الرئيسية التسجيل مكتبي  

|| إلى كل أبناء الجنوب الأبطال في مختلف الميادين داخل الوطن وخارجة لا تخافوا ولا تخشوا على ثورة الجنوب التحررية,وطيبوا نفسا فثورة الجنوب اليوم هيا بنيانًا شُيد من جماجم الشهداء وعُجن ترابه بدماء الشهداء والجرحى فهي أشد من الجبال رسوخًا وأعز من النجوم منالًا,وحاشا الكريم الرحمن الرحيم أن تذهب تضحياتكم سدى فلا تلتفتوا إلى المحبطين والمخذلين وليكن ولائكم لله ثم للجنوب الحبيب واعلموا ان ثورة الجنوب ليست متربطة بمصير فرد او مكون بل هي ثورة مرتبطة بشعب حدد هدفة بالتحرير والاستقلال فلا تهنوا ولا تحزنوا فالله معنا وناصرنا إنشاء الله || |

شهداء الإستقلال الثاني للجنوب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                          

::..منتديات الضالع بوابة الجنوب..::


العودة   منتديات الضالع بوابة الجنوب > الأ قسام السياسية > المنتدى السياسي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2008-05-28, 10:20 PM   #1
اسدالجنوب
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-04-03
المشاركات: 6,704
افتراضي ( ولـ ''مايو'' نكبتان! ) بقلم/أمين اليافعي

[align=right]منذ بضع أيامٍ (الخميس 22 مايو تحديداً)، هاتفني صديقٌ لي للاطمئنان على سير امتحاناتي، وقبل أن يضع السماعة، أودعني جملته الشهيرة ـ التي اعتاد أن يرددها بتلذذ على مسامعي ـ في مناسباتٍ كثيرةٍ كهذه، قال لي، وصوته الساخر يشج فضاء السماعة: "البقيّة في حياتكم "..

صمتُ للحظةٍ على وقع العزاء، ولم أبادره الرد ـ ككل مرةٍ ـ والدخول معه في جو من الفكاهة لأمرر له أفكاري ( لأن الفكاهة كانت الطريقة الوحيدة التي أستطيع بها تمرير أفكاري إليه)!.. أحسستُ ـ بالفعل ـ أن هناك شيئاً كبيراً قد تغير ولم أكن قد أحسستُ بمثل هذا التغيّر من قبلٍ قط، فحتى الأسلوب المكافيلي صار يشعرني بالخجل إذ ما حاولتُ التدثر بعباءته السوداء.. كانت درجة التغيّر ربما قد تقترب من الإعجاز في سرعة تحققها وتحقيقها لتأثيرٍ كبيرٍ وعميقٍ في النفس العليا (على حد تعبير باولو كويليو).. فحتى الموت أصبح في حضوره ليس بذلك القمقم الذي يصعب التعامل البشري معه، والتسليم الكامل له عند الحضور.. هناك مرحلة فارقة تتخلّق بقوة في الأفق القريب، وتقترب رويداً رويداً، مرحلة نشور وبعث للحياة من جديد تشبه تماماً مرحلة البعث الكبرى التي تُرجع الموت إلى مفهومه الحقيقي باعتباره فاصل انتظاري بين مرحلتين وليس باعتباره غياباً أبدياً !


قلتُ لصديقي ـ بعد أنزياح الصمت ـ وبنبرة أكثر جديّة: "صدّقني.. ليس موت بالمفهوم البشري الآني للموت، ربما وعكة صحية، سقطة نعاس، غرق جزئي، لكنه ليس الموت!.. ستقول عن ذلك رومانسية مفرطة، ولك مطلق الحرية في تصنيف ما أقول، لكن ما أؤمن به أن هناك حقٌ، والحق هو أكثر الأشياء قدرة على البقاء وصد فعل الاقتلاع، لأن الحق مرتبط بالذات الإلهية وهو ما يعني البقاء اللامتناهي والعمق اللامتناهي والصمود في وجه كل شيء دون زحزحة.. فهل منع قط اغتراب البحر بين رصاصتين ـ كما يقول درويش ـ نماء مخيمٍ أو اشتداد ساعدٍ لإنجاب الزعتر؟..


أني لأشمُ رائحة الجنوب تأتيني من جبال ردفان وشموخ الضالع في كل صحوٍ ومنام، تنبئي أن يوم رحيل المحتل وقذفه إلى أبعد نقطة من بحر عدن الشاسع قد أزف جداً".


انتهت المكالمة، وذهب صديقي إلى عالمه الخاص وربما وهو ليس مقتنع بمثالية ما أقول، ولكني أمنتُ دوماً أن القضايا الكبرى ـ بتعبير فيتزرالد ـ مهما بدت من غير أملٍ لا بد وأن نسعى لتغييرها حتى تُكمل البشرية سيرها.. فهناك حقٌ، وهذا الحق ليس حقاً أسطوريا أو مثالياً مفرطاً وهو المهم، ولا بد من يومٍ ما يأتي ليتحقق فيه.


كنتُ لحظة المكالمة في الشرفة، وكانت الشرفة تطل على القاهرة، القاهرة في الليل تبدو كبيرةً جداً وأكبر بكثيرٍ مما تبدو عليه في النهار، كنتُ ألحظ النيل الذي يتمدد بالقرب مني في أحضان أعز خليلاته وهو ينساب على ضوءٍ خافتٍ بهدوءٍ مستفزٍ ودون أية شوشرة، كل شيءٍ ومهما صغر هنا يُحدِثُ جلبة ما عن خطواته إلا النيل، فهل هذا هو سر العظمة والبقاء؟!..


ولا أدري لماذا في لحظةٍ كهذه اُنتُزِعَت من مخيلتي القاهرة المستلقية أمامي والكاشفة عن أدق تفاصيل جسدها الفاتن وبصورة محفزة تدعو إلى إغداق شهوة النظر، واُستُبدِلَت بصورة عادل المطلق وهو يتمدد على سرير الإنعاش و"الجنبية" مغروسة في أسفل ظهره، فيتدحرج الدم، متخثراً على جسده النحيل!..


ربما قد يكون انعطاف مخيلتي الغريب هذا يعود إلى ذكرى نكبة مايو (لا أعلمُ لماذا قدّر لنا أن يتوافق شهر نكبتنا مع النكبة الفلسطينية، فهل لأن طبيعة الاحتلال والطريقة التي تم بها متشابهة؟ ربما يكون الفرق الوحيد تَقدُّم الاحتلال هناك وتخلفه هنا!)، وعزاء صديقي لي في هذه الذكرى المؤلمة، والأماني بما سيكون عليه حال الجنوب لو لم نضاجع التخلف في ليلةٍ فاجرة؛ والقاهرة تفترش أمامي.. وربما يعود إلى تأريق هذه الصورة لذاكرتي بحضورها القوي المتواصل.. فعندي، لم تقتصر هذه الصورة على تكثيف الطريقة التي تم بها نحر الجنوب غدراً في ظهره بما يسمى بـ" وحدة 22 مايو"، ولكنها تتعدى هذا الحيز (المهم) بما توحيه "الجنبية" باعتبارها رمز رفيع للقبيلة وهي تنحر وبمساندة الدولة الظهر الذي يسند المؤسسة.. تلخص هذه الصورة كيف تفعل القبيلة أكبر أدوات إنتاج التخلف بالتحضر المدني عندما تسوده، وعلى عكس ما يتم في العالم أجمع.


عهدٌ.. لن نتصالح ومهما طال الزمن وتبهرج مع هذه السقطة الفظيعة، واللحظة القاتلة من تأريخنا الجنوبي، وبشكلٍ صارخ، يحدونا الأمل بأن لحظة النور في طريقها للتحقق، وموعدنا بات جد قريب لاشتمام رائحة خالصة على شاطئ الأحلام (الساحل الذهبي) كما فعلنا ذلك قبل أكثر من أربعين سنة.


إلى السجناء..


تعلمون أن الأنبياء أتوا ليكمّلوا الأخلاق أي ليكمّلوا القيمة، أما أنتم فتخلقون القيمة في عصرٍ قيل أنه عصر اللا قيمة.


صدقوني يا أنبياء الجنوب.. لو رأيتم كيف كان ساجنكم ذليلاً ومنكسراً في خطابه الأخير لدرجة الإشفاق.. لو رأيتم ذلك لفرحتم كثيراً، ولما راودتكم قط لحظة انكسار.


أيها الأبطال.. سأقول لكم في هذه الذكرى ما قاله أحمد مطر لـ"أهل الضفة": " أهل السجن/ أنتم حق/ وجميع الناس أباطيل /أنتم خاتمة الأحزان /وأنتم فاتحة القران /وأنتم أنجيل الأناجيل /يا من تعتصمون بحبل الله جميعاً /وبأيديكم حجر من سجيل/ سيروا والله يوفقكم /هزوا الدنيا..


أهل السجن/ أنتم روح الله /وانتم موجز كل المخلوقات /وانتم أحياء أحياء /والناس جميعا أموات..".[/align]
اسدالجنوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حصاد المصير أون لأين العدد (2) 31/مايو 2012م النشرة الاسبوعية لموقع المصير أون لاين مهفوف المنتدى السياسي 1 2012-05-30 07:53 PM
نقد خطاب الهيمنة: تمثلات «الإصلاح العائلي» في الجنوب / أمين اليافعي حسين بن طاهر السعدي المنتدى السياسي 0 2011-11-02 10:48 AM
حين اقترف الجنوبيون السياسة - بقلم : أمين اليافعي (مقال يستحق القراءة) اوراس شمسان المنتدى السياسي 1 2011-09-08 03:28 AM
نداء إلى أمين الأمة ( بقلم: ابو الطيب اليافعي) فرسان الجنوب المنتدى السياسي 0 2010-02-25 02:16 AM
جوازي الأسود.. انتهى! ( بقلم: أمين اليافعي ) أبو عامر اليافعي المنتدى السياسي 0 2008-05-13 12:11 AM

=
Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
 

تنـويـه
بسم الله الرحمن الرحيم

نحب أن نحيط علمكم أن منتديات الضالع بوابة الجنوب منتديات مستقلة غير تابعة لأي تنظيم أو حزب أو مؤسسة من حيث الانتماء التنظيمي بل إن الإنتماء والولاء التام والمطلق هو لوطننا الجنوب العربي كما نحيطكم علما أن المواضيع المنشورة من طرف الأعضاء لا تعبر بالضرورة عن توجه الموقع إذ أن المواضيع لا تخضع للرقابة قبل النشر