كيمياء المخابرات الالكترونية, والاعتراف باسرائيل ..وحمل المتشابه على محكم الشخص

[نبيل العوذلي]

بسم الله الرحمن الرحيم
طالما كنت اقول للكثير انه في الوقت الذي ستظن انك ذكيا على تقنية علم المخابرات التجسسي الالكتروني اليوم فأعرف انك في هذه اللحظه قد صرت غبيا لانك ظننت ذلك

تطورت تقنية التجسس الالكتروني اليوم تطورا كبيرا فلاتظن انه بالامكان ان تراسل من بريدك او تتصل من جوالك او تقعد في سيارتك فتتكلم بما يحلو لك وتظن ان لا احد يستمع لك ..بل قد وصل الامر في خبراء علم المخابرات الى اجراء الاختبارات التفاعليه بطريقة الكيمياء من اجل تحديد عنصرك في الجدول الدوري المخابراتي تماما مثلما يفعل الكيماويون حال ارادتهم تحديد هوية وشخصية هذا العنصرالكيميائي وفي أي جدول تقع سمتك المندليفيه—نسبة لجدول مندليف الكيميائي-وذلك حينما يرسلوا رسائل الكترونيه الى بريدك لتحديد تجاوبك مع نوع معين من الثقافات والايدلوجيات والفنون وغيره ليحددوا مع أي نوع من تلك تتفاعل وتتجاوب ....انها سلسلة طويلة من الاختبارات قد تستغرق معك عدة سنوات من اجل تحديد عنصرك الكيميائي المندليفي في جدول الشخصيات , كل ذلك من اجل ان يتم تحديد نوع الشخص والاشخاص الذين يمكن ان يقربونهم منك لتتفاعل معهم وتتجاوب معهم عقب تحديد نوع عنصرك ....ازاء هذه العملية المعقدة والمستمرة اقول بكل صدق ..والله ثم والله...لاتستطيع ان تتجاوز سلسلة الاختبارات هذه الا بالاستعانة بالله اولا , بمعية الله تعالى وحفظه عباده من خلال توفيقه تعالى لهم بحسن الاستعانة به بالاخلاص وافراد العبادة لله تعالى ليهديك الى ردود افعال قوليه وعمليه تلقائيه مع مايقومون به تبدوا كما ولو انها سطحيه تكتشف لاحقا انها كانت على قدر من الحكمة البالغه التي هداك الله تعالى اليها بتوفيقه وهذا اولا
اما ثانيا فيجب ان تعرف ان الخروج عن منهج الاعتدال الى التطرف والتشدد لايمكن لك به فيما اعلمه ان تتعدى سلسلة هذه الاجراءات الكيميائيه في علم المخابرات اليوم الا بمنهج الوسطيه ذلك ان منهج الوسطية يمكنك بحمدالله من ان يكون لك اقوال وافعال فيها من العدل والانصاف والقسط مع العدو والصديق فلايستطيع العدو ان يجمع همه على ايذاءك لانك قد انصفته في ما عنده من حق وصواب ولايستطيع الموالي لك ان يعبدك بحبورية ورهبانية كما يفعل بعض الائمة لانك قد جرحت بعض تصرفاته الخاطئه وانصفت عدو له في ما له من حق
وسأضرب لكم مثلا وصلتني رساله لبريد الكتروني باسم شارون بيلا يطلب صداقة وهو من بريطانيا..عرفت بحمدالله ان هذا نوع من الاختبار لشبكة متصلة بالصهيونيه تريد ان تعرف تفاعلك مع اسم شارون على اعتبار ان هذا الاسم هو نفس اسم زعيم اسرائيل الذي عانى منه الفلسطينيين الويلات لانه يعتقدون ان المسلمين يكرهون شارون وكل من كان اسمه شارون ويريدون تحليل تفاعلي مع الاسم ربما لانهم يريدون اختبار امكانية تجاوبي مع اتصال بلوبي يهودي لانني اشغل منصبا في الهيئة الشرعيه وربما يبحثون عمن يتجاوب مع هذه العلاقة لانهم يهيئون لنوع من التغيير في المنطقة عامة لصالح التطبيع مع اسرائيل على حساب المقاومة ...طبعا رددت عليه وقلت له مرحبا سيد شارون فرد علي انا لست رجلا انا فتاة في الثامنه والعشرين من عمري امريكيه واعمل في مستشفى ببريطانيا وابحث عن صداقه تكون فيها العلاقه مثل علاقة الزوجين ويمكنني ان ازورك في اجازتي فقط ارسل لي صورتك لانني ارسلت لك صور شخصية لي لتتعرف علي
هنا عليك ان تتعامل مع الاحتمالين ان تكون صادقه بحسب كلامها وان تكون ضمن سلسلة الاختبارات لم افتح بحمدالله ملف صورها ورددت عليها قائلا انا لم افتح ملف صورك لانها لاتعبر عن الصورة الحقيقية للانسان فقد تكونين جميلة ولكن قد يكون قلبك ليس مثل صورتك الجميلة انا اريد ان اعرف صورتك الحقيقية الموجودة بداخلك كيف تفكرين وكيف تنظرين للناس وتتعاملين معهم واريدك ان تفكري فقط اذا كان لليهود اله وللنصارى اله وللمسلمين اله وللبوذيين اله فلماذا هذا الاتفاق الموحد في شكلنا الخارجي لماذا مثلا لم يخلق اله النصارى المسيحيين باربع ارجل ويدين ولماذا لم يخلق اله المسلمين خلقه برجلين وثلاثة ايادي ...وهكذا لماذا هذا الاتفاق بين الالهة العجيب..الا يدل على انه فعلا اله واحدا؟؟؟؟..اريدك ان تفكري...
لانه اول ما يجب ان تدعوه الغير مسلمين الى واحدية الخالق كي تمهدهم على قبول التفاصيل الاخرى ولايلزم ان تذكرها لهم اذا يكفي بداية ان ينضبط عندهم ان الاهنا كلنا واحد...الشاهد هنا انني اذا كنت متشددا فلن اتجاوب مع اسم شارون باعتبار الاسم وهذا ليس من الاسلام لان الله تعالى يقول(((ولاتزر وازرة وزر اخرى))) اما بالنسبة لموضوع التمهيد للاعتراف باسرائيل فقد قلت ان الله تعالى له ارادة كونية قدرية متعلقه بالخلق والامر ولايلزم محبته تعالى لها وله تعالى ارادة شرعيه يردها ارادة محبة ورضى ووجود اسرائيل بارادته تعالى الكونيه وليست الشرعيه مما ينبغي التفريق بين الاعتراف بها وبوجودها كونا بل وبالتعامل معها الذي يراه الكثير من العرب ردة وكفر وبين ارادة الله تعالى الشرعيه التي توجب علينا مجاهدتهم في سبيل الله ومناصرة الفلسطينيين في جهادهم مما يلزم التعايش والصراع الاعتراف بهم ومجاهدتهم وهذا الذي اراه انه الحق عندي مثل وجود الشيطان بارادة الله تعالى الكونية وقد نتكلم معه او ربما نعرف ان اية الكرسي اذا قرأت فلا يقرب الشيطان من قارءها من الشيطان نفسه كما في حديث ابي هريرة وهذا هو الشيطان الذي الاصل في قاعدة علاقتنا به العداوة فكيف اذا كان من بني البشر الذي الاصل فيهم غير ذلك
فكذلك الحال مع اليهود الذين جاورا النبي صلى الله عليه وسلم في المدينه وكلمهم واكل من طعامهم وخالقهم بخلق حسن وكذلك جاهدهم في سبيل الله وهكذا وهذا بالطبع سيقود الى مسألة عقدية دقيقة وهو هل يجوز الاستدلال بافعال الارادة الكونيه لله تعالى لاستنباط احكام تكون من مراد الله تعالى الشرعي الذي يريده تعالى ارادة محبه ورضى ؟
وهنا تتحقق الحجة على اصحابنا جماعة الجهاد في عملياتهم التي يستهدفون بها اهداف لايتحقق لها التمييز ومع ذلك يقومون بها بحجة –يبعثون على نياتهم—المتعلق اصلا بفعل كوني لارادة الله تعالى الكونيه لحديث عائشة ان جيش يأتي على المهدي اخر الزمان فيخسف الله تعالى بالجيش فتقول عائشه ايهلكون وفيهم الصالح فقال صلى الله عليه وسلم –نعم ويبعثون على نياتهم—فيستدل جماعة الجهاد من هذا الفعل الكوني على عمل يرونه مطلقا شرعيا أي يريده تعالى ارادة محبة ورضى فنقول لهم قد وقعتم هنا في اشكاليه لان الله تعالى يبين في سورة الاسراء علو بني اسرائيل في الارض بارادته تعالى الكونيه (((ولتعلن علوا كبيرا))) مع انه تعالى يبين ان لهم ايضا نصيب من الارادة الشرعيه كما في الايات الاولى وموجب التحذير في الاية الاخيرة(((وان عدتم عدنا))) –أي عادوا الى الافساد—وهو ما يكشف على ان لهم ايضا درجات يزيد وينقص فيها افسادهم وشرهم بل ويتفاضل ويتبعض المتوافق مع زيادته ونقصانه وتفاضله وتبعضه ايضا فينا نحن الامة الاسلاميه بحيث ان تسليطهم علينا لايكون الا بسبب افسادنا وابتعادنا عن الدين الصحيح مع كونهم في دائرة الكفر باعتبار عدم ايمانهم برسالة محمد صلى الله عليه وسلم بعدما سمعوا بها سوى ان مقتضى الربوبيه الكونيه للكل توجب نوع من العدل مع الكافر بحسب اقترابه للحق مع ابتعاد المسلم عنه بضعف اوزيغ او وهن مع انه لايزال في دائرة الاسلام –أي المسلم-وذاك في دائرة الكفر سوى ان الربوبيه الكونيه الموجبه للقسط والعدل والرحمه للكل ومعهم تستوجب حالة تسمى بتعارض الادلة –أي ادلة النفي والاثبات –ما يؤكد ان الاعتراف باسرائيل كونا ومجاهدتها شرعا هو الحالة السليمة ان شاء الله للوضع الراهن وهو ما لايريد الكثير ان يفهموه ويظنون ان الوقوع في احد المرادات يوجب نفي الاخر ناقلا الشخص من ايمان الى ردة او العكس واذا ما قيل ان اسرائيل وجودها متعلق بالارادة الكونية التي لايريدها الله تعالى بارادته الشرعيه مثل بقية الطواغيت وقوانينهم ومجتمعاتهم فينبغي عدم التعامل معها ومحاربتها تقربا لله تعالى .قلنا لهم لماذا اذا قصدتم لاتمام عملية الحادي عشر من سبتمبر الاستفادة من احكام وقوانين هذا المجتمع الطاغوتي المتعلق فقط بالارادة الكونية فاستخرجتم الجوازات وركبتم الطائرات ودخلتم مدارس تعليم الطيران وتعاملتم معهم في علاقات اجتماعيه وهذه كلها من الاسباب المتصلة بالمراد الكوني الذي تطالبون فقط بمعاداته وعدم الاتصال به؟
ستقولون من اجل اتمام مقصود تعبدي وهو العملية بدليل نجاحها ...اذا لماذا اولا سمحتم لانفسكم فقط دون بقية المسلمين بالاتصال بقوانين واسباب هذا المراد الكوني الطاغوتي وتحرمون ذلك على الاخرين؟
ستقولون ان مقصدنا اسمى واوجب عينا من مقاصد الاخرين...اذا هنا الاشكالية انكم ميزتم انفسكم عن بقية المسلمين درجة وكرامة وسمحتم لانفسكم بالاستفادة من اسباب هذا المراد الكوني دون الاخرين وزكيتم مقصدكم دون مقاصد الاخرين ...اليس كذلك؟
ايهما افضل برأيكم ان يستفيد المسلمون من هذه الاسباب الكونية للحصول على التعليم مثل ما حصلتم انتم عليه من اجل بناء دولة قوية تستطيع ان تكون فعالة في المجتمع الافليمي والدولي في الصراع الاسلامي والغير الاسلامي والصراع العربي الاسرائيلي مثل السعوديه وسوريا مثلا ام الاستفادة من الاسباب بحسب قياسكم من اجل القيام بعملية واحدة مثل احداث سبتمبر ربما لايمكن تكرارها بدليل انه مضى عليها عدة سنوات ولم تتمكنوا من القيام بمثلها بل وخسرتم دولة كاملة قوية –دولة طالبان--؟
ايهما افضل الاستفادة من هذه الاسباب التي تتيح لنا الدخول في المجتمع الغربي لخلخلة التحالفات لصالح قضيتنا الاساسيه في فلسطين من خلال اضعاف تأثير اللوبي الصهيوني على مسار القرار بتوعية الغربيين بحقيقة لئم وخبث اليهود ام نراهن على الاستفادة من الاسباب للقيام بعملية واحدة قد لاتتكرر مرة اخرى؟
هل فهمتم مفصدنا بمسألة التعايش والصراع السلم والحرب بقواعد اخلاقيه للحرب وليس بهذه الطريقة التي تضر اكثر من نفعها فيما اعلم
والله اعلم
اخيرا لاحظت ان هناك من يتلاعب ببريدي الالكتروني من خلال اكتشافه معرفي—الباس وورد—واخشى ان يبني على اساس ذلك علاقات واشياء باسمي لاتمت بصلة لي وبقناعاتي او ينشر كلام باسمي مما يلزم العمل بقاعدة شيخ الاسلام ابن تيميه رحمه الله عند حدوث ذلك معي من قبل هؤلاء المتلاعبين

قال شيخ الاسلام ابن تيمية
"فإنه يجب أن يُفسَّر كلام المتكلِّم بعضه ببعض، ويُؤْخذ كلامه هاهنا وهاهنا، وتُعرف ما عادته يعنيه ويريده بذلك اللفظ إذا تكلّم به، وتُعرف المعاني التي عُرف أنه أرادها في موضع آخر، فإذا عُرف عُرفُه وعادتُه في معانيه وألفاظه؛ كان هذا مما يستعان به على معرفة مراده، وأما إذا استُعمل لفظه في معنى لم تجر عادته باستعماله فيه، وتُرِك استعماله في المعنى الذي جرت عادته باستعماله فيه، وحُمل كلامه على خلاف المعنى الذي قد عُرف أنه يريده بذلك اللفظ، بجعل كلامه متناقضًا، وترك حمله على ما يناسب سير كلامه؛ كان ذلك تحريفًا لكلامه عن موضعه، وتبديلاً لمقاصده، وكذبًا عليه،