من لوازم مناظرة د-محمدالسعيدي وحسن المالكي اننا لسنا ضد القاعدة مطلقا بل ضد تطرفها

[نبيل العوذلي]

بسم الله الرحمن الرحيم
من لوازم مناظرة د-محمدالسعيدي وحسن المالكي اننا لسنا ضد القاعدة مطلقا بل ضد تطرفها
استمعت ليل امس على قناة المستقلة لجزء حيوي من مناظرة الدكتور محمد السعيدي المدرس في جامعة ام القرى بمكة المكرمة والكاتب الاستاذ حسن المالكي من الرياض حول الفكر التجديدي في السعودية والوهابية وكون الامام محمد بن عبدالوهاب كان قد كفر اعلام من علماء عصره لمجرده انهم خالفوا فهمه لنصوص معينه وان علماء الوهابية اليوم ينقض الكثير منهم الاصول التي عمل بها الامام في تكفير الاعيان والمجتمعات وتناول النقاش ايضا منع دراسة المنطق والفلسفة في مراحل دراسة السعودي في الاعداديه والثانوية واذا درس في الجامعه فعلى سبيل النقض والتحذير منه-أي النفي—وليس –الاثبات—
وعليه فأنني احب ان اردف ما وفقني الله تعالى اليه من تبيان قد ينفع ويفصح عن بعض وجه الاشكال حول تلك المسائل ان شاء الله
يقول تعالى(((ولكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا)))المائدة
يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله---

---- فالأصول الثابتة بالكتاب والسنة والإجماع هي بمنزلة الدين المشترك بين الأنبياء،ليس لأحد خروج عنها، ومن دخل فيها كان من أهل الإسلام المحض، وهم أهل السنةوالجماعة، وما تنوعوا فيه من الأعمال والأقوال المشروعة فهو بمنزلة ما تنوعت فيهالأنبياء،---
ويقول ايضا رحمه الله

---- فالمـذاهب والطـرائق والسياسـات للعلماء والمشايخ والأمراء إذاقصدوا بها وجه الله تعالى دون الأهواء؛ ليكونوا مستمسكين بالملة والدين الجامع الذيهو عبادة الله وحده لا شريك له، واتبعوا ما أنزل إليهم من ربهم من الكتاب والسنة ـبحسب الإمكان ـ بعد الاجتهاد التام ـ هي لهم مـن بعض الوجوه بمنزلة الشِّرَعوالمناهج للأنبياء، وهم مثابون على ابتغائهم وجـه الله وعبادتـه وحـده لا شريك له،وهو الدين الأصلى الجامع، كما يثاب الأنبياء على عبادتهم الله وحده لا شريك له،ويثابون على طاعة الله ورسوله فيما تمسكوا به لا من شرعة رسوله ومنهاجه، كما يثابكل نبي على طاعة الله في شرعه ومنهاجه‏.‏
ويتنوع شرعهم ومناهجهم، مثل أن يبلغ أحدهم الأحاديث بألفاظ غيرالألفاظ التي بلغت الآخر، وتفسر له بعض آيات القرآن بتفسير يخالف لفظه لفظ التفسيرالآخر، ويتصرف في الجمع بين النصوص واستخراج الأحكام منها بنوع من الترتيبوالتوفيق، ليس هو النوع / الذي سلكه غيره، وكذلك في عباداته وتوجهاته، وقد يتمسكهذا بآية أو حديث وهذا بحديث أو آية أخرى‏.‏--

فيتبين ان لكل عالم او شيخ او امير مذهب وطريقة وسياسة تميز شاكلته العمليه حسيا ومعنويا(((قل كل يعمل عى شاكلته)))-أي السجيه والطبيعه تلك التي يسمونها اليوم—الشخصية—وهذه الشخصية كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم—ان الله ليلين قلوب رجال فيه حتى تكون الين من اللبن وليشدد قلوب رجال فيه حتى تكون اشد من الحجارة—وذلك حينما ابدى الصديق رضي الله عنه رأيه بالعفو عن اسارى بدر بينما كان رأي عمر رضي الله عنه بقتلهم .....
السؤال هنا
لماذا وقد كاد ان يستوي فضل ابي بكر الصديق وعمر رضي الله عنهما في بعض مقامات الايمان كان لكل منهما رأيا مغايرا لرأي الاخر وقد وافق النبي صلى الله عليه وسلم رأي الصديق رضي الله عنه ونزلت الايات القرانيه بموافقة رأي عمر رضي الله عنه ؟
هل يمكن ان تكون الجبلة الكونيه التي يخلق الله تعالى بها الخلق والامر المتصل بهم من الاسباب التي تعدد وتنوع شخصيات البشر ومذهب وطريقة وسياسة اخذهم الحق والحكمة والرأي فيه؟
هل يمكن للظروف المحيطة بالشخص من عالم او امير او شيخ سواء التي عاش فيها او الملازمة له او المتجددة معه سببا في تشكيل شاكلته التنظيريه والتطبيقيه او تبيدلها او تحويلها او تجديدها او تثبيتها؟
لقد اعجبني كلام الدكتور محمد السعيدي بنقض حجة الاستاذ حسن المالكي في بعض اوجهها الناقدة لشرعة ومنهاج الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله على اساس اسانيد الحكمة الكونيه
اعود للكلام الذي بدأته حول الشرعه والمنهاج كمذهب وطريقة وسياسة يساهم في تشكيلها لدى العالم او الشيخ او الامير ليس فقط نصوص الحكمة الشرعيه من الكتب السماوية وكلام الرسل والانبياء بل ايضا اسباب الحكمة الكونيه في الخلق والامرالاصليه تلك التي جبل الله تعالى بها عبده والمستجدة معه بحسب تفاعله وتأثره بالعوامل والظروف المحيطة به والمستمرة والملازمة والمنقطعه واقول بحمدالله
لم يتفطن الكثير من الصالحين الى ان شرعة ومنهاج العالم التي يأتي بها هذا المجدد او ذاك وتكون له من بعض الوجوه بمنزلة الشرع والمناهج للانبياء لاتنحصر بما اتى به من فهم وتفسير للنصوص في ذاته وخلال حياته ولكنها تستمر في سلم اتباعه بين نسخ وانساء ومحو واثبات وتبدل وتجدد
(((ما ننسخ من اية او ننسها نأتي بخير منها او مثلها)))
(((يمحوالله مايشاء ويثبت وعنده ام الكتاب)))
(((وكل يوم هو في شأن)))
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم—اتبعوا سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ—فاذا كان ذلك في شأن النبي صلى الله عليه وسلم ان يجعل الله تعالى في الخلفاء الراشدين المهديين من السنن التي قد تغاير السنن التي اتى بها النبي صلى الله عليه وسلم كما في اوليات الفاروق وفقهيات عثمان وعلي رضي الله عنهم فكذلك يكون مع العلماء والائمة المجديين من الاتباع الذين يكونون على نفس المذهب والطريقة والسياسة كشرعة ومنهاج فينسخ الله تعالى بهم وينسي ويجدد ويمحو ويثبت ويبدل ويحول تعالى بهم ما يشاء كما شاء بتوفيقه تعالى وهدايته لهم(((والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا))) وهذا الذي حصل مع الامامين ابن عثيمين وابن باز رحمهما الله وغيرهما ممن نسخ الله تعالى بهم وانسى وجدد ومحى واثبت وبدل وحول في شرعة ومنهاج الامام محمد بن عبدالوهاب الامر الذي فسره الاستاذ حسن المالكي انه بمثابة نقض للاصول التي فهم بها الامام محمد بن عبدالوهاب النصوص التي اتصلت بشرعته ومنهاجه ويريدبذلك ربما بحسن قصد نقض لتلك الاصول غير مفرق بين الفهم الذي اتصل فقه الامام محمدبن عبدالوهاب رحمه الله بتلك الاصول المتعلق كما قلنا بالحكمة الكونية في الخلق والامرالمتصلة بالزمان والمكان المصاحب لها وبين الاصول نفسها التي جدد الله تعالى في فهمها من خلال اتباع المذهب والطريقة والسياسة –أي الشرعة والمنهاج—كالذي عليه الامامين ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله واخيرا سماحة المفتي عبدالعزيز ال الشيخ
ولايعني انني اعارض بعض الصواب الذي يستند اليه الاستاذ حسن المالكي في كون اصرار البعض بالتمسك بفهم الامام محمدبن عبدالوهاب رحمه الله الذي كان عليه وصاحبه تلك الحقبة ويعتبرون ان المجتهدين في الشرعه والمنهاج-أي الوهابيه- اليوم قد غيروا وناقضوا الاصول السابقة غير عاملين بلازم كلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله انه اذا كانت مذهبية و طريقة وسياسةاستنباط المجدد او المجتهد من امام وشيخ والامير للاحكام والجمع والتوفيق بين الادلة حتى على مستوى مقاماته التعبدية واحوله القلبية والتي قلنا ان للحكمة الكونية علاقة في تشكيل بعض ذلك فيكون لها كما هو لشرع ومناهج الانبياء من النسخ والانساء والتجديد والمحو والاثبات بحيث انها قد تمنع او ربما تحرم في زمان ومكان وتكون جائزة ومحلله في زمان ومكان وهذا اصلا مكمن الخلاف بيننا وبين القاعدة اصلا الذين يظنون ان معارضتنا لاستمرارية مذهبية وطريقة وسياسة تطبيقهم لنصوص الجهاد الذي اتصل بفترة الحرب في افغانستان ولم تظهر بعد عوامل الخطر الرافضي والقبوري المتحالف حاليا على غرار التحالف بين الصهيونيه والمسيحيه--الصهيومسيحيه—الذي يستهدف-أي التحالف الرافضي القبوري والبدعي بشكل عام- اهل السنه والجماعه بمبرر الوهابية فيجعلون العمل بنصوص تكفير الحكام وخلخلة امن جزيرة العرب والاصرار على طريقة القتال الذي لايميز ولايتبين بحجة –يبعثون على نياتهم—فيظنون اننا نعارض الجهاد والمقاومة وقد تحولنا وكثير من العلماء والمشايخ والدعاة الى مداهنين ومع الخوالف والقواعد كما يتصورون ذلك وهذا كله بسبب الظن الحاصل ان فهم جيل معين لنصوص معينه في الامر والنهي يجب ان يكون ملازما للاجيال اللاحقة دون تجديد او محو واثبات وتقديم وتأخير وتبديل وهذا اصلا لم يجعله الله تعالى للانبياء والرسل الذي جعل في تتابع الانبياء وتسلسلهم ما يقتضي النسخ والتجديد والمحو والاثبات وكذلك الحال للعلماء والمشايخ والامراء الذي تكون مذاهبهم وطرقهم وسياساتهم من بعض الوجوه بمنزلة الشرع والمناهج للانبياء فيكون لها ايضا من النسخ والتجديد والاثبات والنفي فتكون الحاجة اليوم حقا لشكل جديد من المقاومة والجهاد يراعي عدم تكتيل المخالف الكافر عليك ليتسفيد من ذلك مخالف كافر اشد عداوة لك كاليهود والمشركين او المخالف المبتدع فيقوي بدعته ونفوذ اصحابها في معسكرك وانت تخدمهم وتحسب انك تحسن صنعا كالتحالف الرافضي القبوري الذي يستهدف اهل السنه والجماعه بمبرر الوهابية وانها شرعة تكفيريه دون النظر الى تجديد الاتباع للمؤسس في نظرهم لهذه المسائل تلك التي يظن بعض الوهابيين انها بمثابة انحراف وحيود عن مبدأ وما بدأ به الاوائل ففضلوا الانعزال بين البراري والسجون كما قال صاحب ملة ابراهيم جهيمان رحمه الله
هم يحسبون الدين ذا قطف الاثمار
وملاعبة من يلبسن الغواشي
هم قوم ترى ترك الوظائف من العار
ما ينكر المنكر اليا مر ماشي
حلفت بالله لا بدل الدار بالدار
قبل رحل جعفر ال دار النجاشي
اذا نحن ازاء من يريد حقيقة ان يجعل من كلام وفهم المجددين من العلماء والمشايخ والامراء كالامام محمد بن عبدالوهاب بمثابة كلام وفهم الانبياء فيرى ان المجددين والمحسنين والمكملين الذين يلحقون ويتبعون هديه ونوره فينسخون ويجددون ويثبتون وينفون الذي غفل وقصر ونقص وضعف في شرعة ومنهاج المجدد بمثابة خروج عن الاصل وهذا هو الحاصل مع بعض الاتباع للامام محمد بن عبدالوهاب ويقابله من يريد ان يجعل من تجديد ونسخ ومحو واثبات المكملين والمحسنين بمثابة تناقض يقتضي نقض الاصول المتفق عيها في شرعة ومنهاج هذا المجدد الموافقه للشرعه والمنهاج التي خص الله تعالى بها محمد صلى الله عليه وسلم داعيا الى رؤية تجديدية قد تقتضي التمييع كما يفعل الكثير اليوم ممن ينادون الى العلمانيه والليبراليه بحجة هذا التغاير لاجيال الشرعة والمنهاج الذي يظهر على شكل نسخ ومحو واثبات في كلام الاتباع بين مكاملة ومفاضلة بحسب المصالح والمفاسد المتعلقة بتغيرالازمنة والامكنه فيسعى الى نقض الاصول النظرية الموافقه للكتاب والسنه القطعيه وخير الامور اوساطها