إلاّ الضالع لا بواكي لهُ يا اصحاب الدفع المسبق

[عميد الحالمي]

بقلم : أبو عمار الخيلي
يمر الجنوب في أصعب وأحلك الضروف السياسية والإجتماعية والإقتصادية ، فجنوبنا في حال لايسر العدو قبل الصديق ، لكن ماتمر به الضالع وردفان وطور الباحة والصبّيحة والحوطة هي حالة قد تكون فريدة في الجنوب المحتل لأن تلك المناطق لاتسمع إلا دوي المدافع ولعلعات الرصاص والحصار العسكري والأمني يحاصرهم من كل جهه في حالة لاتكاد تشابهها إلا غزّة الجريحة التي تحرّك لإجلها أردوغان وشعبه الأبي ، فمن لمدنّا وقُرانا المحاصرة (فكلٌ له بواكي إلا الضالع لا أحد يبكيها ) ، من هنا وجب علينا لفت إنتباه الجميع ( ممن ينتمون الى تلك المناطق المحاصرة ) وأشدد على أولائك الذين ينتمون الى تلك المناطق المحاصرة أن لايعولوا على أحدٍ ممن يسمّون أنفسهم بالقيادة السياسية الجنوبية .

قد يصوّرني هنا البعض مناطقي ، أو أنني أريد من مقالي هذا شق الصف الجنوبي الذي لم يتحد بعد ، لكنّها الحقيقة المرّة التي تتضح لنا جليّاً أنه لن ينصر ضالعنا أو ردفانناً او حوطتنا أو طور باحتنا سوى نحن أصحاب تلك المناطق ، وأنا هنا أوجه ندائي الى ابناء منطقتي (الضالع) أن يرتفعوا الى مستوى الحدث وأن يلبوا نداء الضالع التي تُركت تلاقي مصيرها لوحدها بينما الآخرون يعقدون الهُـدنْ في الداخل وآخرن في الخارج يتسابقون الى تقديم الملفات من أروقة فنادق خمسة نجوم وسبعة نجومٍ غير آبهين بما يجري ،، فهنالك أناس قد بدأت تتكشّف أقنعتهم مع مرور الزمن ، بل زاد من من إنكشافها ماتمر به الضالع هذه الايام من حرب إبادة يشنها المحتل على الضالع البطلة , ضالع عنتر ومصلح وشائع ، ضالع 14 اكتوبر .
من هنا نتسائل : ماسر الصمت الرهّيب الذي تمارسه بعض الكيانات الجنوبية وقياداتها ازاء ماتمر به الضالع من وضع مأساوي وتجويع جماعي ؟ بل وإبادة جماعية ؟
لعل جزء من جواب هذا السؤال يكمن في المخطط الدنيئ التي تمارسه هذه القوى بسبب حقدها الدفين على الضالع وأبنائها ،، بل على لحج ككل ، فالأمر لم يعد يخفى على أحد بعد ان أصبح تآمرهم واضح للعيان ، فهم شركاء المحتل فيما تعانيه الضالع ، ولم يعد الأمر يحتمل لمزيداً من الطبطبات حتى وأن كان سيقول البعض أنّه التصالح والتسامح ، ولكننا سنقول لهم مرحباً بهذا الشعار كواقع عملي يُعمل به كدستور للجنوبيين ككل ، ولكن ليس لكي يحسبه البعض له ويترجمه لمصلحته ، معتقداً أنّه هو من سامح وليس من سُومِحَ / لأن التصالح والتسامح يجب أن يترجم الى واقع عملي يحس به الجميع من خلال مؤازرة بعضنا البعض في محنّا -- ومحنة الضالع خير شاهدٍ ودليل -- لذا وجب الوقوف مع الضالع في محنتها ، وفي هذه الحالة فقط سـيتبين لنا ان التصالح والتسامح قد أصبح واقع معاش في جنوبنا متى ما اثبتت الأفعال انها عكس المناطقية .
اعزائي الضالع تُذبح ، والدماء تُسفك، وعرش الحقيقة يهتز ، وكبرياء الصمود والنخوة يُكاد ان يطئطئ راسه بسبب الأيادي الجنوبية التي لم تعي المعضلة وتتعامى على رؤيتها في وضح النهار ،، وان لم ترفع او تنهي أوضاع الضالع الماساوية هدنة قد طال أمدها ففي الامر سر ، ولنا أو لي الحق ان أتسائل ما الأمر ؟ ومن وراء هذا الأمر ؟
أما مناضلي فنادق الخمسة أو السبعة نجوم فهم درجات ، ولكنهم يماسون نضالهم من فنادقهم وابراجهم الزجاجية والضالع تذبح من الوريد الى الوريد ، حتى وصل الأمر في بعض الكيانات التي فُرّخت في الخارج قد اأت تنادي بمذهبٍ جديد ولاتتوانى لحظة في نفث سمومها وأحقادها على الضالع الأبية ، فهي تشق الصف الجنوبي عنوة مع سبق الإصرار والترصد من خلال الوقوف حجر عثرة أمام أي عمل وطني يوحّد الصف الجنوبي ، فهم المناضلين الوحيدين وهم من يخاف على الجنوب دون غيرهم ، والكل متآمر على الجنوب في نظرهم إلا هم ومن والاهم . فهم من رفع السقف والنوافذ والاعمدة وربما الأبواب ( حسب زعمهم) ، بل وصل بهم الأمر إلى أنهم هم من يحق له إصدار صكوك الوطنية على من يرضون عنه ونزعها ممن يخالفهم الرأي , حتى صرنا نلاحظ أحياناً أنهم يستخدمون بعض من يجب أن يُطلق عليهم ( متحدثي الدفع المسبق ) إسوة بكروت هاتف الشحن المسبق ، فهم ليس عليهم شيء إلا توصيل الرسالة ، فمن دفع سوف يتولى الامر فيما بعد وما طاهر طماح إلا خير دليل على ذلك حينما رايناه وبإيعاز من أصحاب خمسه نجوم يطالب الخبجي والشنفرة وغالب أن ينضموا الى الحراك ، فلم يزل هؤلاء وغيرهم من أبناء هذه المناطق في نضر اولائك الناس متآمرون على القضية ويخدمون مشاريع المشترك المشبوهة الذي يعتبر الوجه الآخر للإحتلال .

هنا تسقط أقنعتهم وتنكشف المعالم الرئيسية للمعادلة وأهدافها الخفية وتتضح الأمور أكثر بعد ان نرى هنالك أشياء عديدة وعديدة جداً تذكّر بمناطقيتهم المقيتة التي لم تستطع شعارات التصالح والتسامح أن تقضي عليها ، لأن البعض حسبها له ونسي من أين أتت ومن هم صنّاعها الحقيقيين ياجمعية ردفان .
فبالله عليكم من نصدّق : من يقود الميدان ولايعقد صفقات مشبوهة ولا هدنات مفتوحة ؟ أو من يشتري طقماً كان قد وقع في قبضة بعض شباب الذئاب الحمر ليشتري جهودهم هذا القائد السرو حميري بثمنٍ بخس ليضهر بمضهر البطل الفاتح ؟؟ أو أن علينا ان نصدّق مناضلي عاصمة الضباب الذي أصبح كل همهم التشكيك بنوايا الآخريين والإنتقاص من وطنيتهم ؟

نقطة أخيرة اود توضيحها قبل الختام بعد ان رأيناهم قد تمادوا في غيّهم حتى أعماهم حقدهم الدفين عن معرفة العدو الحقيقي من الصديق الحقيقي حين وجدناهم يقفون حجر عثرةٍ امام مشروع جبار وغير مسبوق في تاريخ الجنوبيين في الولايات المتحدة الامريكية وكتجربة توحيدية إصطفافية خلف مشروع إستقلالي لايقبل بانصاف الحلول وبما يعود نفعه على الجنوب عامّة من باب المندب حتى صرفيت في المهرة بما يخطط له الكثير من الشرفاء الجنوبيين في المهجر والشتات الامريكي لتشكيل كيان يلم شملهم منذُ اكثر من عام ، فيما إذا نجح شيء من هذا القبيل فسوف يشكّل وعاء يضم الجنوبيين كلهم بمختلف إنتمائاتهم السياسية في الولايات المتحدة الامريكية ، وبدوره سوف ينعكس على قضيتنا الجنوبية ، فالجنوبيين سيصبح لهم كيان يحترمه المرشّح الامريكي ( سواء اكان المحلي او الفدرالي ) وسيسمع لهذا الصوت وسوف تتفتح له الابواب وربما قنوات إتصال مباشرة بصنّاع القرار الأمريكي لإيصال قضيتنا العادلة من أقصر الطرق وأسهل الابوب ،، لكن فريق إيصال البيانات يقف حجر عثرة أمام هذا المشروع ، فقد بدأوا حملتهم التحريضية والتشويهية التي إعتادوا عليها ضد هذا العمل الجبار دونما سببٍ مقنعٍ غير حاجة في نفس يعقوب ، فليس لهم شغل او شاغل في هذه الايام إلاّ التشكيك بنوايا الآخرين وتقزيم العمل الكبير هذا من خلال نشر إشاعاتهم المغرضة من أن من يقف وراء هذا العمل هو المشترك والحوار الوطني الذي إنعقد في صنعاء مؤخراً ، بينما نسوا او تناسوا أنّهم هم أنفسهم يعلمون بهذا الامر بل وبعضاً منهم قد وصلته نسخ أولية منذُ بدأ التحضير لهذا العمل قبل اكثر من عام ، ولأنهم لايريدون الإفصاح عن نواياهم السيئة والسبب وراء عرقلتهم لهذا العمل الوطني الجنوبي وهو ولسوء حظهم أن الغالبية العضمى من المهاجرين في الولايات المتحدة تنتمي الى منطقة معينة ، مما سيؤدي ذلك الى فوز أناس في هذه الجالية من تلك المناطق التي لايطيق البعض سماع اسمها ( وكأننا في مرحلة الإستحقاق الوضيفي للحقائب الوزارية السيادية حسب مايصنّفه لهم عقلهم الباطني ) ، حتى وصل بهم الأمر كنوعٍ من المكايدة المقيتة قد وقفوا خلف أشخاص لايتجاوزون عدد أصابع اليد الذين ينتموا الى هذه المنطقة ، وجعلوهم في الواجهة لينفذوا مخططهم المشبوه بأيادي داخلية لكي يدفعوا عنهم تهمة المناطقية ويضربوا عصفورين في حجر واحد حسب زعمهم .
وكل هذا يجعلني ألِح على طرح السؤال التالي : إذا كانت قضية الجنوب تهمهم فلما الوقوف امام شيء يمكنه أن يخدم الجنوب وقضيته العادلة ؟

[عميد الحالمي]

لا تقارن صعدة في الجنوب ...نحن قضية عادلة ..وفي صعدة على ايش الحرووووب وعلى ايش يتقاتلون ..القضية الجنوبية قضية عادلة وهيى قضية شعب وقضية دولة بكل مؤسساتها...