قناة سهيل اليمنية وتزيف الحقائق الجنوبية الدامغة بقلم : أبو نائف الحضرمي

[معلاوي]

قناة سهيل اليمنية وتزيف الحقائق الجنوبية الدامغة

بقلم : أبو نائف الحضرمي

إن المتابع للساحة النضالية الجنوبية وكل ما يعانيه الشعب الجنوبي من ظلم وقهر وبطش من قبل سلطة الاحتلال اليمنية وآلتها العسكرية بمختلف مسمياتها والتي يقابلها أبناء الجنوب الأبطال بصدورهم العارية في مواجهة ما يتم إطلاقه من رصاص حي من قبل جنودها والذي خلف معه المئات من الشهداء والآلاف من الجرحى في واحدة من أجمل لوحات الشرف والبطولة في ميادين النضال السلمي والتي عجزت معه كل أصناف الهمجية العسكرية في إخماده والقضاء عليه .. وذلك بعدما عاهد كل أبناء الجنوب الأحرار شهداءهم وجرحاهم على مواصلة المسيرة وعلى نفس الدرب حتى نيل الحرية والاستقلال ..

ولكن ما يؤسفني هنا ويحز في نفسي أن تنسب قناة سهيل اليمنية وغيرها من المواقع الإخبارية اليمنية المعارضة مسيراتنا السلمية التي نرفع من خلالها الأعلام الجنوبية وصور الرئيس الشرعي للجنوب علي سالم البيض ونردد فيها الشعارات الثورية الجنوبية المطالبة برحيل الاحتلال اليمني الهمجي المتخلف .. وخاصة التي تقمع من قبل الأمن المركزي ويتم فيها إطلاق الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع ويكون فيها قتلى وجرحى إلى مسيرات إسقاط النظام لتسويقها إعلاميا .. ظناً منهم إن مثل هذا الزيف المجافي للحقيقة والذي لا يستند إلى أي أساس من الصحة .. وإنهم بهذا الدجل والكذب سيطمسون قضيتنا الوطنية العادلة !!

فإذا ظننتم أن هذا الزيف سينطلي على المتابعين في الخارج وعلى أبناء الجمهورية العربية اليمنية وعلى أبناء الجنوب .. فانتم واهمون لان هدفنا واحد لا ثاني له .. ألا وهو الحرية والاستقلال ولا شي سواه .. وقد عاهدنا شهدائنا وجرحانا على ذلك ولن يثنينا عن مواصلة المسير أي تحديات طالما لنا وطن محتل سندافع عنه إلى آخر قطرة دم تجري في عروقنا والى آخر رمق في الحياة !!.

ومن هنا فإن من الأمانة الإعلامية والأخلاقية والصحفية ولما يمليه الضمير الإنساني الحي والواجب الوطني لمساعدة الشعوب المقهورة والمحتلة في ربوع المعمورة قول كلمة الحق حتى ولو كانت مرة على كاتبها وسامعها وقارئها !!

فإذا كانت هذه القناة وتلك المواقع الإخبارية المعارضة باليمن تتنكر لنا وتزيف الحقيقة الدامغة الموثقة بالصوت والصورة لمسيرات الحراك الجنوبي في واحد من سياسات المعارضة اليمنية المستقبلية والتي رسمتها على نفس النهج القديم للطاغية علي عبد الله صالح للسير قدماً وعلى نفس الوتيرة والمنهاج لطمس الهوية الجنوبية ووأدها .. فكيف بنا نحن أبناء الجنوب الأحرار أن نستمر في وحدة مع من يدعون إنهم سيغيرون النظام إلى أسماء مراتب السلطة النموذجية .. والتي تعترف بالحقوق والواجبات .. وهم هنا يتنكرون لنا من حقوقنا النضالية التي قدمنا من اجلها خيرة شبابنا ورجالنا لنصرة قضيتنا الوطنية الجنوبية العادلة .. وينسبونها حسب الهوى ومقاصدهم الضيقة .. ظناً منهم أننا قد نسينا شهدائنا وجرحانا الذين قدموا أرواحهم رخيصة في سبيل أن ننال حريتنا واستقلالنا .. فكيف ستكون القضية الجنوبية .. وكيف ستكون الوحدة في عهد المعارضة الوجه الآخر للسلطة الاستعمارية والتي أذاقتنا مع الحزب الحاكم الويل والمرارة على مدى إحدى وعشرون عاماً بأيامه ولياليه .. وهي من الآن قد كشرت عن أنيابها وأظهرت لنا بعضاً من وجهها القبيح في طمس كل ما هو جنوبي .. في دليل واضح وصريح لا يقبل الجدال أو الشك إلى أن السياسة القادمة هي نفس السياسية الحالية وان الجنوب هو الثروة والغنيمة .. فحذاري حذاري يا أبناء الجنوب أن تنطلي عليكم اللعبة .. فكيف ستؤثرون ونسبتكم 5:1 بين شعب أمي لا يفقه كثيراً من الحسابات غير الدفع المسبق .. ولن تنفع معه غير تلك الحسبة .. يا من تدعون بإسقاط النظام ويا من تدعون الفيدرالية .. فان السياسة القادمة نفس السياسة الحالية فقط قد تختلف الأسماء والمسميات ولكن الوجهة والمنهاج والمدرسة واحدة .. وما ذكرناه دليل واحد فقط يبين لنا النية المبيتة لدى دعاة التغيير لطمس الهوية الجنوبية ووأد قضيتنا الوطنية العادلة .. فعقلوها يا أبناء الجنوب الأحرار وهبوا هبة رجلٍ واحد وضعوا أيديكم في يدي بعض فان ساعة الصفر قد حانت وان النصر قادم والاستقلال يلوح في الأفق .. وإنها لثورة حتى النصر .. وما ضاع حق وراءه مطالب ..

وعاش الجنوب حراً أبيا عصياً على الغزاة والمحتلين .