الزميل والصحفي المفرج عنه خالد علوي أبو شاهين في حوار خاص مع "صدى عدن "

[نصر شاذلي]

الزميل والصحفي المفرج عنه خالد علوي أبو شاهين في حوار خاص مع "صدى عدن "
2010-07-14 00:16:21|

أرادتنا وعزيمتنا كانت ومازالت وستظل قوية وكتبت للأمن السياسي عريضة ان الجنوب حقيقة بمنطق التاريخ والواقع
كنت وحيد في زنزانة انفرادية طول 3مترواصعب موقف كان لحظات منع الزيارة عني

صدى عدن / عدن / حاوره انيس منصور / 14 / 07 / 2010
الزميل الصحفي خالد علوي أبو شاهين أشهر من نار على علم ظهر جليا في سماء وساحات الحراك الجنوبي الداعي لأستقلال الجنوب وفك الارتباط عن الشمال بعد فشل مشروع الوحدة الاندماجية وبرز ابو شاهين كصوت وقلم إعلامي متابع لكل مجريات ساحة الجنوب تم اعتقاله عشية 21مايو الماضي في مديرية المنصورة وظل في غياهب زنزانة سجن الأمن السياسي بالفتح قرابة خمسون يوم والزميل أبو شاهين عقيد متقاعد في الجيش براتب ثلاثون ألف ريال ومتزوج وأب لأربعة أطفال وكان يعمل قبل اعتقاله مسوول قسم الصيانة في مصنع اسمنت الشركة الوطنية بالمسيمير لحج واتخذت ادارة المصنع قرارا أداري بفصله عن العمل وهو في المعتقل وفي ثنايا هذا الحوار الصحفي يتحدث ابوشاهين في حوار حصري لـ "صدى عدن " عن تفاصيل الأعتقال وعذابات السجن :
نريد أن نعرف تفاصيل الاعتقال منذ الوهلة الأولى ؟
الاعتقال كان عشية 21مايو كنت في انتظار الفعالية السلمية التي ستخرج في المنصورة لتصويرها وقبل بدء الفعالية وصلت نحوي سيارة شرطة وفيها امنيون مسلحون بزي مدني وبشكل مستفز انهالوا نحوي وقالوا أنت ابوشاهين تعال معنا قلت لهم من انتم قالوا نحن الامن واقتادوني مغمي العينين ومكلبش اليدين إلى إدارة وسجن الأمن السياسي الذي تم اقتحامه الشهر الماضي وكان السجن مزدحم وتم التحقيق معي ثم نقلت إلى سجن رأس مربط يسمى سجن برسلي بالتوهي وجلست يومين ثم نقلوني الى الزنازين الانفرادية بالفتح.
إذا كيف عرفت هذه السجون وأنت مغمض العينين؟
يا أخي انا اعرف عدن تماما وعرفت من خلال سير اتجاهات السيارة والاتجاه بالسير يمين وأيضا المسافة بين السجون كانت قليلة حتى اثناء التحقيق سألوني أين أنت قلت لهم أنا في زنازين سجن الفتح .
والتحقيقات كيف كانت وعن ماذا سألوك؟
التحقيقات عن نشاطي الإعلامي والسياسي وحضور الفعاليات وعن تشكيل فرع نقابة الصحفيين الجنوبيين في عدن والبيان الذي صدر عن النقابة وسألوني حتى عن علاقتي بالصحفي أنيس منصور وردفان الدبيس وفتحي بن لزرق وزهرا صالح وعن المواقع التي اكتب فيها واشيا ء كثيرة كلها عن أنشطة الحراك.
والإجابة حقك؟
انا تحدثت بكل وضوح وقلت لهم نحن مشروعنا واضح وعملنا واضح ومطالبنا واضحة وقدمنا شهداء قالو ايش من شهداء قلت لهم شهداء الجنوب وليس لي علاقة بالنقابة ولم اسمعها الا منكم وأنيس منصور صحفي معروف من قبل الحراك ويكتب في الصحف واشاهده في الفعاليات كصحفي وبقية الزملاء اعرفهم من خلال الصحف وليس معرفة حقيقية وانأ اكتب للانترنت والمواقع هي التي تأخذ لايوجد لدي أي تواصل رسمي مع أي موقع من مواقع الحراك وسألوني عن كتاباتي قلت لهم ادخلوا محرك جوجل واكتبوا( ابو شاهين ) بتطلع كلها وقالوا لي نحن لنا سنه كاملة نبحث عنك .
متى كان كان وقت ومدة التحقيقات؟
كل التحقيقات كانت في الليل وفي الأيام الأولى للاعتقال وبعدين ظليت في الزنزانة الانفرادية ومن ثم أعطوني ورق بياض وقالوا اكتب هنا ماذا تريد وما هي قضيتك .
ماذا كتبت في الورق ؟
كتبت لهم قضية الجنوب من حرب صيف 94م حتى اليوم وكتبت ان الجنوب حقيقة وأصل ليس كما تدعون انه فرع وكتبت ان الجنوب حقيقة بمنطق التاريخ والجغرافيا وبمنطق الواقع حتى اللهجة واللغة الجنوبية والعادات والتقاليد كتبت ما يقارب 8صفحات من الورق .
هل تعرضت للتعذيب؟
التعذيب والضرب كان اثناء الاعتقال والتحقيقات وظلت أذني اليسرى لأتسمع أكثر من أسبوع واصبت بنوبات الإغماء والسجن كله تعذيب نفسي وجسدي ومعنوي امتهان الآدمية حتى في الذهاب إلى دورة المياه تعذيب زنزانة انفرادية ضيقة في ظل الصيف الساخن ومنع الزيارة وعدم قراءة الكتب والصحف والمجلات ومنعك من الذهاب للحمام عند الحاجة حتى الكلام من بعيد مع مساجين في زنازين أخرى كلها تعذيب تعذيب تعذيب .
كيف ؟والأكل وزيارة الأهل والزملاء
(مقاطعا) لا بصراحة كان الأكل يأتيني يوميا من البيت ولم يتم السماح لأولادي من زيارتي إلا بعد أكثر من أسبوع تقريبا ولمدة عشر دقائق كل يوم خميس فقط وكان أفضل يوم عندي هو يوم الخميس اما الزملاء كنت اقدر حالهم كما ان ادارة السجن معروف عنها رفض زيارة غير الأهل والأقارب .
ماهو؟طيب اضعف موقف شعرت فيه بحالة ضعف
أصعب موقف كان منع الزيارة عني ولحظات أريد فيها الذهاب لدورة المياه ولم يسمح لي ناهيك عن وحشة السجن الانفرادي ولم اشعر بأي حالة ضعف كانت عزيمتي وارداتي قوية قبل الاعتقال واثناء الاعتقال وستظل أقوى مما كانت علية لأتراجع ولأتنازل الجنوب عزيز علينا وغالي وكنت أضع مقارنة بين الدماء التي سالت من اجل الجنوب والشهداءوالمطاردين وبين ما أنا فيه من حال في السجن فتهون مصيبتي وتصغر أمام المقارنة وكنت اشعر بالمعنوية العالية لأني صاحب حق وهم سجنوني وعذبوني لكنهم مهزومون داخليا والهزيمة النفسية الداخلية أقوى من كل الهزائم كما تعرف .
وماذا عن معاناة الأسرة في البيت؟
طبعا كانت صعبة لأني أنا الذي اعولهم الوحيد ومع ذلك اشكر كل الذين قاموا بواجب المواساة ووقفوا بجانبي وتعاطفوا مع أسرتي وهذه اللفته التضامنية أظهرت مدى اللحمة والتعاطف الجنوبي الجنوبي .
هل صحيح حسب ما علمت انه تم فصلك من مصنع الاسمنت بعد فترة الاعتقال؟
انا عرفت ذلك لان اللائحة الإدارية للمصنع تقول ان أي غياب بدون عذر أكثر من ثلاثون يوما يقرر فصله من العمل وحتى كان من ضمن التحقيقات أنهم سألوني من هم نشطاء الحراك الموظفين في مصنع الاسمنت قلت لهم لا ادري من هم وتحدثوا عن معلومات وعن الاختراقات الأمنية للحراك قلت لهم انتم اخترقتمونا ونحن كنا دولة وتحدث علي عبد الله صالح ان اجتماعات المكتب السياسي كانت صباحا والتقارير تأتي إلى عنده في المساء عما يدور فكيف لا تخترقونا ونحن شعب يناضل في الشارع وبسيط ومسالم ومناضلين سلميا بأوراق ولافتات قماش .
كيف تم الإفراج وكيف تلقيت نبأ الخروج من السجن ؟
طبعا كانت هناك متابعات طويلة لان سجني ليس له مسوغ قانوني وبدون سبب وبعد مضي خمسون يوم في السجن كنت يوم الخميس الماضي في انتظار زيارة الأهل والأولاد فقال لي حارس السجن جهز نفسك للإفراج ولم اصدق وظننت أنهم سينقلونني إلى سجن أخر وطلب مني كتابة تعهدات خطية بعدم المشاركة في أنشطة الحراك السياسية والإعلامية وطبعا كتبت ذلك ولم اصدق انه سيتم الإفراج عني .
هل لك من كلمة أخيرة؟
اشكرك واشكر كل الذين شاطروني في المعاناة ونوكد للجميع أننا ماضون في الطريق وخرجنا من السجن كما تخرج الأسود من غابها وسنظل أحرار وسنناظل من اجل الحرية والكرامة والعزة الجنوبية واقول انه مازال في سجن الامن السياسي بالفتح العشرات من ابناء الحوطة وعدن من نشطاء الحراك السلمي كنت اسمع آهاتهم وآناتهم والصيحات المرتفعة تشعر بهم من خلال ترديد شعارات ثورية جنوبية لا ادري هل هم مرضى أو يعذبون لكن أصواتهم تدل وتوحي بالألم وأنها ليست من فراغ بعضهم كانت زنازينهم قريبه مني هولاء بحاجة منا الى وقفه تضامنية قوية لابد ان نشعر بما يتعرضون له .
__________________

[ابن المعلا]

الحمدلله أخي أبو شاهين على السلامة نسأل الله أن يجعل ما تعرضت له في ميزان حساتك