاء والاستملاك بقوة القبيلة والترهيب بتهم المذهبية والخيانة الوطنية.

- الوحدة .. ولادة.. ونوفمبر الثاني آت لا محالة.. نوفمبر الكفاح والنضال السلمي الاستقلال الثاني الذي حتما سيتحقق وستتحقق به الوحدة اليمنية التي طالما حلم بها شعبنا اليمني.. وناضل من أجلها مهما تأخر من تأخر عن الركب الذي يواصل الخطو في كل منطقة من أرض الجنوب المغتصب المنهوب.

- المتأخرون لن ينتظرهم الركب.. لن ينتظرهم زحف الاستقلال الثاني لن ينتظر نوفمبر القادم ، نوفمبر القادم ما زالت راياته جنوبية الصناعة والمنشأ.. ما زالت (ماكنته) تشتغل.. فمن شاء أن يلحق ومن شاء أن ينتظر حتى يغرق..

- المتأخرون .. عليهم أن يحددوا موقفهم.. عليهم أن يكونوا إما مع دعاة الوحدة وإما مع مدعي الوحدة وبين الاثنين بون شاسع.

- عليهم.. أن يحددوا موقفهم.. أما مع (الوحدة الغنيمة) أو مع (الوحدة الشراكة) .. عليهم أن يحددوا .. إما مع (الوحدة قوة) وإما مع (الوحدة .. لا حول ولا قوة).

- المتأخرون.. عليهم أن يكونوا واضحين.. عليهم أن يكونوا مدركين أن النضال السلمي لم يأت من فراغ وأن الظلم والقهر ونهب حقوق المواطنين في الجنوب أرضا.. وظيفة وثروة هو دافعهم إلى الحراك السلمي.. هو دافعهم نحو نوفمبر القادم..

- هذا دأبهم فهم إن صبروا على حكم الاستعمار البريطاني (الأجنبي) واحتلاله زمنا دام 129 عاما وعبروا عن رغبتهم لذلك وطوال الزمن ذاته حتى نالوا استقلالهم. فإنهم لن يصبروا على الظلم القادم من أعالي جبال الشمال عبر (حصان) الوحدة.. لن يصبروا على قبائل الفيد وجحافل الضم والإلحاق.. وهم لم يصبروا فعلا فقد بدأ السير نحو الغاية.

- المتأخرون .. عليهم أن يتحرروا - أولا- من قيد الشيخ وسجونه.. أن يتحرروا من تبعية الشيخ وأعوانه.. عليهم أن يسارعوا واجتياز هذه العقبة الكأداء للوصول إلى تحررهم من الظلم أولى خطوة للحاق بنضال ورجال نوفمبر القادم.

- بين المتأخرين للالتحاق بركب الاستقلال الثاني .. للالتحاق بركب الوحدة المرجوة (جدار عازل) يتمثل بمشائخهم.. مشائخهم الذين يتحكمون بهم وبرقابهم.. مشائخهم الذين يقتلون .. يسجنون.. يشردون قرى بحالها لحماية السلطة ورموزها المذهبية القبلية.. وأقرب مثال لنا شيخ الجعاشن وأهالي قرى الجعاشن.

- المتأخرون.. جميعهم (متجعشنون).. وسلطة 7 يوليو 94م عملت على (جعشنة) الجنوب لكنها فشلت فقد تعلم الجنوب من معاناته معنى (الجعشنة) الاستعمارية.. تعلم سياسة (فرق تسد) التي هي الأخرى عملت سلطة 7/7 بها في الجنوب وفشلت أيضا.

- وما نبش جراح الماضي الجنوبية وفتح باب الثارات وزرع الفتن بالمقابل وإدخال الناس في قضايا وجرهم إلى دهاليز القضاء وتعدد وثائق صرف الأرض لأكثر من واحد وأكثر من جهة ما كل ذلك إلا محاولات لإلهاء الناس عما يدور في أرض الجنوب البكر بالثروة من نهب وتقسيمها إلى قطاعات نفطية بين مشائخ الحكم القائم..

- على المتأخرين.. أن يقدموا (أمارة) .. عليهم أن يقدموا دليلا.. أن يقدموا فعلا يؤكد وحدويتهم التي تقف مع المظلوم.. أن يقدموا ما يؤكد أنهم يرفضون الظلم القائم عليهم أولا.

- أما أن يطالبوا بـ(وحدة الظلم) و(وحدة النهب) و(وحدة الفيد) و(وحدة الغنيمة) كلما تحرك المظلوم والمنهوب والمعتدى عليه فإنهم بذلك يقفون صراحة بجانب المعتدي وسياسة الأمر الواقع والقوة وفرض وحدة بالقوة والصاروخ وخلافات الإخوة.

- اليوم.. أمام المقهورين في اليمن كله نضال سلمي للاستقلال لكنه لن ينتظر المتأخرين.. وعلى هذا الأساس سيتحقق الاستقلال الثاني لتحقيق دولة مستقلة ترفض مظاهر التخلف التي ورثها الاستعمار التركي لليمن وأخذ بها كل نظام بعده ملكي وجمهوري وما هو قائم اليوم منذ 7/7/1994م . وسينتهي -بإذن الله- عندما يتحقق في اليمن نوفمبر الثاني.

- الاستقلال الثاني من أجل وحدة يمنية حقيقية ومواطنة متساوية وعدالة اجتماعية.. من أجل ثورة للجميع.. أرض للجميع وظائف بدون وساطات.. بدون محسوبيات بدون رشاوى.. مناصب قيادية بدون توصيات قبلية حربية عشائرية مناطقية جهوية أسرية فقط بكفاءات علمية ومؤهلات وتخصصات عليا مناسبة.. ومن أجل شراكة في الأرض.. شراكة في صنع القرار وشراكة في الحكم.. من أجل الخلاص من قبضة سلطة متخلفة متعصبة خالية من عسكرة المنصب وقبيلة القانون ومذهبة الكرسي وتوريث الوظيفة العامة وتكريس سياسة الإفقار والتجهيل.

- هذا هو استقلالنا الثاني.. وتبا للحكم العنجهي المتغطرس .. تبا لحكم (مبندق) متعصب.. تبا لوحدة ملطخة بالدم.. نعم لاستقلال من أجل وحدة حلم بها الشعب.. وما لم تكن هناك (أمارة) شمالية فستبقى (القضية الجنوبية) جنوبية ولـ(القضية الشمالية) طابعها الخاص الذي تعودت عليه حتى لا تكون للأولى حجر عثرة يعيقها من مواصلة النضال السلمي في سبيل نوفمبر جديد خال من سلطة (التفيد) العسقبلي المتخلف المستبد والعنصري.

(وظلم ذوي القربى أشد مرارة .. على النفس من وقع الحسام المهند).

[email protected]

كتابات: أيش الأمارة؟! "عبد الرحمن نعمان" من صحيفة الوسط