الرئيسية التسجيل مكتبي  

|| إلى كل أبناء الجنوب الأبطال في مختلف الميادين داخل الوطن وخارجة لا تخافوا ولا تخشوا على ثورة الجنوب التحررية,وطيبوا نفسا فثورة الجنوب اليوم هيا بنيانًا شُيد من جماجم الشهداء وعُجن ترابه بدماء الشهداء والجرحى فهي أشد من الجبال رسوخًا وأعز من النجوم منالًا,وحاشا الكريم الرحمن الرحيم أن تذهب تضحياتكم سدى فلا تلتفتوا إلى المحبطين والمخذلين وليكن ولائكم لله ثم للجنوب الحبيب واعلموا ان ثورة الجنوب ليست متربطة بمصير فرد او مكون بل هي ثورة مرتبطة بشعب حدد هدفة بالتحرير والاستقلال فلا تهنوا ولا تحزنوا فالله معنا وناصرنا إنشاء الله || |

شهداء الإستقلال الثاني للجنوب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                          

::..منتديات الضالع بوابة الجنوب..::


العودة   منتديات الضالع بوابة الجنوب > الأ قسام السياسية > المنتدى السياسي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-03-31, 08:38 PM   #1
نورس الجنوب
قلـــــم نشيـط جــــداً
 
تاريخ التسجيل: 2009-11-18
المشاركات: 283
افتراضي الى فواز الطرابلسي::الجنوب لا يلدغ من جحر مرتين؟

الى فواز الطرابلسي:
الجنوب لا يلدغ من جحر مرتين؟

*المهندس علي نعمان المصفري

طالعتنا صحيفة السفير اللبنانية في عددها11549 الصادر في يوم 24 مارس 2010بمقال للكاتب فواز الطرابلسي تحت عنوان: اليمن في المفترق. ولكي لا نجافي الحقيقة ونوردها كما هي. ننطلق في التأكيد على أستراتيجية نضال أبناء الجنوب من مشروعية حقوقهم الأنسانية والسياسية والقانونية بعيدا عن الكيل بمكيالين مستلهمين ذلك من تجارب الماضي والحاضر ورؤيتنا الى المستقبل, مستوعبين على أن: أهل مكة أدرى بشعوبها.

وتأسيا علية نرى من الاهمية بمكان ضرزرة أستيعاب بعض الاخوة العرب الذين لازالوا واقعين تحت تأثير تخدير احلامهم النظرية القوميّة لمشاريع سلبت أرادة الشعوب مثالة السئ في الحالة التي حدثت على أراضي الجنوب العربي, على هولاء السادة الابتعاد عن الجنوب العربي وشعبة وعدم الأفتاء في واقع لايمتلكون اي تواصل معه بالمنطق والحكمة والعقل.
ولكونكم تدركون المتسبب في كل ماحلّّ في الجنوب طيلة تاريخ ما بعد أستقلالة من بريطانيا في 30 نوفمبر 1967, وقيامكم بتحويل الجنوب الى معمل لتجارب نظرياتكم وكانت أسواء تجربة في التاريخ الحديث في المنطقة. تجربة حركتكم: حركة القوميين العرب كانت في الجنوب أكبر تجربة تدميرية, نتيجة تطبيقاتها المغلوطة لحقائق الواقع الملموس البعيدة كلية عن الوسط والمحيط. حيث لحقت بشعب الجنوب أضرار فادحة لازالت ماثلة حتى اللحظة. طمست هويتة العربية وتاريخه وموروثه الانساني الحضاري وغسلت أدمغة العامة وتم تزييف الحقائق, بل وأرغام الجنوبيين على الركض خلف وهم هوية أخرى غير هويتهم. وأزيد من هذا شتتهم ووضعتهم في حلة عدم أستقرار دهئم حتى اللحظة. فمر عمر الجيل دون أن نحس به. ويكذب من يأتي بعكس ذلك؟؟.

وبذلك أستطعتم من تنفيذ ما عجز عن تحقيقه 73 أمام تعاقبوا على حكم اليمن.بشعارات صالت وجالت في صدور الناس مستغلين حماسهم القومي والعربي والاسلامي.

ولم تكتفوا بذلك, بل عرجتم الى الشعارات الأممية. وهنا تناسيتم حتى ما حملتة الماركسية واللينينية من قوانين لو على الأقل اعطيتوها جزء يسير من الأحترام لكان للجنوب فرصة لتجاوز مراحل عذابه ولو لحفظ ماء الوجه والذي حمل مضمونه شعار: (الاممي الجيد هو الوطني الجيد). فلو تركتم للجنوبيين فرصة في أن يبنوا وطنهم تحت ظل هويتهم لما كان ممكنا من أن ترحلوا بالجنوب الى اليمن الامامي المتخلف وليركد بعيدا عن التطور التاريخي الانساني في قاع اليهود ومحاطا بأسوار سوق الملح.
فهل هذا هو التطور الذي نشدتم معانيه وعملتم على أبتداع الطرائق في تحقيقه بوضع الجنوب بين فكي عقلية ما قبل الدولة؟
أنه العجز والفشل بعينه؟. هل كان من الأحرى دعوة تشكيل حكومة أئتلاف وطني لترتيب أنتخابات حرة ونزيهة وترك الجنوب يقرر مصيرة كمخرج للتكفير عن ذنوب الماضي قبل أن ترمون به الى توحد كهذا؟؟ وهل رأيتم في فتاويكم أن عقلية ما قبل الدولة في نظام صنعاء النموذج بعدما وصل مستوى تطور عدن ومينائها الى المراتب الاولى في العالم من حيث التطور التجاري والحضاري عشيّة الأستقلال؟.

كواحد من مثقفي هذة الأمة تابعت منذو عام 1967 وحتى الان مسار الأحداث الدراماتيكية في المشهد السياسي الجنوبي. ومن ذلك وجدت أنكم لم تقدموا سوى نماذج متخلفة في كل استشاراتكم حتى حولتوا الجنوب العربي الى حصان طروادة في تمويل كافة أنشطتكم لحد ممقوت في بعض الاحيان من حيث أستخدامكم حتى لهوية الجنوب. وصارت عدن مرتعكم ومتنفس لكم وحضن دافئ لتفريخ أفكاركم النظرية, في الوقت الذي احرمتم أهل الجنوب من التلذذ بطبيعة وثروةالجنوب. وحولتم الجنوب الى سجن كبير. وفرضتم قيود على عقول ابنائه, بعدما كبلتم افواههم وارجلهم واذرعهم. وكانت أدواتكم يمنية كما أسميتوهم بالرفاق واخرون, وطورتم ثقتكم بهم دون الجنوبيين, بل عملتم على أستغلال و تدبير أمكاناتكم اللوجيستية الدولية ضمن مفاهيم وعمل الأجهزة العالمية في بيروت وارتباطاتكم الدولية المتشعبة في ظل الصراع بين قطبي الحرب الباردة ومبادلة الملفات والتقايض بها على حساب مستقبل الشعوب. كل ذلك سخرتموة لخدمة مشاريع اليمننه عبر الانقلابات والتصفيات بين أبناء الشعب العربي الجنوبي من خلال فتح بيروت مركز أفتاء للتواصل مع رجالاتكم في الميدان الجنوبي. كانت حصيلتها ضياع نخب الجنوب ضحية ذلك, وتواصل المشهد عبر فتاويكم الرفاقية الى أحداث 13 يناير 1986 , وفي الأخير لم يبقى سوى دفع الجنوبيين محتضرين بعد أستنزافهم على بطونهم الى وحدة في بير عمياء وتحت مسميات مختلفة مخدرين بشعارات الوحدة العربيه وتارة بالاممية وفي الاخير لم تراعوا حتى ابسط خلجات الضمير الانساني والديني والاخلاقي لمراعاة ابسط حقوق ابناء الجنوب الانسانية. حيث عملتم على طمس الهوية بتغيير الاسم عشية الاستقلال ومن ثم أن هوية الجنوب تعتبرشطر من وطن اخر متجاوزين حقائق التاريخ أن الجنوب العربي يضاجع بحرة العربي منذذو الأزل, و حتى الأسلام ذاته ومنذو نزول الوحي والتبشيربمجئية كان عكس حكاياتكم واحلامكم. وأكد على الهوية العربية الجنوبية.
ولم تخجلون على المجاهرة لتزوير التاريخ في أن الجنوب شطر اخر من اليمن بل وزعمتم زورا وبهتانا من أن الأستعمار من عمل على تشطير اليمن الى شطرين كما ورد في مقالتكم: ( في العام 1990 نشأ كيان يمني جديد عندما توحّد اليمن لأول مرة منذ عقود بل قرون من التجزئة بين جنوب مجزأ إلى 24 سلطنة وإمارة ومشيخة خاضعة للاستعمار البريطاني، وشمال إمامي، ثم بين جمهورية «يمينية» في الشمال وجمهورية «يسارية» في الجنوب، تبادلتا الحروب ومحاولات الانقلاب الواحدة ضد الأخرى.).
ولم تجهدوا أنفسكم في البحث عن الحقيقة في عكس ذلك. فأتفاقية الأنتداب البريطاني وقعها الانجليز في عام 1839 مع سلطان لحج وليس مع اليمن.
ومنذو وقوع الجنوب بين براثن النظام اليمني في 7 يوليو 1994, لم يحرك لكم ساكنا حينما وقع الفأس في الرأس. و لم نلمس منكم أي موقف يذكر خلال تلك السنوات العجاف, التي مثلت أمتحانات صعبة للجنوبيين خرجوا منها ولله الحمد منتصرون. وهي المرحلة التدميرية الصعبة التي فرضت على الجنوب عنوة ولم تلتفتوا يمينا أو يسارا الى شعب الجنوب. ولم نسمع منكم حتى حرفا في أزقة مدائنكم والتي كانت منها تدار كل تحركاتكم في زمن أخترتم منة منافذ الى تصديق أنفسكم على الريادة في صياغة وعي الشعوب وتقرير مصيرها دون استئذان منها والذي يقترن بذات النهج الأستعماري الفكري المعتاد, ولكن بأشكال أكثر تطورا من حيث مفاهيمها الحضارية والأبداعية من وجهة نظركم في عصر الحرب الباردة تلك التي كانت ساخنة ومحرقة على شعب الجنوب العربي تحديدا. ولهذا كان أختياركم في التجريب على حساب شعب الجنوب هروبا من عدم أمتلاككم على اي قدرات لتسويق أفكاركم في مجتمعاتكم, تلك التي بادرت في رفض شطحاتكم ونشوة أحلام يقضتكم التي أخضع وللأسف الجنوب لها, وتم أخراجه من سلم التطّور الحضاري ليرمى به الى قاع التخلف بعد أن كان الجنوب زهرة الجزيرة والخليج ومنارة التطور في الشرق الاوسط وأول موطن للديمقراطية خارج عقر دارها. بل ربطتم أحزمتكم والتقرب الى صنعاء وكأن عدن تلاشت من التاريخ والجغرافيا وحتى خرايط ذكرياتكم فيها.
هل هذا ما اردتم منه ان يكون للجنوب نصيبه من العذاب؟.
ألم تسمعوا وتشاهدوا يوميا ما يقترفه نظام صنعاء بحق شعب الجنوب من قتل وجرح وتدمير ومحاكمات وسلب ونهب ولم نسمع منكم عبارة تنديد تذكر؟
واليوم عندما نهض شعب الجنوب وحقق المعجزات, وأثبت حيويتة بقدرة متناهية محفوظه من رب السماء ومشفوعة من رسولة الكريم. ظهرتم من جديد كالتماسيح تذرفوا دموع الموت الاخر الذي تستكملون فية اخر حلقات قبر الجنوب في مشاريع أكثر مأساوية لشعبنا. جاء ذلك من خلال ماورد في مقالتكم: والذي فيها تفتون بالفيدراليه كمخرج للأزمات القائمة للجنوب واليمن, والتي جاءت خلاصة اللقاءات والمشاورات لمضلعات الفيدرالية اليمنية وأدوات جنوبية, مطبوخه ببهارات الرفاقية ونكهة الأخوّة في القومية. لتشكيل رافعة جديدة من بيروت لوضع الحمل الجنوبي (بكسر الحاء) على مائدة الذئاب المستديرة, كمخرج لؤاد الحراك السلمي مستثمرين ومستغلين التاريخ الرفاقي, لفرضه في استمراريه عبادة البقرة الهندوسية والتبارك بها وفق توجيهات المرجعيه لمواصلة عبودية شعب الجنوب.

ذلك كما ورد خيار الفيدرالية في مقالتكم: (المؤكد أنه لم يعد من سبيل غير الاعتراف بوجود مسألة جنوبية. ولا بد من استفتاء شعبي، بإشراف عربي، للتعرّف الى رغبات أهالي المحافظات الجنوبية. ولا يزال في الإمكان قطع الطريق على الانفصال وإنقاذ وحدة اليمن بواسطة الفيدرالية. هذا إذا كنا نعني بالوحدة وحدة الشعب اليمني.)

والمؤسف أنكم تقدموا فتاويكم هذة دون طلب أحد منكم, والتي في جوهرها ومحتواها تقبر الجنوب والى الأبد. ولا تختلف عن فتاوي مشائخ الموت كعبد الوهاب الديلمي وناصر الشيباني من أستخدم الدين في احلال المال والعرض وهدر دماء أبناء الجنوب لا لجرم أقترفوه بل لأنهم قدموا دولة وثروة لهدف سامي ذبحته عصبيتهم بعقلية لا تقبل التعايش مع العصر وروحه الحضاريه. ولهذا كان من الأجدر أن لم تستطيعوا تقديم شئ فالصمت أفضل لكم.
لقد أدرك الجنوب وأستوعب الدروس والعبر جيدا وبثقافة العقل والمنطق من وحي مدارس معاناته عبر تاريخة وتجاربه.
لذلك فأية مغامرات جديدة عبر مشاريع أستعبادية ومنها الفيدرالية, لايمكن ان تمر بسلام فوق أرادة شعب الجنوب وحراكه السلمي, الذي أصبح زاد يومي ملهم لديناميكية النضال السلمي لجيل الهوية, الذي لايخاف لومة لائم في التسابق الى ساحات الوفاء والصمود والتضحية بصدور عارية لمواجهة الموت من أجل حياتهم ومستقبل الاجيال. مجسدين ذلك في أجندة وطنية خلقت من وحي معاناتهم وعلى قاعدة الثوابت الجنوبية في بناء الدولة واستعادة الهويه عبر استقلال كامل وتام دون انتقاص. شاء من شاء وابى من ابى. ومن يرى عكس ذلك, فليشرب من البحرالميت, وعدم تكليف نفسه عناء السفر الى البحر العربي, البحر الذي لايقبل الا الأحياء.

*كاتب وباحث أكاديمي مقيم في لندن
مارس 2010
[email protected]
نورس الجنوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2010-03-31, 09:00 PM   #2
شيخ الطيور
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-07-20
المشاركات: 2,206
افتراضي

عندما كتب الاخ طرابلسي موضوعه تواصلت معه عبر الايميل وفي احدى رسايله كان هذا رده كتالي

(الاخ ......، اشكر لك رسالتك اللطيفة . بخصوص موضوع «الاستقلال غير المنقوص»
اود تذكيرك بأني مع استفتاء اهالي الجنوب اليمني على موضوع الوحدة او الفيدالية او الانفصال.
واني في كل الاحوال سوف احترم وأؤيد ما تقرره غالبيتهم شرط ان يكون الاستفتاء حرا
وباشراف عربي ودولي.
للمناسبة، طالما انت في ........، فأنت تذكّرني بذكريات جميلة تتعلّق بعلاقتي بالشعب اليمني.
كنت طالبا في مانشستر الاعوام ١٩٥٨-١٩٦١ وقد اسهمت من خلال عملي مع العمال اليمنيين في
شيفيلد وليفربول ووارنغطن في تأسيس اول اتحاد للعمال اليمنيين في المملكة المتحدة. لست ادري ما اذا
كان الاتحاد لا يزال قائما، لكن ذلك النشاط كان بداية علاقة باليمن واليمنيين لم تنقطع الى الان)
شيخ الطيور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2010-03-31, 10:59 PM   #3
نورس الجنوب
قلـــــم نشيـط جــــداً
 
تاريخ التسجيل: 2009-11-18
المشاركات: 283
افتراضي

الاستاذ القدير شيخ الطيور


لابد من الفريق بين مايكتبه الكاتب للنشر وبين الرسائل الشخصيه والمرء يتعامل مع ما نقرأه ومعرفه من واقع التجربة:
وهنا تجد مقالتة:


الرئيسية » آراء واتجاهات » اليمن على المفترق
اليمن على المفترق

فواز طرابلسي


أعلن الرئيس علي عبد الله صالح انتهاء الحرب في صعدة. سلّمت الحركة الحوثية كل مراكز الأمن التي كانت تحتلها وسمحت للجيش بالانتشار على الحدود مع العربية السعودية، وخطا الطرفان خطوات كبيرة في مجال فتح الطرقات وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين. في المقابل تعهدت صنعاء بعدم ملاحقة المقاتلين الحوثيين.

هي إذاً حرب عسكرية تنتهي بإجراءات عسكرية. ولكن هل أن نهاية الحرب هذه تعني السلام؟ سؤال لا بد من طرحه بعد خمس حروب في تلك المناطق تنتهي بحلول عسكرية فقط. ولا شيء عن الإعمار والتعويض وترميم العلاقات بين صعدة وصنعاء وحقوق الحوثيين في التعبير والإنماء وما إلى ذلك.

ترافقت التهدئة العسكرية في الشمال الغربي مع تصعيد أعمال العنف في المحافظات الجنوبية التي تعيش عسكرة متزايدة، يتصدرها قرار بإطلاق النار على التحركات السلمية الدوّارة. هذا في وقت تتسع الإضرابات والتظاهرات والاعتصامات لتشمل كل المناطق الجنوبية يشارك فيها آلاف اليمنيين. يتزايد القمع ويرتفع عدد القتلى والجرحى. والاعتقالات بالمئات بما فيها اعتقال الصحافيين وإغلاق الصحف.

لم ينجح الرئيس علي عبد الله صالح في إقناع أحد بأن المحافظات الجنوبية هي بؤرة «الإرهاب» لتنظيم «القاعدة». كل ما نجح فيه هو دفع أعداد متزايدة من اليمنيين إلى الاقتناع باستحالة التعايش مع نظامه مقدماً برهاناً إضافياً عن الكيفية التي تدفع بها السلطات «الوحدوية» الجماعات والأفراد من مواطنيها للتحوّل إلى «انفصاليين».

في العام 1990 نشأ كيان يمني جديد عندما توحّد اليمن لأول مرة منذ عقود بل قرون من التجزئة بين جنوب مجزأ إلى 24 سلطنة وإمارة ومشيخة خاضعة للاستعمار البريطاني، وشمال إمامي، ثم بين جمهورية «يمينية» في الشمال وجمهورية «يسارية» في الجنوب، تبادلتا الحروب ومحاولات الانقلاب الواحدة ضد الأخرى. ولكن، بدلاً من اعتبار الوحدة عملية بناء للوحدة الشعبية في ظل دولة تتسع لجميع أبنائها، اعتبر «التشطير» منتهياً بقيام الوحدة. وبدلاً من بناء الدولة والنظام الجديدين بجمع أفضل ما أنتجته التجربة التاريخية لـ«الشطرين»، جرى استظهار الأسوأ من كليهما. وعندما تفاقمت مشاكل الشراكة بين النظامين والحزبين الحاكمين سابقاً في الشمال والجنوب، حلّ النزاع بالاحتكام إلى السلاح وقوة الجيوش وتحكّم المنتصر بالمهزوم.

ومن يرد تفسيراً لشعبية «الحراك الجنوبي» الحالية فليأخذ في الاعتبار أن جيلاً جديداً من اليمنيين نشأ في المحافظات الجنوبية لم يختبر أخطاء ولا سلبيات النظام «الاشتراكي»، ولا عرف فرحة الفترة الأولى من الوحدة، بل عاش في ظل أشكال مختلفة من التمييز والقمع والحرمان في ظل نظام «الوحدة».

ولا بد من التشديد هنا على المرض الوحدوي العضال وهو المماهاة بين الوحدة وبين المركزية، وقد باتت أقرب الطرق إلى تنمية النزعات الطرفية بل الانفصالية. فكيف إذا كان يتربّع على رأس السلطة المركزية حكم فردي تقلّصت قدراته التوزيعية وطاقاته على الضبط القمعي وهو يواجه استحقاقات اقتصادية وسياسية لامتناهية ليس أقلها الاضطراب داخل السلطة ذاتها حول موضوع التوريث.

الآن وقد وصلت الأوضاع إلى مفترق طرق، في أزمات اليمن المتداخلة، ما الذي يمكن توقعه بالنسبة لمصير المسألة الجنوبية؟

استنجدت صنعاء بمؤتمر لندن الشهر الماضي باسم «الحرب على الإرهاب». فنجحت في تحييد الوضع الإقليمي والدولي عن قضيتي الحركة الحوثية و«الحراك الجنوبي». لكنها لم تنجح في إقناع الدول المانحة بالإغداق في المساعدات كما كانت تفعل من قبل. ربطت الدول المانحة مساعداتها بما أسمته «الإصلاح السياسي والاقتصادي» مع تشديد خاص على مكافحة الفساد.

ولما لم يخطر في بال الحاكم أن يحاور أو أن يفاوض أحزاب المعارضة الستة، من اشتراكيين وقوميين وإسلاميين، المنضوية في «اللقاء المشترك» طوال تلك الفترة من الأزمات والحروب، ها هي الولايات المتحدة تأخذ المبادرة فتدعو إلى طاولة حوار بين نظام صنعاء وأحزاب المعارضة. وأين؟ في عاصمة بلد طاولات الحوار: بيروت!

لم يجد نظام صنعاء بعد طرفاً خارجياً يلقي عليه تبعات «الحراك الجنوبي» لتهبّ إلى نجدته جوقات من المحيط إلى الخليج التي ترى القشّة في عين المؤامرة الخارجية ولا تعاين الجسر في عيونها. ولا يرف لها جفن عندما ينجح عرب، يفترض أنهم يكافحون المؤامرات الخارجية التقسيمية، في تنفيذ أهداف المؤامرات الخارجية حرفياً.

أقل ما يمكن قوله عن حرب صعدة، ان الأسلوب العسكري لم يحقق أي إنجاز غير الخراب. فما الذي يضمن نجاح العنف في المحافظات الجنوبية؟ هل من أحد يتعلّم من تجاربه المأسوية فيفتح الحوار أقلاً مع قادة المعارضة وممثلين عن «الحراك الجنوبي»؟

المؤكد أنه لم يعد من سبيل غير الاعتراف بوجود مسألة جنوبية. ولا بد من استفتاء شعبي، بإشراف عربي، للتعرّف الى رغبات أهالي المحافظات الجنوبية. ولا يزال في الإمكان قطع الطريق على الانفصال وإنقاذ وحدة اليمن بواسطة الفدرالية. هذا إذا كنا نعني بالوحدة وحدة الشعب اليمني.

هل يملك النظام اليمني الجرأة على مثل هذا الخيار؟ أم تراه يكتفي بالرمزيات المستهتِرة؟ يعبّر عنها هذا الخبر: رُفع عَلَم ضخم للجمهورية العربية اليمنية، عرضه ثمانية أمتار وطوله 75 متراً، أمام القصر الحكومي في عدن «تدليلاً على رسوخ الوحدة اليمنية»، بحسب ما صرّح أحد المسؤولين!
عن السفير
نورس الجنوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2010-03-31, 11:17 PM   #4
شيخ الطيور
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-07-20
المشاركات: 2,206
افتراضي

الاخ نورس الجنوب
انا اتفق مع ما كتبه الغالي الاستاذ القدير المصفري
ولكن الغريب عندما نزلت مشاركتي في منتداء صوت الجنوب على موضوع الاستاض المصفري وهي نفس مشاركتي السابقه قام احد المشرفين بحذف مشاركتي وابقو اقتباس رساله الكاتب طرابلسي وكانها مشاركتي على موضوع المصفري ....قرصنه ولعمري
المصفي كاتب وهامه جنوبيه نقتدي بها ونحترمها كثير
شيخ الطيور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لدعاة الفيدرالية: المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين حسين بن طاهر السعدي المنتدى السياسي 0 2011-11-24 11:31 AM
الجزيرة اخطأت مرتين في حق الجنوب العربي ياسر السرحي المنتدى السياسي 0 2011-02-24 12:13 PM
تدمير ممتلكات أصهار الدكتاتور زين العابدين أسرة ال الطرابلسي من قبل الشعب التونيسي رعد الجنوب العربي المنتدى السياسي 1 2011-01-16 06:35 PM
مهرجان المحفد : قضية الجنوب هي قضية شعب يرفض أن يلدغ من جحر مرتين الجنوب العربي المنتدى السياسي 0 2010-05-01 11:59 PM
مشايخ شبوه :: لا يلدغ المرؤ من جحر مرتين مواطن جنوبي المنتدى السياسي 21 2009-08-08 02:31 AM

=
Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
 

تنـويـه
بسم الله الرحمن الرحيم

نحب أن نحيط علمكم أن منتديات الضالع بوابة الجنوب منتديات مستقلة غير تابعة لأي تنظيم أو حزب أو مؤسسة من حيث الانتماء التنظيمي بل إن الإنتماء والولاء التام والمطلق هو لوطننا الجنوب العربي كما نحيطكم علما أن المواضيع المنشورة من طرف الأعضاء لا تعبر بالضرورة عن توجه الموقع إذ أن المواضيع لا تخضع للرقابة قبل النشر