"صفحات احرقت من تاريخ اليمن"- موسسي الدولة اليمنية و اعظم شخصيتين في تاريخها

[ابن شعب البار]

حياة البشر كدورة أوراق الشجر , لها ربيع في عمرها تزهر فيه و تخضر في صيفها , حتى اذا جائها الخريف اصفرّت و تساقطت تباعا واحدة فأخرى , بين كومات الصفار و الجفاف المتناثر على الارض تبقى اوراق متشبثة بجذوعها , تأبى السقوط , لا تكترث بجفاف الخريف و صقيع الشتاء مخضرة هي على الدوام , انها الاوراق الخالدة في تاريخ الامم , انها اؤلئك الابطال الذين وقفوا حين ركع الاخرون , و صارعوا حيث ما خضع الابطال ,و ضحكوا موضع ما بكى الرجال , فأستحقوا الخلود في صفحات الكتب و قلوب البشر , و النصب في ساحات المدن و العواصم , الا في اليمن , قحطان و فيصل اللذان كانا و لم يكونا , كانا اوراقا خضراء ولم يكونا في صفحات التاريخ , كانا ابطالا يوم ان سقطت الرموز و لم يكونا ذا ذكر بين الملئ . لم ينالا سوى عناقيد من الحقد الذي همشهما و احرق كل ذكر لأسميهما , حتى انه محى ذكر قرية شعب من الوجود , لكيلا يذكر اسميهما معطوفا على ذكرها .

قحطان الشعبي


هو قحطان محمد الشعبي ,محرض ثورة 26 سبتمبر , قائد ثورة 14 اكتوبر , مؤسس دولة اليمن الجنوبية و اول رئيس لها .
عرف عنه حكمته و وطنيته , و برز كواحد من المع الكفاءات و القيادات في المنطقة العربية .
ولد قحطان في قرية شعب في عام 1923 يتيم الاب اذ منيت اسرة محمد الشعبي بفاجعة رحيل المعيل , قبل فرحة ميلاد الطفل قحطان بثلاثة شهور , و ليكون بلسما على حزن الاسرة .
كفله عمه الشيخ عبداللطيف الشعبي – والد فيصل الشعبي - و في كتاب القرية تلقى ابجديات تعليمه , وازدهر كتاب قرية الشعب حيث كان يتهافت اليه ابناء القرى المجاورة و ذلك لأن القرية عرفت الهجرة مبكرا نحو بريطانيا, تركيا, السودان, الهند و مصر .
بعد ان لمع في كتاب القرية , و اجاد القراءة و الكتابة , و حفظ اجزاء من القرآن العظيم , سافر قحطان الشعبي الى عدن مدينة النور و العلم, و التحق بمدرسة جبل حديد المشهورة بمدرسة ابناء الامراء , و فيها اكمل دراسته الابتدائية, و الثانوية , ليسافر بعدها لأكمال الدراسة الجامعية في السودان الذي كان يقبع تحت براثيم الاحتلال البريطاني .
في السودان نضج قحطان الشعبي سياسيا , فكان يقود المظاهرات و يوزع المنشورات المنددة بالاحتلال , مما عرضه للأعتقال و الضرب مرات عدة , و ملاحقة المخابرات التي امتلكت ملفا دسما عنه .
بعد تخرجه من جامعة الخرطوم بتخصص الهندسة الزراعية عاد الى اليمن , و كان البريطانيون على دراية و حذر من طموحات قحطان و رؤيته السياسية , خاصة و انه كان مؤهلا و واعيا , فحاولت استمالته الى طرفها مانحة اياه منصب مدير الزراعة – وزير- في السلطنة الفضلية , القعيطية, الكثيرية , و السلطنة اللحجية , و تمت ترقيته الى اعلى وظيفة يمكن ان يحصل عليها يمني .
لم تفلح محاولات الاحتلال بالتملق الى شخص قحطان و اغراءه, ففي بداية الخمسينيات اسس مع مجموعة من المناضلين , رابطة ابناء الجنوب التي نددت بالاحتلال و نادت الى الاستقلال , و وحدة الامارات الجنوبية , ما دفع الاحتلال الى مطاردته , الا انه انسحب الى دولة مصر العربية 1958 , ليلتقي بأبن العم السياسي العظيم فيصل عبداللطيف الشعبي , و يبدء مشوار النضال الحقيقي.

فيصل الشعبي


هو فيصل عبداللطيف الشعبي علم من اعلام السياسة في العالم العربي , اول سياسي في تاريخ اليمن كما يوصف دائما , مؤسس حركة القوميين العرب في الجنوب, مهندس الثورة و عقلها المدبر , و نائب الرئيس قحطان في حكومة الاستقلال, و اول ئيس وزراء .
برز فيصل عبد اللطيف كقائد تنظيمي محنّك , ملتزم , شديد الصرامة, والسرية وعرف بسعته فكره, قدرته على قراءة الاحداث و توقعها .
ولد فيصل في قرية شعب عام 1933 و في سن مبكرة سافر الى جمهورية مصر, حيث تلقى تعليمه وصولا الى الجامعة و حصل على البكالوريوس في التجارة والاقتصاد .
في مصر مهد الثورات, ومنبع الوعي السياسي ,و نبراس النهضة الفكرية في العالم العربي , نشئ فكر فيصل الشعبي , فكان لذلك اثره في صقل حنكته السياسية , وكانت انطلاقته السياسية ابان العدوان الثلاثي على مصر , حين تطوع في وحدات الطلبة في بور سعيد .
انضم بعدها الى حركة القوميين العرب في مصر 1956 , وفي عام 1959 قام بتأسيس حركة القوميين العرب في اليمن , كأول فرع لها في شبه الجزيرة العربية.


مشوار النضال

في عام 1959 اسس فيصل عبداللطيف الشعبي حركة القوميين العرب في اليمن , و انضم اليها قحطان الشعبي , في نفس العام قام فيصل و قحطان بنشر كتاب يعد اول وثيقة سياسية في تاريخ الجمهورية اليمنية , وقد دعا من خلاله الى الكفاح المسلح , و الثورة على الاحتلال ومن ثم توحيد الامارات و السلطنات تحت لواء جمهورية عربية تتبنى النظام الاشتراكي المعتدل على الطريقة المصرية و الجزائرية .
الا ان قحطان انسحب من الحركة بعد اختلافه مع اعضائها حول الاهداف, كان قحطان يؤمن بضرورة اقامة ثورة في كلا الشطرين و من ثم توحيدهما , بينما كان فيصل يرى صعوبة تحقيق الوحدة حينها , لوجود فوهات كبيرة لابد من ملئها بين الشطرين ,و الني تؤدي الى خليط غير متجانس , ما يمكن ان يكون له عواقب وخيمة .
نقطة الخلاف لم تقف عائقا امام الشعبيين في سبيل تحقيق الهدف المشترك في اقامة الوحدة الجنوبية و الاستقلال من الاستعمار البريطاني , انما زادتهما شغف على شغف بأنجاز حلم الثورة .
و قد الف فيصل الشعبي كتيباً بعنون "اتحاد الامارات المزيف" كشف فيع مخططات الاستعمار البريطاني الرامية لإنشاء دولة اتحاد الجنوب العربي على اساس من معاهدة دفاع مشترك وحماية بريطانية يعترف بها دولياً , واصبح الكتيب واحدا من الكتيبات السياسية الذي اعتمدته قيادة حركة القوميين العرب ككتيب تثقيفي عمم على كل فروعها.
في 1961 اقترح قحطان الشعبي على القيادات الشمالية اقامة جبهة وطنية على مستوى اليمن , و اقامة ثورتين ضد الامامة و الاحتلال , في سبيل اقامة وطن موحد .
وعقب ثورة 26 سبتمبر في 1962 غادر قحطان الشعبي جمهورية مصر الى صنعاء للمشاركة فيها , و عقب الثورة المجيدة و بألحاح من القيادات الوطنية في الشمال , عين قحطان الشعبي كمستشار للرئيس السلاّل 1963.
و كان قحطان الشعبي قد اصدر في 1962 كتاب بعنوان"الاستعمار البريطاني و معركتنا في الجنوب" , ما عد اهم وثيقة تاريخية تناولت دراسة الاوضاع في اليمن شمالا و جنوبا , و حتمية الثورة .
و في 14 من اكتوبر عام 1964 انطلقت الثورة- بأمر قحطان و هندسة فيصل - من بنادق رجال ردفان البواسل , في وجه الاستعمار البريطاني , استمرت الحرب قرابة عامين حتى سيطرت الجبهة القومية على عدن و معظم الامارات لتتكلل جهود قحطان و فيصل و المناضلين العظام بالنجاح , ما اضطر بريطانيا العظمى الى اللجؤ الى طاولة الحوار مذلولة الرأس .

الاستقلال

في 1967 توجه قحطان الشعبي على رأس وفد يمني ضم العديد من المناضلين يتقدمهم فيصل الشعبي الى جنيف من اجل مفاوضات الاستقلال , و قد خرجوا الى توقيع وثيقة الاستقلال التي جاء فيها ما يلي :


1 ) يحصل الجنوب العربي على الاستقلال في 30نوفمبر1967 ويُشار إلى هذا اليوم فيما يلي بيوم الاستقلال.
2 ) تنشأ في يوم الاستقلال دولة مستقلة ذات سيادة تـعرف بجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وذلك بإرادة رسمية من قبل الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن بصفتها ممثلة لشعب منطقة الجمهورية وتـقام حكومة للجمهورية.
3 ) تقوم حكومة صاحبة الجلالة بالخطوات اللازمة لإنهاء سيادة أو حماية أو سلطات حكومة صاحبة الجلالة وحقها في الحكم والتشريع ـ أياً كان الحال ـ في مناطق جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية.
4 ) سوف تعترف حكومة صاحبة الجلالة بجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ابتداءً من يوم الاستقلال، وسيقوم بين حكومة صاحبة الجلالة وجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية تبادل دبلوماسي كامل ابتداءً من يوم الاستقلال وتقوم الحكومتان بتعيين سفراء بأسرع ما يمكن بينما تعيِّن بعثات دبلوماسية ابتداءٍ من يوم الاستقلال حتى يتم تعيين السفراء وحتى تنضم جمهورية الجنوبية الشعبية إلى ميثاق جنيف عام 1961، وتخضع العَلاقات الدبلوماسية بين البلدين للقانون الدولي التقليدي وتطبيقاته العملية وبعد ذلك تخضع العلاقات الدبلوماسية للميثاق رهناً بأية احتياجات أو تحفظات يتفق عليها الطرفان.
5 ) تترك لحكومة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية حرية طلب الانضمام لعضوية الأمم المتحدة, وسوف يسر حكومة صاحبة الجلالة أن تتبنى أي طلب للعضوية يُقدَّم إلى الأمم المتحدة إذا رغبت جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية في ذلك.
6 ) لن تتحمل المملكة ابتداءً من يوم الاستقلال وفيما بعده أية مسؤولية عن جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ومنطقتها, وسوف تكون الجمهورية مسؤولة دولياً مسؤولية كاملة عن منطقتها وعن الحقوق والالتزامات الدولية المتعلقة بالجمهورية ومنطقتها.
7 ) كل المعاهدات والوثائق التي تتضمن التزامات دولية سوف تشتمل في إعلان تصدره حكومة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، كما سيلزمها توجيه خطاب إلى السكرتير العام للأمم المتحدة يوضح آراءها حيال تسلمها الالتزامات الدولية.
8 ) سوف ينتهي مفعول أية معاهدات واتفاقيات وامتيازات ممنوحة (كامتيازات ملاحة أو تنقيب ... الخ) وأية ترتيبات أخرى قائمة حتى يوم الاستقلال بين التاج أو ممثليه من جهة وبين حكومات أخرى أو حكام أو سلطات أخرى في مختلف أجزاء منطقة جمهورية اليمن لجنوبية الشعبية من جهة أخرى وذلك بدءا من يوم الاستقلال.
9 ) تحصل جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ابتداءً من يوم الاستقلال على كافة الحقوق الإقليمية المسندة إلى التاج أو ممثليه أو التي يدّعيها التاج أو ممثليه أو يدّعيها حكام أو حكومات أو أية سلطات أخرى في مختلف أنحاء منطقة الجمهورية قبل يوم الاستقلال وحيال كافة أجزاء منطقة الجمهورية.
10 ) كل النصوص القانونية السارية المفعول في منطقة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية أو في أي جزء من تلك المنطقة قبل يوم الاستقلال مباشرة تظل سارية المفعول ما لم تتناقض مع قيام الجمهورية أو أي تصرف تقوم به سلطة مؤهلة من سلطات الجمهورية في يوم الاستقلال أو فيما بعد ذلك اليوم حيال منطقة الجمهورية.
11 ) ستقوم حكومة صاحبة الجلالة باتخاذ اللازم قبل يوم الاستقلال بإلغاء الأوامر الصادرة عن المجلس الملكي التي تكون لها صبغة دستورية والتي تكون سارية المفعول في منطقة الجمهورية أو أي جزءٍ منها وذلك بفعل أمر صادر عن المجلس الملكي مع الاحتياطات اللازمة لضمان صيانة القانون العام.
12 ) كل حقوق ومطلوبات والتزامات التاج أو ممثليه أو أية حكومة أخرى في المنطقة ظلت قائمة في منطقة الجمهورية حتى يوم الاستقلال تصبح في يوم الاستقلال حقوقاً ومطلوبات والتزامات تخص الجمهورية وذلك دون المساس بحق حكومة الجمهورية ــ الذي لا سبيل إلى إنكاره ــ في إعادة النظر في المستقبل في تلك الأمور واتخاذ ما تراه مناسباً إزاءها.
13 ) كل المصالح المتعلقة بالأراضي والممتلكات والموجودات الأخرى في منطقة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية تكون في حوزة التاج أو من ينوب عنه قبل يوم الاستقلال مباشرة لأغراض حكومة المناطق التي ستكون جزءاً من الجمهورية، أو كما يكون الحال لأغراض مباشرة سلطة صاحبة الجلالة في المناطق المذكورة، وأي مصالح تتعلق بالأراضي في تلك المناطق تكون في حوزة التاج قبل يوم الاستقلال مباشرة، أو في حوزة من ينوب عنه لأغراض خاصة بالقوات المسلحة للمملكة المتحدة ، كل تلك المصالح آنفة الذكر يجب ابتداءً من يوم الاستقلال أن تؤول إلى الجمهورية كما تؤول إليها كل الحقوق والالتزامات والمطلوبات المتعلقة بتلك المصالح، وذلك دون المساس بإعادة النظر فيها وما يترتب على ذلك من تصرفات تقوم بها حكومة الجمهورية حيال أية ترتيبات سبقت يوم الاستقلال, مع احترام مدة حيازة الأراضي المستخدمة لأغراض دبلوماسية أو قنصلية أو أغراض أخرى.
14 ) ستتشاور كل من حكومة صاحبة الجلالة وحكومة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية معاً بصدد مسائل الجنسية الناشئة عن استقلال الجمهورية قبل أن تتخذ حكومة صاحبة الجلالة خطوة لتجريد المواطنين في المملكة المتحدة أو المستعمرات من مواطنة المملكة المتحدة أو المستعمرات بحكم صلتهم بمنطقة الجمهورية.
15 ) ستسلم حكومة صاحبة الجلالة إلى حكومة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية أية وثائق وتقارير ودراسات وخرائط تتصل بمنطقة الجمهورية تستطيع حكومة صاحبة الجلالة تسليمها, وسوف تجرى المشاورات التي من شأنها أن تؤدي إلى أنسب الوسائل لإنجاز هذه المهمة بين الحكومتين، وسوف تزود حكومة صاحبة الجلالة حكومة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية بكل ما يتوافر لديها ولم يسبق حوزته لدى حكومة الجمهورية مما يتعلق بالبت في الحقائق المتصلة بحدود الجمهورية.
16 ) نظراً لضيق الوقت تجري المباحثات الخاصة بالخدمة العامة والمعاشات في تاريخ مبكر بعد الاستقلال.
17 ) نظراً لضيق الوقت تؤجل المباحثات الخاصة بالديون المستحقة لحكومة صاحبة الجلالة والديون العامة المستحقة على مناطق الجمهورية والباقية حتى يوم الاستقلال، وتنظر في مفاوضات مستقلة في تاريخ مبكر بعد الاستقلال.

وقع عن الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل :
/ قحطان محمد الشعبي


وقع عـن المملكة المتحدة :
/ لورد أو. بي. شاكلتون ـ الوزير بلا وزارة.
/ هارولد بيلي ـ عضوالوفد



تأسيس الجمهورية اليمنية


خلال مهرجان جماهيري ضخم أقيم بعدن في مساء يوم الإستقلال30نوفمبر1967 , و وسط هتافات الجحافل التي شقـَّت عنان السماء وقف الرئيس قحطان الشعبي ليلقي على عشرات الآلاف من أبناء الشعب ومئات من العاملين بالصحافة الأجنبية , بيان إعلان الاستقلال رسمياً، وفيما يلي نصه :

" بسم الله.. باسم الثورة، وباسم الشعب الذي آمن أن الحرية تنتزع ولا تـُعطى فسار على درب الثورة العظيمة التي فجرتها الجبهة القومية منذ الرابع عشر من أكتوبر1963 مقدماً الشهداء عن سخاءٍ راضياً بالتضحيات الجسيمة التي تحملها بكل طوائفه دونما تذمر أو سخط حتى تحررت أجزاء الوطن العظيم من الحكم الاستعماري البريطاني والإقطاع والسلاطين.
أعلنُ أنا قحطان محمد الشعبي رئيس جمهورية اليمنية الجنوبية الشعبية أنه بناءً على القرارات الصادرة عن القيادة العامة للجبهة القومية فأنه ابتداءً من اللحظة الأولى ليوم 28 شعبان سنة 1378 الموافق 30 نوفمبر 1967 أعلنُ مولد وقيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية كدولة مستقلة ذات سيادة كاملة على كل أجزاء الوطن براً وجواً وبحراً التي كانت تحت السيادة والحماية البريطانية والتي كانت تـُعرف في السابق باسم عدن ومحمياتها الشرقية والغربية وكل الجزر التابعة لها، وأنه من اللحظة الأولى لهذا الاستقلال ومولد الجمهورية تنتهي بذلك التجزئة البغيضة التي فرضت من قبل الاحتلال البريطاني والحكم السلاطيني الرجعي الإقطاعي لتحل محلها دولة موحدة واحدة وحكومة مركزية واحدة تدير وتسيِّر كل شؤون هذه الدولة الجديدة.. وأن مولد الجمهورية لا يعني مطلقاً أننا قد وضعنا السلاح بل أن على الشعب وقواته المسلحة أن يظل يقظاً وساهراً للحفاظ على مكاسب الثورة والجمهورية وأن على الشعب تقعُ مسؤولية حماية الثورة وخطها التحرري التقدمي.
ولقد حقق شعبنا هذه الانتصارات الكبيرة بفضل تنظيمه الطليعي ممثلاً بالجبهة القومية لذا فأن الجمهورية ستعمل جاهدة على رعاية العمل الشعبي المنظم وإفساح المجال له إيماناً منها بأن الشعب هو صاحب الثورة وصانعها وأن العمل المنظم هو السبيل لتعبئة الجماهير في خط الثورة وعلى هدى مفاهيمها ومنطلقاتها وإنه السبيل لحماية الجمهورية ومواجهة أعدائه, إن جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ستعامل جميع المواطنين على قدم المساواة في الحقوق والواجبات العامة وفي حدود القانون, كما أنها ستوفر للمرأة كافة حقوقها,كما أنهاستعمل على إذابة النزاعات القبلية والثغرات الإقليمية والفوارق التي خلفها الاستعمار والحكم السلاطيني الرجعي الإقطاعي السابق, وأنها تلتزم باتجاه تقدمي ثوري لمعالجة القضايا الاجتماعية والاقتصادية لتوفر العيش الكريم لكل مواطن في الجمهورية الفتية, وستقضي على جميع أسباب التخلف وستولي المناطق الريفية التي طالما أهملها العهد البائد رعايتها الكاملة وستعمل جاهدة على تحسين المستوى المعيشي للمواطن ورفع المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي.
كما أنها تلتزم ضمان مستقبل كل المناضلين الذين ساهموا في كفاح المستعمر والحكم السلاطيني الإقطاعي العميل بعد دراسة ظروفهم وأحوالهم, كما ستـعلن في القريب العاجل دستورها المؤقت الذي ستلتزم الحكومة به حتى إعداد دستور دائم.
وتلتزم الجمهورية بمبدأ استمرار القانون والمحافظة على الأمن في هذا الإطار العام.. كما أنها تأخذ على نفسها رعايته والسهر على رعاياها الذين في المهجر.
كما تلتزم بحماية الجاليات الأجنبية في مجتمع الجمهورية وصيانة ممتلكاتهم وحقوقهم في حدود القانون.
وأنها تؤكد إيمانها الصادق بوحدة اليمن الطبيعية شمالاً وجنوباً وستعمل من جانبها جاهدة بالتشاور والمشاركة مع حكومة الجمهورية العربية اليمنية الشقيقة في بحث السبل العملية للوصول إلى تحقيق هذا الهدف السامي.
وتـعلن أنها قرّرَت الانضمام الفوري لجامعة الدول العربية والالتزام بميثاقها.
وتؤكد أنها ستعمل سواء في نطاق جامعة الدول العربية أو بالعلاقات الثنائية على محاولة إيجاد صيغ عملية لتوطيد الروابط بينها وبين الدول العربية الشقيقة.
كما أنها تلتزم مع الدول العربية الشقيقة بالعمل من أجل تحرير فلسطين وسائر أجزاء الوطن العربي التي ما زالت تحت الحكم الأجنبي.
وتؤكد من جانبها ضرورة توطيد العلاقات بين الأقطار العربية المتجاورة وانتهاج الجميع سياسة حسن الجوار لتوطيد الروابط الأخوية وتأكيدها.
وأن جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية قررت الانضمام الفوري إلى الأمم المتحدة والالتزام بميثاقها والتعامل مع جميع الدول الأعضاء على قدم المساواة واحترام حقوق الإنسان والالتزام الدولي في كافة المجالات وأنها ستفي من جانبها بالتزاماتها الدولية بما لا يتعارض مع سياستها ووحدة أراضيها واستقلالها السياسي والتزاماتها القومية.
وأن الجمهورية تقدِّر دور الأمم المتحدة الفعّال لمساندة نضال شعبنا في الجنوب اليمني ودعمها له في قراراتها التي أكدت فيها حقه في الحرية وإدانة الاستعمار البريطاني وتطلب من كافة الدول الأعضاء الأخذ بعين الاعتبار أنها ستكون دولة شعبية تقدمية.
كما تـعلن التزامها بسياسة الحياد الإيجابي وعدم الانحياز في علاقاتها الدولية.
وكجزء من بلدان العالم الثالث المتحرر من ربقة الاستعمار والمتطلع إلى غدٍ مشرقٍ وبناء اقتصاد وطني تقدمي, تتحمل مسؤولياتها بالتضامن مع الشعوب والدول الأفريقية والآسيوية وبقية شعوب ودول العالم الثالث في تنسيق وتطوير العلاقات الاقتصادية وفي تحمل تبعاتها تجاه كل الأجزاء التي ما زالت ترزح تحت وطأة الاستعمار بشتى أشكاله وصوره.
كما تؤكد مخلصةً وجادة بأن الصداقة بين شعوب العالم واحترام سيادة كل دولة على أرضها والتعاون الاقتصادي المستمر هو السبيل إلى بناء صرح سلام عالمي عادل، لذلك فأنها تنتهج مبدأ التعايش والتعاون مع سائر شعوب العالم. وتـقاوم بشدة الاستعمار بشكليه القديم والجديد وتلتزم جادة العمل للقضاء عليه.
ولا يسع الشعب العربي في جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية من اليوم الأول لاستقلاله إلا أن يشكر الشقيقة الكبرى الجمهورية العربية المتحدة ورئيسها جمال عبدالناصر على دعمها لنضالنا ومبادرتها بالاعتراف رسمياً بجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية, كما تشكر كل الدول العربية الشقيقة والصديقة التي دعمت نضال شعبنا, وتؤكد اتجاه الحكومة الوطنية لشعبنا لإقامة علاقات طيبة مع كل دول العالم.
حقق الله آمال شعبنا الباسل في ظل سيادته على أرض جمهوريته الفتية. والسلام عليكم."

و قام بعدها الرئيس قحطان الشعبي بتشكيل اول حكومة في تاريخ جنوب اليمن , ضمت عددا من عظام المناضلين من بينهم المهندس فيصل بن شملان رحمه الله , و قد تم تعينهم كالتالي :
السيد/سيف أحمد ضالعي وزيراً للخارجية
السيد/علي سالم البيض وزيراً للدفاع
السيد/محمد علي هيثم وزيراً للداخلية,وزيراً للصحة بالوكالة
السيد/محمودعبدالله عشيش وزيراً للمالية
السيد/عبدالفتاح إسماعيل وزيراً للثقافة والإرشاد وشؤون الوحدة اليمنية
السيد/فيصل عبداللطيف الشعبي وزيراً للاقتصاد والتجارة والتخطيط
السيد/عادل محفوظ خليفة وزيراً للعدل والأوقاف
السيد/فيصل بن شملان وزيراً للأشغال والمواصلات
السيد/محمدعبدالقادر بافقيه وزيراً للتربية والتعليم
السيد/عبدالملك إسماعيل وزيراً للعمل والشؤون الاجتماعية
السيد/سعيد عمر عكبري وزيراً للإدارة المحلية،وزيراً للزراعة والإصلاح الزراعي بالوكالة

و كان من اول المراسيم التي اصدرها الرئيس قحطان , مرسوم الافراج عن المعتقلين من اعضاء جبهة التحرير على خلفية الفتنة الداخلية التي اثاروها , و بلغ عدد المفرج عنهم 300 معتقل .

سياسة حكيمة لم ترق للأخر

بين حكمة قحطان الرئيس و حنكة فيصل قائد الجبهة القومية و منظر الدولة , و معية الكفاءات من غرار الوزير فيصل بن شملان كانت اعظم حكومة في تاريخ اليمن , رسم قحطان و فيصل ملامح سياسية مستقلة للدولة ذات السيادة الذاتية, و كانت تميل الى القومية العربية متبنية نموذج اشتراكي معتدل- بعيدا عن الماركسية و الشيوعية- على غرار مصر و الجزائر , كما اتخذت الحكومة موقفا داعما للقضية الفلسطينية ضد العدوان الاسرائيلي .
انتشار المد الشيوعي السوفيتي في العالم الثالث, كردة فعل عكسية للأحتلال الامبريالي و الرأس مالي فيها شهد استثناء في السلطة اليمنية التي كانت ذات رؤية , و مشروع مستقبلي مستقل عن اي تعلقات بالاخر او انحياز الى قطب ,الامر الذي لم يرق للسوفييت الذين عمدوا الى تحريك دماهم في داخل اليمن و المنتمين الى الماركسية و الشيوعية اكثر من انتمائهم لليمن .
بدء الامر بتكوين التيار اليساري المعارض داخل الجبهة القومية , ثم تداعت اصداء صرخات اليسار بقيادة عبدالفتاح اسماعيل , و كانوا يقودون اليمن نحو حرب اهلية و خلافات سرمدية لا تحمد تبعاتها , و لا تخدم سوى مصالح السوفييت .

حقن الدماء ام الدفاع عن الحرية

قحطان الشعبي الرجل الوطني , الذي كرس حياته لرؤية يمن موحد , حر و قوي , ينعم برغد العيش و السلام , قرر الاستقالة عن منصبه حقنا لدماء ابناء شعبه .
على صعيد اخر كان فيصل الشعبي- الذي اشتهر بأراءه ضد الشيوعية و الماركسية- يرى ان التنازل عن السلطة سيجنب اليمن اراقة دماء ابنائها في الحاضر , لكنه سيريق ملاين الدماء في المستقبل , و سيعني تدنيس دماء الشهداء , و التضحية بأهداف الثورة , اذ ان اليمن ستقبع تحت احتلال من نوع اخر , حيث تصبح بين مخالب السوفييت و الشيوعية , فكان موقفه بضرورة الوقوف في وجه هذا المد التوسعي.
قام قحطان الشعبي بأصدار اخر قرار رئاسي بتعيين فيصل الشعبي كرئيس للحكومة 1969 , كمحاولة اخيرة للأستدراك , و تم وضع الرئيس و قائد الثورة تحت الاقامة القسرية مدى الحياة , كعقوبة على جريمة لم يرتكبها , الا ان في حالة اعتبرنا حب قحطان لليمن و نضاله من اجلها جريمة توجب السجن المؤبد .

عاشوا ابطالا و ماتو مجرمين

وقف فيصل في وجه المد الشيوعي , عبقريته السياسية , صرامته و شخصيته القوية , كانت عقبة كبيرة امام مخطط الماركسية , فقاموا بأعتقاله , وتصفيته جسديا , كخائن و عميل في معسكر فتح , كخائن للماركسية و عميل لليمن و العروبة 1970 و هو في الخامسة و الثلاثين من عمره.
كان عهد قحطان ابيض عهد في التاريخ اليمني , فلم ترق ولو قطرة دم واحدة , حتى السلاطين الذين تمت محاكمتهم بالعمالة للأستعمار , رفض قحطان تنفيذ حكم الاعدام بهم و اكتفى بسجنهم لعشر سنوات فقط , عل الرغم من اصرار اليساريين على تنفيذ عقوبة الاعدام .
دخلت اليمن بعدها في متاهات , و كانت كالاعمى يمد يده للشوفييت ليساعدوه على قطع الطريق , خاضت اليمن حربيين اهليتين و شهدت ثلاثة انقلابات , و سفكت انهار من دماء اليمنيين في اقل من 20 سنه , نعم حصل ما كان قحطان يخشاه و ضحى فيصل بحياته لمنع حدوثه .
اليمن حر في الظاهر , و تحت الاحتلال في الباطن , تحكم السوفييت في كل شئ , لا تستطيع ان تحرك ساكنا , كل من يرفع رأسه يناله الموت , و هذا مانال الرئيس الشهيد سالم ربيع علي عندما نئ باليمن عن السوفييت .
مكث قحطان اسير الاقامة القسرية في بيته , الحزن كان ياكل قلبه الذي اتعبه الهم و مزقه المرض , حتى مات في 1982 .
ارادت الجماهير جنازة رسمية لبطلها قحطان , و ابى السار ذلك , اراد لقحطان جنازة مجرم , تمام كما فعلوا مع فيصل من قبل , فكان موقف المناضل العظيم علي عنتر الذي وقف معارضا لليسار , و امر بأقامة جنازة لائقة بالرئيس قحطان الشعبي .
و لأقامة مراسيم الجنازة , توجه نجل الرئيس قحطان الشعبي الى دار الرئاسة , ليطالب الرئيس على ناصر محمد ببقية مسحقات والده , وعند مراجعة السجلات اتضح بالفعل ان قحطان لم يكن يأخذ مرتبه كاملا تضامنا مع الشعب , و الدولة النامية , فأعطي لنجيب قحطان بقية مستحقات ابيه الذي مات فقيرا .


من بنوا الجناحات على ظهر اليمن لتحلق عاليا , غرس اسميهما تحت التراب في ارض نائية , بعيدا عن اقلام المحققين ,و عدسات الموثقين , قحطان وفيصل , رجلان ارادا لليمن الحرية , فنالهما الاسر ,ارادوا له النعيم فنالهما التعذيب , ارادو له المجد , فنالهما الذل , وارادوا له الخلود , فنالهما النيسان .
يذكر الجنوب و لايعرف من اسسه , تذكر الثورة و لا يعلم من قادها و خطط لها , يذكر اسمي قحطان و فيصل الشعبي , ولا يعرف ما يمكن ان يعطفا عليه , حتى قرية شعب التي امست و لم تصبح , الذاهب اليها لا يجد سوى اطلال مبان يسكنها بقايا بشر , مزقهم الجوع و الفقر , و اغبرهم التهميش , انها قرية تعاقبت فيها حروف النفي على الخيرات فلا كهرباء و لا ماء و لا اتصالات , و كأنك في عالم خارج العالم , اليست هذه من كانت منارة العلم ؟ , لم كل هذا , فقط للأنتقام من قحطان و فيصل , و لم ؟ لأنهما ارادا لليمن الكرامة !.

[ابن شعب البار]

هدف الموضوع ليس شتم احد او اتهامه او انكار دور احد من المناضلين او تهميشه
انما هدفه ذكر من همشهم التاريخ

[احمد العدني]

نعم لقد كان فيصل عبد اللطيف وقحطان الشعبي من اشرف الرجال ،ولكنه كان هناك الى جانبهم من قادة العمل العسكري في الجبهات امثال سالم ربيع علي ومحمد صالح مطيع ،وعلي عنتر ،وغيرهم هم ايضا ماتوا غدرا بسبب تأمر محسن الشرجبي وحزب حوشي عليهم .

[الصادقين]

الجنوب استفاد من هذا كله ....... نضال الجنوب ضهرة بوادره من العشرينات والثلاثينات وبءت معالمه في الاربعينات عند تاسيس رابطة الجنوب العربي ........ ولازم ننظر للجنوب من زاويه عامه وليس من زاويه وحده مثل ننظر من زاوية الجبهه القوميه هذا غلط ....... لو نظرة للجنوب العربي عامه كان سلطنات ومشيخات وامارات هذا قبل الاستعمار وخلال الاستعمار ........ تكاتف فيما بينهم من الغزوات الزيديه .................. وكانت تركيبه قبليه شانها شان الجزيره العربيه وليس هذا بعيب وانما حقبه ومرحله طبيعيه ونحن المتتبعين لهذا التاريخ انه تاريخ طبيعي ................ ونفرق ماقاله السياسيون من الجبهه القوميه عن هذه المرحله وانها حقبة تخلف وهم المنقذين ....... وتغيير المرحله كان بالطريق سوى جبهة التحرير او الرابطه او كما حصل الجبهه القوميه ونروح ابعد ولو ضلة السلطنات كذالك سوف يتم التغيير فلابد ننظر النظره العامه لننصف الجميع .................. لماذا السلاطين لم يقومو بثوره وهم جزء من القبيله ومن خبر الحروب مع الزيود الفرس ......... الجواب لماذا الحراك الجنوبي السلمي لم يقوم بثوره لانه غير جاهز والامور سوف تكون فاشله والسلاطين كانوا كذالك وهم اصحاب حروب كانو ينظرون لتفجير ثوره هو فقدان الجنوب لماذا يعملوا حساب نفس حساب الحراك السلمي الامام متصيد لهم في صنعا والجاليه الضخمه في عدن لها ارتباط مع الامام وكان للامام مكاتب باكثر مناطق عدن واكثر سكان الجنوب في مناطقها ..... الجبهه القوميه اقدمة على سياسه انتحاريه غير محسوبه فيصل عبد اللطيف الشعبي وقحطان الشعبي قادو الجبهه القوميه من الجنوبيين ولترجيح الكفه بين الجبهات ادخلة الجبهه القوميه الشماليين لسيطره على حكم الجنوب ............. حقيقه فيصل عبد اللطيف وقحطان كان تفكيرهم سياسي استقلال الجاليه الشماليه ثم التخلص منهم وهو ما يلاحض من خلال التغييرات الوزاريه ولاكن كانو الشماليين اسرع وامر ويعرفون انهم بالاخير سوف ينتهون وسارعو بالتحالف مع بعض المناضلين الجنوبيين الذي لم يحصلو على مناصب وزاريه واستقلها عبد الفتاح اسماعيل ادق استقلال وانقلب على قحطان واعدم فيصل عبد اللطيف وطلع عبد الفتاح الشوعي ولو درى فيصل عبد اللطيف مايحصل له لبارك باستمرار حكم السلاطين الذي كانوا يعملون حساب لشماليين خوفا من الامام اكثر من الاستعمار وفوق هذا يضل فيصل عبد اللطيف وقحطان الشعبي من شرفاء الجنوب الذي رفضوا الحكم الشوعي ورفضوا التاميمات ومنعوا الاعدامات فهم اصيليين ولكن كان غلطهم الطيبه الزياده والتسامح الزائد فعبد الفتاح عندما اعلن برنامجه الشوعي سجنه قحطان في مدينة الشعب ومعه من العصابه كان بمقدوره اعدامهم والاعدام كان شرعي لان توجههم ضد الدين وبسبب الطيبه انعكس الموضوع وانعدم الذي كان مفروض يعدم

[ابن شعب البار]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله

بداية اشكر لكما اخواي العزيزان حسن القراءة و حسن الرد

العزيز "احمد العدني" اهلا و مرحبا بك

بالتأكيد لم يكن قحطان و فيصل الوحيدان اللذان حررا اليمن فذلك ضرب من المستحيل
انما كان هناك عشرات القاده و الآف الثوار من امثال المناضل العظيم علي عنتر و شهيد الثورة الاول الشيخ غالب بن لبوزه , و غيرهم كثيرون ممن بذلوا الغالي و النفيس في سبيل يمن حر و قوي

و كما اشرت فأن هدف موضوعي ليس تهميش احد او انكار مجهوده , و لكن الهدف هو تعرفة الناس ببطلين من ابطال اليمن همشا على الرغم من عظم دورهما
قحطان قائد الثورة
و فيصل المخطط لها و مؤسس الجبهة القومية

و بالتأكيد فأن لكل المناضلين علينا حق الذكر و الشكر
ولك كل الاحترام و التقدير


اما الاخ القدير "الصادقين"
فأنا احترم وجهة نظرك التي تعكس رقيك وسعة مداركك و معرفتك العميقة بتاريخ اليمن
و اسمح لي ان اختلف معك في نقاط معينه
1- السلاطين لم يكونوا ابدا يفكرون بالانقلاب او الثورة لأنهم كانوا المستفيدين من الاستعمار
و لو راجعت التاريخ لوجدت ان من عوائد الاستعمار في كل دول العالم ان يستميل اليه الطبقة الاروسقراطية التي تحكم بفكيها على ابناء الشعب

2- تفرقة الشعوب الى قبائل, اليس هذا جزء من مبدء فرق تسد ؟
ونعم هذا كان شأن كل الجزيرة العربية للأسف الشديد , فبعد الوحدة و الخلافة الاسلامية فتتنا الاستعمار ال قبائل و مشايخ و اعادنا الى ماقبل الاسلام من جديد , و اعتقد ان من ينجح في اعادة التوحيد هو بالفعل منقذ وهذا انجاز الجبهة القومية

3- انت حصرت القضية بين الشمال و الجنوب و مخاوف من التدخل الشمالي و اتباع الامام و ان هدف الجبهه هو فصل اتباع الشمال في الجنوب عن الشمال
و هذا خطأ لأن ثورة الشمال على الامام قامت قبل ثورة الجنوب , يعني ماكان للأمام اي سلطة , بالضافه ان القيادات الشماليه في الشمال كانت تكن كل الاحترام لشخص قحطان الذي حرض على قيام ثورة 26 سبتمبر , حتى انهم طلبوا منه ان يكون مستشار في اول حكومه في الشمال , و قد اكنت هناك نيه لقيام وحدة بين الشطرين و هو ماكا نسيتحقق في عهد الرئيسين الحمد و سالمين , لولا تدخل الشماليين في الجنوب بقيادة عبدالفتاح اسماعيل
4- و خلاصة النقطة الماضية , هو انك قد غفلت عن التدخل السوفيتي و هو السبب الحقيقي في قيام الانقلاب على قحطان الشعبي , و اغتيال فيصل عبداللطيف.
5- لماذا لم يقم قحطان بأعدام عبدالفتاح ؟
السبب هو ان سياسة قحطان لم تكن قائمة على الدموية , ولم تكن ضد اي يمني
فهو قد افرج عن 300 معتقل من جبهة التحرير التي وقفت ضد مشروع الثورة الذي تبنته الجبهه القوميه , و خفف الحكم ضد السلاطين من الاعدام الى عشر سنوات سجن فقط
و هذه سياسه حكيمه جدا
و السبب الاخر ان عبدالفتاح كان معه مجموعه لايستهان بها ممن قد يثوروا اذا ما تم اعدامه
و عندها ستتحول المسألة من نزاع سياسي الى عسكري
فكان لا بد من امتصاص الغضب و ليس اشعال فتيل الحرب

6- هل تعقد ان قحطان و فيصل كانا يبحثان عن مكاسب شخصية
بالتأكيد لا
كلاهما مات فقيرا , و قحطان لو اراد السلطه لأشعل الحرب ضد عبدالفتاح و نفس شئ بالنسبة لفيصل
طبعا علم الغيب عند الله و لكن فيصل اراد يمنا حرا و هو كان مستعد ليضحي بحياته في سبيل ذلك


و لك كل الشكر و التقدير اخي" الصادقين"