في ذكرى يوم الشهيد والقيد الحديد . المحامي يحي غالب

[ماريوت]

شبكة الطيف - المحامي يحي غالب
عندما انطلق قطار الحراك الجنوبي السلمي التحرري كانت قياداته تستلهم نضالها السلمي من تاريخ الجنوب التحرري وأمجاد وبطولات ومآثر الرجال الأوائل وكان قرار قيادات الحراك السلمي قرار حكيم وصائب المتضمن إحياء مناسبات الجنوب التاريخية ومنها مناسبة الحادي عشر من فبراير ذكرى يوم الشهداء الذي ظل يوم تاريخي محفور بذاكرة شعب الجنوب ووجدانهم تخليدا لشهداء الجنوب الميامين.

خصوصا بعد ما قامت به قوات حرب الاحتلال اثنا اجتياح الجنوب وما بعدها من اعتداءات سافرة ضد تاريخ الجنوب من هدم لأضرحة الشهداء والمتاحف التاريخية وطمس معالم الجنوب وهويته كان بمثابة اعتداء على مقدسات الجنوبيين وكانت الدعوة من قيادة الحراك الجنوبي لإعادة إحياء ذكرى يوم الشهداء كان لها وقع وصدى كبيرين , ولاقت الدعوة استجابة غير عادية وحضور غير مسبوق الى مديرية الشعيب بتاريخ 11فبراير 2008م , وكانت الجنوب حينها قدمت 7من شهدائها الميامين في الحراك الجنوبي خلال عام 2007م والذي أطلقنا عليه عام الشهداء السبعة, واستقبلت عام 2008 بشهيدين في ساحة الهاشمي شهدا التصالح والتسامح الجنوبي 13يناير2008م بساحة الهاشمي ومنهم الشهيد صالح ابوبكر السيد اليافعي وكنت محاميا له ومترافعا في قضيته وقضايا شهداء منصة ردفان الآربعة وأكثر من 30جريح حينها .

الحضور الكبير في أول مهرجان ليوم الشهيد كان كما أسلفنا في مديرية الشعيب وكان اللافت للانتباه ليس الحشود الجماهيرية فحسب ولكن أيضا الحضور النوعي لقيادات الحراك والتنظيم والإدارة والكلمات التي ألقيت من قبل رموز وقيادات الحراك بدلك المهرجان وكان ابرز القيادات التي اعتقلت بعد حوالي شهرين هم علي منصر واحمد بن فريد وعلي هيثم الغريب ويحي غالب وجميعنا تحدثنا بمهرجان الشهيد بكلمات ألهبت حماس الجماهير وكان لها صدى في نفوس الجماهير, وكانت الكلمات والخطابات هي خطابات السقف الأعلى والموحد المطالب برحيل الاحتلال واستعادة دولة الجنوب جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وتناولت وسائل الإعلام إحداث فعاليات يوم الشهيد في الشعيب باهتمام بالغ وكانت عناوين الصحف والمواقع الآ خبارية بارزه وأهم عنوان كان هو (الحراك الجنوبي يحتفل بيوم الشهيد وأعلام الجنوب تغطي سما الشعيب) ..

كان الحضور في أول مهرجان ليوم الشهيد حضور وطني جغرافي سياسي جنوبي بامتياز شاركت فيه معظم القيادات من مختلف المحافظات ,وكان مهرجان الشعيب ليوم الشهيد صفحة بيضا ناصعة لاستعادة تاريخ الجنوب وبنفس الوقت كان صحيفة اتهام وكان ملف تحقيق ومحاكمة لأبرز قيادات الحراك الجنوبي الدين تم اعتقالهم في 31مارس 2008م حيث كان مهرجان الشهيد في الشعيب يتصدر صفحات الاتهام اثنا التحقيق إمام الأمن السياسي والنيابة الجزائية والمحكمة الجزائية في صنعا , وكانت الصحف والتسجيلات المسموعة والمرئية عبارة عن أدلة بالصوت والصورة بالنسبة لأجهزة القمع البوليسي وكانت تعرض علينا الصور (الفيديو)والتسجيلات لمهرجان الشهيد بالشعيب , ونحن مكبلين بالقيود الحديدية طبعا كانت التحقيقات انفرادية ولا احد يعلم متى تم التحقيق مع زميله با ستثناء جلسة سماع قرار الاتهام من القاضي ونحن وراء القضبان عن اتهامنا بإقامة مهرجان يوم الشهيد وسرد قائمة أدلة الإثبات من ضمن الاتهامات الأخرى ولكن بعد حوالي 4اشهر من الاعتقال وبعد ان التقينا بالزنزانة الجماعية بدئنا نسأل بعضنا عن التحقيقات وكل واحد يروي كيف تم معاملته وعن الاتهامات والمهرجانات , وكان إجماعنا جميعا بان أهم التحقيقات والأسئلة لنا جميعا كانت بخصوص مهرجان الشعيب وهو المهرجان الذي شاركنا به جميعا وحظي بأكبر تغطية إعلامية استطاعت السلطة جمع اكبر وثائق وصور وتسجيلات للمهرجان لمواجهتنا بها كأدلة إدانة ..نجدها مناسبة تستوجب الوقوف أمامها كمحطة تاريخية من محطات الثورة السلمية الجنوبية .

ونحن فقط نقف إمام شهداء النضال (السلمي)في الحراك الجنوبي من انطلاقته عام 2007م بينما تاريخ التضحيات وشرف الاستشهاد بالنضال السلمي كان شرف السبق لمحافظة حضرموت في مهرجان المكلاء السلمي عام 98بقيادة المناضل حسن باعوم حين سقط الشهدا الأبطال بار جاش وبن همام وهناك شهدا حركة حتم واللجان الشعبية بالضالع محمد ثابت الزبيدي ورفاقه الإبطال وسيسجل التاريخ الجنوبي بأحرف من نور لشهداء المقاومة المسلحة والمحطة الاولى لمقاومة الاحتلال عام 1994م وفي مقدمتهم الابطال الشهدا صالح السيلي وصالح بن حسينون وحنش ثابت والطفي وسالم درعة ومحمد قاسم عبد القوي وثابت صلاح والمفلحي وشليل وعبدا لواسع عميران وفضل السقلدي وصالح يحي سعيد وصالح الزومحي وجلال شعفل عمر وطماح وغيرهم من قافلة التحرير والمقاومة وهم كثيرون لايتسع المجال لحصرهم و يقع علينا اليوم واجب استحضارهم والوقوف لهم بهامات منحنية وإرادات مصممة تعاهدهم بالانتصار لقضية استقلال بلدهم واستعادة دولتهم وهو اقل ما نقوم به أمام شهدائنا الإبطال .

اليوم نقف إجلالا وإكبارا لشهداء الحراك الجنوبي والذين يتزايد عددهم ويتصاعد بتصاعد مستوى قضية شعبهم الجنوبي الدين ضحوا بأرواحهم الغالية رخيصة في سبيل الحرية والاستقلال ومشروع استعادة دولتهم الجنوبية ,اليوم كم السعادة تغمرنا وتباشير النصر على مقربة من شعبنا الذي يحيي يوم الشهيد بحشود كبيرة تنطلق تلقائيا وفق برنامج مرسوم (كيمائيا)في عقول ووجدان شعب الجنوب ,اليوم لايجد الجنوب صعوبة في تحريك واستنهاض ابنائة بعد تجربة نضالية تر سخت خلال 3اعوام ونصف من العمل النضالي ,سيكون الاحتفال يهدا العام بيوم الشهيد أكثر حماسا وأكثر وفاء واستعداد للتضحية وأكثر حضور بعد إن اتسعت رقعت الحركة الثورية الجنوبية لتغطي كل إرجاء مساحة الجنوب وبعد نجاحات ساحقة تحققت لشعب الجنوب داخليا وخارجيا ودلك الفضل يعود إلى قرابين وشلالات الدماء الطاهرة التي تدفقت في ساحات الشرف التي سنحافظ عليها ونصونها والحفاظ عليها يتمثل بالحفاظ على مشروع الاستقلال واستعادة الدولة ,سلاما للشهيد في يوم عيده ورحمة وغفرانا لروحه الطاهرة وعهدا لدمائهم الزكية زيت وقود قطار الحراك الجنوبي التحرري وكل عام والجنوب بخير .