برمودا الأطلسي وبرمودا الأحمر

[الدكتور محمد النعماني]

برمودا الأطلسي وبرمودا الأحمر
بقلم | د. مروان هائل عبد المولى


يمنات-خاص 9/5/2010

يقع مثلث برمودا غرب المحيط الأطلنطي تجاه الجنوب الشرقي لولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية ، وبالتحديد أكثر هذه المنطقة تأخذ شكل مثلث يمتد من خليج المكسيك غرباً إلى جزيرة ليورد من الجنوب ثم برموداً وهي ليست منطقة أو مساحة له معرفة بصورة رسمية أو حكومية .
هذا المثلث هو ذلك الجزء الغامض من المحيط الأطلسي الذي يبتلع بداخله آلاف السفن و الطائرات دون أن يترك أي أثر، ولم يستطع أحد حتى الآن أن يفسر بشكل مؤكد سر هذا الاختفاء الغريب وقد أصاب موقع برمودا الكثير من العلماء باالحيره والدهشة من تلك الظواهر ولم يجدوا له تفسيرا والتشابه بين ما يحصل في الأطلسي والبحر الأحمر وخاصة على أراضي السعيدة .
هكذا بالنسبة للوضع في اليمن من منا لم يصب بالحيرة والإحباط من الحال المعقد والقاتم في اليمن خاصة ان اغلب الأطياف والتكتلات السياسية في مسارح منفصلة و كل يغني على ليلاه الحراك الجنوبي في حركه دائمة اللقاء المشترك في شهر عسل سياسي ودخول الحوثيين على خط المشترك زاد من حلاوة العسل القاعدة ومجراتها الإسلامية كالعادة لا تظهر إلا على نغمة الدم والقتل في أي مكان تجد فيه الشعور بالحرية والأمان والقوه والدعم أما الحزب الحاكم فمازال على خط انا وبس ومن بعدي الطوفان.
الوضع الاقتصادي المتردي وتدهور الريال والفساد المزمن وزيادة نسبة البطالة وتقارير دوليه تقول ان واحد من كل ثلاثة يمنيين يعاني من جوع مزمن وإصابة كل طفل يمني من بين عشره بسوء تغذيه حاد والصمت المرعب للحكومة بدلا من تقديم الحلول ومكافحة الفساد تقوم بزيادة سعر البترول وزيادة الضرائب ثم يجد المواطن اليمني نفسه يسير في مظاهرات واحتجاجات دون ان يدري ثم تنطفئي شرارة الغضب وتختفي وتنعم الحكومة بفترة راحة حتى الجرعة القادمة ليتكرر نفس المشهد.
واليمن تعد من الدول الفقيرة ليس على مستوى الاقتصاد والمعيشة وإنما حتى على مستوى نمط الحياة العام والخاص فبينما تكرم طفله يمنيه من قبل منظمه دوليه لرفضها العيش مع رجل تزوجته وهي في الثانية عشر من العمر عن فقر ودون علمها و مشكلة الطفلة اليمنية التي فارقت الحياة في اليوم الثالث من زواجها الانتحاري نتيجة لنزيف في الجهاز التناسلي لها نجد ان اليمن تتحول تدريجيا إلى منطقه مسموح فيها زواج الأطفال والغريب ان يطلع علينا شيخ في البرلمان يهدد بشكل فاضح كل من تسول له نفسه التصويت على قانون يحدد سن الزواج والأغرب ان يطل علينا الشيخ عبد المجيد الزنداني برأسه ويهدد هو الآخر بمسيره مليونيه إذا تم تحديد سن الزواج وتبقى القضية معلقه "لاني بنايم ولاني بصاحي" ثم تختفي كل الآثار التي صاحبت هذه المشكلة وتعود حليمة لعادتها القديمة حتى وفاة طفله جديدة أخرى بعد سحبها من روضة الأطفال وتزويجها لشاب في الثمانين من العمر مع حبة فياجرا في الجيب لتموت على فراش الزوجية في ليلة الدخلة وتعود القضية للظهور من جديد .
أما في الجانب الأمني فحدث ولا حرج الأجهزة الأمنية فعاله وقويه وحاضره في مناطق وتختفي في مناطق أخرى لدينا مثلث برمودا الخاص بنا مأرب الجوف وشبوة و لدينا مثلث الحراك السلمي في الجنوب والحوثيين في الشمال والقاعدة في اليمن ومثلثات ومربعات برمودية صغيره منتشرة هنا وهناك من اليمن حتى اختفاء بعض البشر وظهورهم في بعض الأحيان شكل حالة قلق في وسط الرأي العام الداخلي والخارجي مثل قضية اختفاء وظهور الناشط السياسي في الحراك السلمي الجنوبي، خالد عبد القادر السليماني و الصحفي والكاتب محمد المقالح أيضا اختفاء قوارب الصيد اليمنية وأخرى أجنبيه التقطعات القبلية التي تظهر وتختفي في بعض مناطق اليمن ولابد من الإشارة أن مجموعه من الصحف اليمنية أيضا تعرضت للاختفاء وعلى رأسها صحيفة الأيام واعتقال رئيس تحريرها الأستاذ القدير هشام باشراحيل ونجليه هاني ومحمد.
الغريب والعجيب في نفس الوقت ان برمودا اليمن مخيف ومؤثر ليس داخليا وإنما أيضا يمتد ويكبر خارج أراضينا حروب الحوثيين كانت تظهر وتختفي على أراضي اليمن ولكن أن تمتد ظاهره الحوثي الأخيرة إلى داخل الأراضي السعودية كانت بمثابة قضيه انتشار جزء من البرمودا اليمني إلى الجارة.
الجدير بالذكر أن ظاهرة اختفاء أراضي الدولة وظهورها بعد فتره على شكل عقود ملكيه باسم أناس آخرين متنفذين لغز يمني 100% إذ أن هذا الاختفاء والظهور ليس فقط لأراضي الدولة بل طال حتى نفطها وغازها وأسماكها .
يوميا يصارع المواطن اليمني من اجل البقاء في بلد ملئي بالخيرات المختفية والظاهرة وكأن اليمن تقع في قلب مثلث برمودا وعلى كل يمني أن يتقبل كل شيء عادي وغير عادي عليه ان يرضى بان موجة رفع الأسعار تسير إلى الأمام ولا تراجع عن هذا النهج الذي تدعمه الحكومة وأنها لن ترفع راتبه , وعليه ان يتقبل الأحزاب السياسية المعارضة خارج اللعبة والتأثير وان المارد الحراك السلمي الجنوبي جاء من كوكب المريخ وان أعضائه الأحياء والشهداء والمعتقلين من هذا الكوكب وأنهم ليسوا يمنيين،وان المظاهرات والاحتجاجات لن تغير شيء طالما الأجهزة الأمنية والقضاء و مصير العباد وموارد البلاد بأيدي أناس تستخدم الرصاص الحي ضد المظاهرات السلمية.
وعلى المواطن اليمني أن يتقبل أن اليمن هو قبيلة والقبيلة هي دوله وقانون وان هذا الوضع غير قابل للنقاش طالما هناك من بقايا الديناصورات المنقرضة لازالت تعيش في اليمن تأكل الأخضر واليابس ومازالت تتكاثر و تنهب وتسلب ولا تخاف ولا تختفي لأنها كبيرة الحجم، وان مبدءا إدي زلط واعمل غلط مازال شعار الكثير ومصدر الهام لبعض خريجي كليات الفساد و غطينا واغطيك .
كثرة المشاكل على كاهل اليمن جعلت من أبناءه لا يميزوا بين الظاهرة الطبيعية والغير طبيعيه بين البحار والمحيطات بين قرش الأطلسي وحيتان الأحمر بين الواقع والخيال بين ان منطقة الجعاشن وشيخها وأهلها لازالوا تابعين لليمن وان ما يحصل هناك من تدمير وترهيب هو شأن داخلي بهم وان أراضي عدن والحديدة والمكلا وغيرها لا تنهب وإنما يحافظ عليها من قبل المتنفذين وان هيئة محاربة الفساد هي مقر بلا فاسدين وان تهريب الأطفال والسلاح هي عاداتنا مثل لبس الجنبيه او عادة التخزين وان الأدوية المزورة والأغذية الفاسدة لا تضر المواطن اليمني بل تقوي مناعته المكتسبة من مبيدات حشرات القات والمحاصيل الزراعية الأخرى وان البعوضة التي تقرص اليمني هي في الأصح تقبله ولا تسبب له حمى الضنك المميتة والمنتشرة وان تحذير الدكتور عبد الباري الدغيش من هذا المرض مجرد كلام طالما الموتى هم من اليمنيين البسطاء في عدن وتعز ولحج وأبين وبقية المحافظات وان اتهام المعارضة بالمرتزقة ليس إلا إفلاس لقاموس رجال الدولة من مصطلحات أخلاقيه وغياب الحكمة اليمانية وان جهاز القضاء قوي وليس مثل لوحه على الجدار وان الصحف اليمنية وخاصة المعارضة المملوءة بشكاوي المواطنين تطالب بعدالة القصر الجمهوري أو شيوخ القبائل هو ليس بقضية وقضاء وان الحراك السلمي ليس في الجنوب وإنما في عدن ولحج وأبين وشبوه وحضرموت والمهرة .
اليمني بطبيعته صبور وما بناء ناطحات شبام وسد مأرب والمدرجات الزراعية في الجبال وغيرها لدليل على ذلك وان الإيمان بالصبر ثم بالتغير هما سلاحنا وان الله معنا ولا نخاف وقوله تعالى "إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب


http://yemenat.net/details.asp?id=6847&catid=6